} توقعت أوساط عليمة في حزب العمل الاسرائيلي صدور نداء عن عدد من أقطاب الحزب، مساء اليوم يطالبون فيه من زعيم الحزب رئيس الحكومة ايهود باراك التنحي عن مواصلة المنافسة على رئاسة الحكومة لمصلحة الوزير شمعون بيريز صاحب الحظوظ الأوفر في هزم مرشح ليكود واليميني ارييل شارون. من المفروض ان يعلن التلفزيون الاسرائيلي مساء اليوم نتائج استطلاعات الرأي التي ستنشرها صحيفتا "يديعوت احرونوت" و"معاريف" صباح غد الجمعة، قبل أربعة أيام من موعد الانتخابات، الثلثاء المقبل. وقال قطب من أقطاب الحزب، فضّل عدم ذكر اسمه ل"الحياة" انه في حال اظهرت الاستطلاعات ان شارون ما زال يتقدم على باراك بفارق 16 نقطة، كما أظهر استطلاع "يديعوت احرونوت" أمس، فإن عدداً من قياديي الحزب سيتوجهون لباراك بطلب التنحي في مسعى منهم لانقاذ عملية السلام وحماية حزب العمل من هزيمة قد تقضي عليه. أضاف محدثنا انه يستبعد أن يلبي باراك نداء كهذا "لأنه يسعى وثلاثة من وزرائه للانضمام الى حكومة وحدة وطنية مع شارون" رغم الموقف المناهض لرأي غالبية قادة الحزب. ومرة أخرى يتصاعد السجال بين الموالين لباراك من جهة وبين معارضيه الذين ما زالوا يتحدثون من دون الكشف عن اسمائهم، من جهة أخرى. ويرى الموالون ان إعادة طرح مسألة تنحي باراك تخدم شارون، فيما يرى المعارضون ان باراك أوصل حزب العمل الى حضيض غير مسبوق. ويدعي باراك انه قادر في الأيام المتبقية على موعد الانتخابات على جسر الفارق بينه وبين شارون وبعد ان يعي المترددون، ابتداء من صباح غد الجمعة، وهو الموعد الأخير المسموح به للحزب لتغيير مرشحه في حال اعتزاله، ان بيريز لم يعد مرشحاً افتراضياً وأن السباق يقتصر على باراك وشارون. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مقربين من بيريز استعداده للحلول محل باراك رغم الوقت القصير المتبقي على الانتخابات لقناعته ان فوز شارون في الانتخابات وتشكيله حكومة يمينية متطرفة سيقودان الى حرب والى عزل اسرائيل في المحافل الدولية. ورأى المعلق على الشؤون الحزبية في الاذاعة الاسرائيلية يارون ديكل ان قلقاً جدياً يساور معسكر ليكود من احتمال تنحي باراك لمصلحة بيريز رغم ادعاء الرجل الثاني في ليكود سلفان شالوم ان شارون قادر على هزم أي مرشح عن "العمل". واحتدمت المعركة الانتخابية في اليومين الأخيرين وأثارت ورقة دعائية بعث بها أربعة ضباط من أنصار باراك الى زهاء 250 ألف اسرائيلي غضباً في أوساط ليكود فقد وضعت الورقة في مغلف حمل عنوان "أمر 8" وهو أمر استدعاء جنود الاحتياط الى الخدمة العسكرية لكن مضمونها دعاية لباراك وتحذير من شارون: "عليك المثول لخدمة الاحتياط بدءاً من 7 شباط فبراير وحتى أجل غير مسمى... ليس هذا "أمر 8" لكنه قد يصبح كذلك في حال جلس على كرسي رئاسة الحكومة الرجل الذي ورّط اسرائيل في الحروب وعارض كل خطوة نحو السلام". وأمر رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي حيشين بمنع مواصلة توزيع هذه الورقة علماً أن استغلال الجيش لأغراض انتخابية ممنوع حسب القانون. في المقابل علق أنصار ليكود لافتات في مفترقات الطرق الرئيسية في جميع أنحاء اسرائيل تحت عنوان "باراك سيعيد اللاجئين الفلسطينيين الى اسرائيل". وأعلن الطاقم الانتخابي لشارون ان هذا قرر نهائياً عدم الظهور في مناظرة تلفزيونية أمام باراك مما أثار غضب الأخير الذي عوّل كثيراً على مناظرة كهذه. ومنع مدير التلفزيون الرسمي اجراء مقابلة مع باراك إزاء رفض شارون الظهور في مقابلة مماثلة بزعم ان ظهور باراك وحده من شأنه أن يعتبر تحيزاً لصالحه. الى ذلك، يواصل طاقم باراك الانتخابي تكريس جهد خاص لاستمالة المواطنين العرب وتم تجنيد عقيلة رئيس الحكومة، نافا باراك لهذا الغرض فعقدت أول من أمس اجتماعاً انتخابياً حاشداً في مدينة شفاعمرو واستقبلت بالترحاب ويقوم بالمهمة ذاتها الوزيران شمعون بيريز ويوسي بيلين اللذان يحظيان بشعبية كبيرة في أوساط المواطنين العرب. وأمس اعلن رؤساء بلدات بدوية في النقب تأييدهم لباراك بعد أن وعدهم بتبني خطة وزارية لتطوير البلدات البدوية "ولايماننا بأنه قادر على تحقيق السلام" كما قال أحدهم. من ناحيته أعلن رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو مجدداً رفضه قبول منصب وزير خارجية في حكومة شارون إزاء "التركيبة الحالية المعقدة للكنيست". واستبعد نتانياهو أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية نظراً للتباين بين موقفي العمل وليكود. وزاد ان حكومة شارون ستواجه صعوبات في "إعادة توقعات الفلسطينيين التي ناطحت السحاب الى أرض الواقع، بل قد تبدو مهمة كهذه مستحيلة". وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة "جيروزالم بوست" امس ان الفارق الذي يتقدم به شارون على باراك اتسع الى 22 نقطة مئوية من 16 نقطة يوم الجمعة الماضي.