طهران - رويترز، أ ف ب - عشية افتتاح مؤتمر الفصائل الافغانية في بون اليوم، ساد تفاؤل حذر لدى أوساط مسؤولي الاممالمتحدة المشاركين في الاعداد للمؤتمر، فيما أعلن ناطق باسم المبعوث الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي ان قوة متعددة الجنسية تابعة للمنظمة الدولية ستكون الخيار "الاكثر قابلية للاستمرار" من اجل ضمان الامن في افغانستان. لكنه اكد ان الاممالمتحدة تستبعد ارسال "قبعات زرق" الى هذا البلد. جاء ذلك في وقت اكتمل وصول الوفود المشاركة في المؤتمر الى فندق "بيترسبيرغ" في ضواحي بون حيث تفتتح المناقشات رسمياً اليوم. وبدأت عشية المؤتمر مشاورات ثنائية بين الابراهيمي ومساعديه من جهة، وبين ممثلي الفصائل الافغانية من جهة أخرى. الى ذلك، نشرت صحيفة "ايران" الرسمية امس، ان طهران تعتبر ان على مؤتمر بون الأخذ في الاعتبار "مصالح الأفغان، وأيضاً مصالح الدول المجاورة". ونقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية ان "ايران تقبل اي قرار يتخذ حول افغانستان في اطار الاممالمتحدة". اما صحيفة "ايران نيوز" الاصلاحية فاعتبرت ان من "غير الواقعي" أن يقبل "تحالف الشمال" التخلي عن السلطة. وأوضحت أن فصيل "شورى بيشاور" المشارك في المحادثات "قد يكون هدفه على الارجح تمثيل مصالح إسلام آباد"، في بون. لكن الموقف الرسمي الايراني جاء على لسان الناطق باسم الخارجية حميد رضا آصفي الذي نقلت عنه اذاعة طهران قوله ان بلاده "تأمل بأن ينجح هذا الاجتماع في وضع اطار لمشاركة الجماعات الافغانية في السلطة على اساس التوزيع السكاني في أفغانستان". واشار الى ان وزير الخارجية كمال خرازي سيزور العاصمة الباكستانية الخميس. وابلغ ديبلوماسي من الاممالمتحدة قريب الى المفاوضات بين الفصائل الافغانية، وكالة "فرانس برس" ان ممثلي المنظمة الدولية في المؤتمر "متفائلون بحذر" حيال نجاح مفاوضات بون. وقال الديبلوماسي الذي فضل عدم نشر اسمه: "نحن حذرون لاننا أمام شيء جديد هنا، لكننا متفائلون لان الامر يتعلق بفرصة تاريخية لا يمكننا ان نسمح باضاعتها". واوضح أن المؤتمر الذي ستبحث فيه مسألة تشكيل حكومة انتقالية متعددة الأعراق "يشكل فرصة السلام الحقيقية الاولى منذ عشرات السنين، الفرصة الاولى من اجل تشكيل حكومة تمثيلية في افغانستان". وزاد: "لدينا افكار واقتراحات ولكن لا يمكن أن يفرض أحد اتفاقًا". وأضاف أن المؤتمر "ليس الا مرحلة أولى". وردًا على سؤال عن احتمال نشر قوات لحفظ السلام برعاية الاممالمتحدة، اكتفى الديبلوماسي بالقول ان المنظمة الدولية "تبقى منفتحة" على كل أنواع الحلول، لافتاً الى وجود "تفاهم أن أفغانستان ستكون بحاجة الى التزام دولي على المدى الطويل". وأجرى أعضاء وفد الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه ووفد مجموعة قبرص القريبة الى ايران محادثات أولية غير رسمية في ما بينهم ومع الابراهيمي ومساعديه. كما التقى المبعوث الاميركي الخاص جيمس دوبينس الذي وصل الى بون امس، ممثلي وفد الملك السابق على أن يلتقي بقية الوفود في وقت لاحق. وقال دوبينس ان ممثلين اميركيين وآخرين عن روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وبعض الدول المجاورة لأفغانستان مثل ايران وباكستان، سيحضرون المؤتمر بصفة مراقب و"سيتدخلون من بعيد لدفع المجموعات القريبة منهم الى تحقيق تقدم في المفاوضات". وسيفتتح المؤتمر بكلمتين يلقيهما الابراهيمي ووزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر. ووصل أمس وفد "تحالف الشمال" 11 عضواً ووفد بيشاور 5 أعضاء على متن طائرتين لسلاح الجو البريطاني، وبدأت الاتصالات الاولى معهما. وقال مصدر مطلع ان المحادثات التمهيدية أمس، تطرقت الى "خطة النقاط الخمس" التي يحملها الابراهيمي ووافق عليها مجلس الأمن، لايجاد حل سلمي في افغانستان على مراحل، يؤدي الى انهاء 23 سنة من الحرب. ويهدف المؤتمر الذي سيستمر بين عشرة ايام وأسبوعين، بحسب مصادر الأممالمتحدة، الى الاتفاق على الأسس السياسية والتمثيلية لتشكيل حكومة موقتة في افغانستان. ووصل الى قصر الضيافة "بيترسبيرغ" أول من أمس، 16 أفغانياً يمثلون وفدي مجموعة الملك السابق 11 عضواً ومجموعة قبرص. وأكد بعض المصادر أن عدداً من الافغانيات سيشارك ضمن وفدي الملك واتحاد الشمال. واعتبرت مصادر الحكومة الالمانية أن مجرد قبول كل أطراف النزاع في افغانستان للمرة الأولى الجلوس معاً الى طاولة التفاوض "أمر يشير الى النجاح". والموقف نفسه أعلنه الناطق باسم وفد الأممالمتحدة أحمد فوزي الذي قال: "مع موافقة الافغان على الحضور، أرسيت بداية جيدة"، مضيفاً ان "الشعب الافغاني بحاجة ماسة الى السلام لاعادة بناء بلده". وأعرب أمين فاهانغ رئيس وفد الملك السابق عن تفاؤل بالنتائج التي قد يتم التوصل اليها، وطرح شرطين لارساء السلام في بلاده: ان يعلن "تحالف الشمال" استعداده لتقاسم السلطة مع الآخرين، والثاني إرسال قوة دولية برعاية الأممالمتحدة الى افغانستان لضمان استمرار السلام. وأضاف ان إرسال القوة شرط سيضعه وفده على طاولة المفاوضات لدى بحث مستقبل افغانستان، مطالباً المانيا بالمشاركة باعتبار انها ليست من الدول التي لها مصالح خاصة في البلد. وأعرب عن تشاؤمه بمشاركة قوات من الدول الاسلامية في القوة الدولية، محذراً من إمكان تصديرها "أفكاراً متطرفة من بلدانها الى أفغانستان".