كابول، إسلام آباد - رويترز، أ ف ب - تجددت الغارات الاميركية على مناطق سكنية شرق أفغانستان، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين. وجاء ذلك على رغم إبلاغ رئيس الحكومة الموقتة حميد كارزاي أعيان القبائل أنه سيطلب من الاميركيين وقف قصف مناطقهم، بعدما هددوا بانتفاضة مسلحة ضد حكومته في حال استمرار الغارات. وأفادت تقارير وشهادات سكان أن الغارات الاميركية خلفت 40 قتيلاً وعشرات الجرحى، غالبيتهم من النساء والاطفال في قرية ناقه في ولاية بكتيكا شرق أفغانستان. وأفاد شهود أن الغارات وقعت فيما كان الناس نياماً، وأن 25 منزلاً دمرت من بينها منزل مولاي طه وهو أحد القادة السابقين في حركة "طالبان". وأضاف الشهود أن طه لم يكن موجودًا في المنزل وقت القصف. ونقلت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية التي تتخذ من باكستان مقراً لها عن شهود قولهم ان القصف كان شديدًا للغاية، الى درجة تعذر معها التعرف على هوية القتلى. وجدد سكان القرية تأييدهم الحكومة الافغانية الموقتة، وقالوا انهم لا يعرفون سبب تعرضهم للقصف الاميركي، إذ لا يوجد في المنطقة أعضاء من تنظيم "القاعدة" بزعامة أسامة بن لادن. وقال أحد السكان: "لا أسامة ولا أي أجنبي آخر موجود في قريتنا". وجاءت الغارات بعد أسبوع من قصف الطائرات الاميركية موكباً يضم أعيان القبائل في المنطقة كانوا متجهين الى كابول لحضور مراسم تنصيب حكومة كارزاي، ما أسفر عن سقوط نحو 65 قتيلاً. وأكد وفد من المنطقة جاء الى كابول أمس، أن الموكب كان يضم فقط مقاتلين قدامى وشخصيات محلية بينهم عناصر سابقون من "طالبان". وقال الوفد المؤلف من مجلس شورى بكتيكا مجلس يضم أعيان الولاية ان قطاع طرق أجبروا الموكب على تحويل مساره قبل تعرضه لقصف الطيران الاميركي على بعد نحو عشرين كيلومترًا الى جنوب مدينة غارديز. والتقى وفد مجلس الشورى المؤلف من نحو 30 شخصية مساء أول من أمس، كارزاي الذي وعدهم بالطلب من الاميركيين وقف الغارات، وتشكيل فريق للتحقيق في الحادث والبحث عن المتسببين به. وأوضح الناطق باسم مجلس الشورى عبد الحكيم منيب في مؤتمر صحافي أمس أن "مجلس شورى خوست أخطر الاميركيين وكذلك رئيس الحكومة حميد كارزاي بتغيير طريق الموكب لكن ذلك لم يمنع القصف الذي أسفر عن سقوط 65 قتيلاً و40 جريحًا بينهم قرويون من المنطقة. ورفض البنتاغون فرضية أن يكون القصف ناجمًا عن خطأ. وقال انه استهدف عناصر من "القاعدة". لكن منيب أكد أنه "لم يكن هناك عناصر من القاعدة في الموكب. أولئك الناس كانوا متوجهين الى كابول لتهنئة رئيس الحكومة". وأضاف منيب الذي كان نائبًا لوزير الاتصالات والحدود في ظل نظام "طالبان" أن "بعض الذين كانوا في الموكب كانوا بالامس مع طالبان، وأنا كنت مع طالبان، لكننا رفضنا على الدوام الارهاب واليوم نحن ندعم كل من يعمل على منع تفكك أفغانستان".