دبي - أ ف ب - تتسارع الخطوات في الشارع الرياضي الخليجي نحو تفعيل دور المرأة على كل الأصعدة، الفنية والتنظيمية والادارية، في شكل يتواكب مع تطورات العصر، ويتماشى مع رغبة المرأة الخليجية في ممارسة الرياضة. وبدأت المبادرات تتوالى باسناد أدوار أكبر للعنصر النسائي في النشاطات، لأن الخليجية لم تعد تكتفي بالمراقبة بل تريد ان تدخل غمار المعترك الرياضي بطرقه المتطورة، وتسعى الى ممارسة الرياضة وخوض المباريات والبطولات كما يحصل في منافسات الرجال. كما ان المنطقة الخليجية بدأت تشهد احداثاً رياضية دولية مهمة تستقطب فيها ابرز نجمات العالم. فالدوحة مثلاً على موعد غداً مع دورة دولية للسيدات في كرة المضرب هي الأولى في المنطقة، ابرز المشاركات فيها السويسرية مارتينا هينغيس المصنفة اولى عالمياً، التي تشارك ايضاً في دورة مماثلة في دبي الى جانب عدد كبير من المصنفات. وبعدما كانت مشاركة الخليجيات في نواح جانبية فقط، كالمساهمة في عمل لجان أي بطولة كبرى تنظم في المنطقة، او العمل ضمن طاقم تحكيمي لمباريات كرة السلة والكرة الطائرة، باتت الأمور أكثر وضوحاً الآن، مع دعم جميع المسؤولين عن الرياضة الخليجية مشاركة المرأة وتعزيز دورها الرياضي. وتبدو النتائج جلية في البحرينوقطر والامارات وغيرها، حتى ان بطولة الأندية الخليجية للرماية التي تقام الآن في قطر تشهد للمرة الأولى في تاريخها مشاركة نساء من قطر والامارات في منافساتها. كما ان مدينة الشارقة تشهد البطولة الخليجية الرابعة للسيدات في كرة السلة والكرة الطائرة. ويمكن القول ان الوقائع التي سجلت في الشهور الستة الاخيرة تعد قفزة جبارة نحو تسهيل دخول المرأة بحرية اكبر في هذا المجال، كما انها تساهم الى حد كبير في استضافة دول المنطقة نشاطات كثيرة دولية واقليمية تكون فيها مشاركة السيدات ضرورية في كل الألعاب، كما سيحصل في دورة الألعاب الآسيوية عام 2006 التي ستنظم في قطر. وكانت قطر سباقة في هذا المجال، من خلال استضافتها مباريات عالمية خصوصاً في ألعاب القوى، فكانت الدولة الخليجية الأولى التي تسمح بمشاركة المرأة في البطولات، ونالت جائزة رئيس الاتحاد الدولي السابق لألعاب القوى الراحل بريمو نيبيولو، لأنها فتحت الباب امام العنصر النسائي للتنافس على اراضيها. ولقيت المبادرة البحرينية باشراك فتاتين في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني في ايلول سبتمبر الماضي، ببطاقتي دعوة طبعاً، اهتماماً اعلامياً ورسمياً كبيرين، لأنها فتحت الطريق امام تعزيز دور المرأة رياضياً واعدادها للمناسبات المقبلة. وكانت البحرينيتان مريم الحلي وفاطمة عبدالمجيد، اول خليجيتين تشاركان ولو رمزياً في الاولمبياد، الأولى في العاب القوى والثانية في السباحة. وربما شكلت هذه المبادرة الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل نحو تشجيع المرأة الخليجية على ممارسة الرياضة. وازالت قطر اللغط خلال تقديم ملف ترشيحها لاستضافة أسياد 2006 مؤكدة أن مشاركة السيدات لا تتعارض مع العادات والتقاليد. وقال الشيخ سعود بن خالد آل ثاني: "لن نفعل شيئاً يتعارض مع العادات والتقاليد في المنطقة، خصوصاً في ما يتعلق بمشاركة المرأة لأننا نؤمن بمشاركتها في كل مجالات الحياة ومنها الرياضة". ولم يكن سهلاً منح قطر شرف تنظيم الآسياد من دون اعلان السماح بمشاركة المرأة في كل الألعاب الرسمية. وعلق الشيخ احمد الفهد رئيس المجلس الاولمبي الآسيوي بعد التصويت على الدولة المضيفة، قائلاً: "تعهدت عدم حصول اي مشكلة في شأن مشاركة المرأة في المنافسات، على رغم ان دخولها في المسابقات الرياضية في المنطقة يواجه تحفظاً، خصوصاً بالنسبة الى الألبسة المخصصة لذلك، والدوحة قدمت ضمانات بأن كل انواع الرياضة سيكون مسموحاً به في الألعاب".