أجرى وزير الخارجية الاسباني جوزف بيكه محادثات في طهران أمس مع نظيره الايراني كمال خرازي، كما التقى الرئيس محمد خاتمي. وتناولت المحادثات الحرب في افغانستان والتصعيد في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن رؤية اسبانيا لنتائج مؤتمر بون الأفغاني ودور الاتحاد الأوروبي في المرحلة المقبلة، قال بيكه ان نتائج المؤتمر "ايجابية جداً"، مؤكداً ان "الوظيفة الأساسية الملقاة على عاتق الحكومة المقبلة في افغانستان هي إعادة الإعمار، وان على عاتق كل الدول بما فيها الاتحاد مسؤولية كبيرة في هذا المجال". وأشار الى استعداد أوروبي لتنفيذ مشاريع ضخمة في افغانستان، لافتاً الى المعضلات المعيشية وأزمة اللاجئين التي تتحمل اعباءها ايران وبعض دول الجوار. وقال خرازي رداً على سؤال ل"الحياة" ان "ايران مستعدة للتعاون مع الاتحاد الأوروبي في عملية إعادة الاعمار في افغانستان، نظراً الى علاقات الجوار الايراني - الأفغاني، والعلاقات التاريخية بين الشعبين. ان دور الدول الجارة لافغانستان مهم في هذه القضية، وكذلك الدور الأوروبي". وعن مؤتمر بون قال الوزير الايراني: "تابعنا المؤتمر بجدية، وسعينا كثيراً الى التقريب بين وجهات نظر الأطراف الأفغانية، ولا ينتظر أن يرضى الجميع، لكن المحصلة العامة، أي وضع الاطار لمستقبل افغانستان، قبلها جميع المشاركين في المؤتمر". وعن احتمال استهداف ايران في المرحلة المقبلة من الحملة الأميركية لمكافحة "الارهاب"، قال خرازي ان بلاده "لا تستشعر أي خطر لأن موقفها محكم وموضع قبول على الصعيد الدولي، وهي تساهم في الدفع نحو تسوية المشكلات الدولية". وفي انتقاد لتصريحات بعض المسؤولين الأميركيين الذين يتهمون ايران بالارهاب اعتبر خرازي ان "لغة التهديد لا تنفع، والعالم الاسلامي لا يقبل بالهجوم على أي بلد اسلامي". الى ذلك أ ف ب، أعلن وزير الخارجية الأميركي كولن باول امس ان واشنطنوالأممالمتحدة لم تتخذا قراراً في شأن القوة الدولية لضمان الأمن في افغانستان، مؤكداً ان القوات الأميركية في هذا البلد ليست بحاجة الآن الى مساعدة أجنبية. وقال باول للصحافيين الذين رافقوه في الطائرة التي أقلته الى بوخارست، حيث شارك في اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ان غياب سلطة مستقرة ومعترف بها في كابول يعقد ارسال قوات اجنبية لمساعدة هذا البلد على إرساء الاستقرار، بعد اطاحة حكم "طالبان". وأضاف: "لا توجد في كابول مؤسسات قادرة على طلب قوات دولية ولم تطلب الأممالمتحدة بعد مثل هذه القوات". وأشار الى ان واشنطن لا تعارض هذا الاحتمال، وقال: "نفكر في ذلك ونحاول تحديد آليتها القوات وايجاد الدول التي قد تساهم فيها". لكنه شدد على أن الولاياتالمتحدة تفضل ان تتولى قوات افغانية ضمان الأمن في البلد "وفي حال لم يكن ذلك ممكناً ممارسة ضغوط لارسال قوات من الخارج". واعتبر ان ليس منطقياً ان تضمن قوات اجنبية الأمن في كل البلد، وأن عليها الاكتفاء ب"مناطق محددة". واختتم: "افغانستان ليست دولة صغيرة مثل البوسنة أو كوسوفو، انها بحجم ولاية تكساس". وفي اسلام آبادأ ب، رحبت باكستان بالاتفاق الذي توصلت إليه الفصائل الأفغانية المجتمعة في بون حول اقتراح الاممالمتحدة تأليف حكومة انتقالية موسعة في أفغانستان ، ووعدت أنها ستسهم في إعادة بناء جارتها المنكوبة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستاني عزيز أحمد خان: "إن حكومة باكستان تهنئ أمين عام الاممالمتحدة كوفي أنان وممثله الخاص الاخضر الابراهيمي على النجاح في التوصل الى اتفاق بين القادة الافغان بشأن تأليف حكومة انتقالية"، وأضاف: "نأمل ان يتفق المجتمعون قريبًا على اسماء أعضاء الحكومة الانتقالية، وعلى رغم المشكلات الاقتصادية التي تواجهها باكستان إلا أنها ستنضم الى المجتمع الدولي في إعادة بناء أفغانستان". وكررت باكستان مطالبتها بإرسال قوة دولية الى أفغانستان لفرض الامن في كابول والمناطق المجاورة. واعتبر خان أن نزع السلاح وفرض القوة الدولية ضرورة ملحة للبدء بمرحلة جديدة في هذه المنطقة. الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة وفي بروكسل رويترز دعا الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة اليوم امس الى منح نساء افغانستان اكثر من دور رمزي في اي حكومة جديدة كشرط لتقديم المساعدات الدولية لاعادة اعمار البلاد. وحثت المفوضة الاوروبية للشؤون الاجتماعية انا ديامانتوبولو ومفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان ماري روبنسون، خلال افتتاح قمة نساء افغانستان في بروكسل، الافغانيات على المشاركة في بناء مستقبل البلاد. وهذا الاجتماع الذي يستغرق يومين هو اول حدث دولي يركز على دور النساء في افغانستان بعد انهيار حكم "طالبان" بمشاركة من مسؤولين من الاتحاد الاوروبي والاممالمتحدة وزعيمات افغانيات. وصرحت روبنسون للصحافيين: "اذا قدر ان يكون هناك دعم لاعمال اعادة الاعمار في افغانستان يتعين علينا ان نرى من البداية تمثيل النساء... يجب ان نضمن ذلك ولا يجب ان نقبل خلاف ذلك". وحذرت روبنسون من حصول النساء على مجرد دور رمزي في اي حكومة جديدة. وقالت: "من المهم للغاية الا يكون رمزيا ووجود امرأة واحدة سيكون رمزيا...الامر يستلزم عددا من النساء". وقالت ديامانتوبولو ان الدعم الدولي مطلوب للمساعدة على ضمان حقوق نساء افغانستان الا ان النساء أنفسهن لابد ان يقمن بدور رائد في بناء افغانستان جديدة ديمقراطية. واضافت: "من المهم للغاية ابراز ضرورة قيام نساء افغانستان بالمبادرة.. يجب ان يكن صاحبات الدور الرئيسي في هذا العهد الجديد".