قندهار، بيشاور، لندن - رويترز، أ ف ب - أعلنت القيادة الأميركية في أفغانستان أمس، فتح تحقيق في مقتل ستة مدنيين وإصابة 16 آخرين بجروح، في ضربة جوية أخطأت هدفها في قندهار جنوب ليل الأربعاء - الخميس. في غضون ذلك، هددت «طالبان» بقتل جندي أميركي تحتجزه في ولاية بكتيكا (شرق) منذ أواخر حزيران (يونيو) الماضي، وذلك في حال واصلت القوات الأميركية محاولاتها للعثور عليه، عبر ضغوط تمارسها على سكان المنطقة. في الوقت ذاته، توقع رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مايكل مولن معارك صعبة جداً في أفغانستان، مشيراً الى ان مقاتلي «طالبان» اصبحوا اكثر عنفاً وافضل تنظيماً. وفي حديث الى القسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أعرب مولن عن اعتقاده أن الفترة الصعبة قد تمتد 18 شهراً لإرساء الاستقرار في أفغانستان ووقف التدهور الأمني الذي بدأ قبل ثلاث سنوات. ولاحظ ان العملية الجارية ضد «طالبان» في ولاية هلمند (جنوب) لا تزال «في بداياتها». في الوقت ذاته، دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «عناصر طالبان المستعدين للتخلي عن العنف» الى قبول عرض الحوار الذي قدمه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي. وقالت كلينتون في خطاب امام مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن: «نحارب وحلفاؤنا في أفغانستان لأن حركة طالبان تحمي القاعدة وتعتمد على دعمها ويجري احياناً تنسيق نشاطاتهما». وأضافت: «بعبارات أخرى، يتوجب علينا محاربة طالبان للقضاء على القاعدة». واستدركت: «لكننا ندرك ان الذين يقاتلون الى جانب طالبان لا يدعمون جميعهم القاعدة ولا يؤمنون بالسياسات المتطرفة التي انتهجتها طالبان عندما كانت في السلطة». وزادت: «نحن وحلفاؤنا الأفغان، مستعدون للترحيب بكل شخص من مؤيدي طالبان يتخلى عن القاعدة ويلقي السلاح ويرغب في المشاركة في المجتمع الحر والمنفتح الذي ينص عليه الدستور الأفغاني». وأثارت ضربة جوية في قندهار ليل أول من أمس، استياء السكان في المنطقة التي تعتبر معقلاً ل «طالبان»، في ظل أنباء عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين وتدمير منازل. ووقع الحادث أثناء الليل ولم تتضح ملابساته. وقالت الكابتن اليزابيث ماثياس الناطقة باسم الجيش الأميركي في كابول: «علمنا بحادث وقع في قندهار. ولدينا قوات هناك في حال اشتباك لكنني لا أعرف التفاصيل». وأفاد سكان بأن ستة مدنيين على الأقل قتلوا وأصيب 16 آخرون في منطقتي شاه والي كوت ومياواند في قندهار. وقال محمد الله وهو من سكان شاه والي كوت واستهدف منزله: «كنت في المنزل الليلة الماضية حين قصف منزلنا». وأضاف أن 12 من أفراد أسرته أصيبوا وأن طفلة في الرابعة من عمرها كانت من بين القتلى. وقال مسؤولون في المنطقة إن شخصين آخرين قتلا وأصيب أربعة آخرون في مياواند في هجمات قالوا إن طائرات مروحية شاركت فيها. وأظهرت مشاهد تلفزيونية داخل مستشفى قندهار عدداً من المصابين بينهم أطفال يتلقون العلاج. وتثير الضربات الجوية التي تخطئ هدفها خلافاً بين حكومة كارزاي والغرب، ويقول كارزاي إن الغارات الجوية لا تسفر إلا عن سقوط قتلى من المدنيين وتتسبب في ازدياد النقمة على الغرب، فيما أحصت الأممالمتحدة اكثر من 300 قتيل نتيجة الضربات الخاطئة هذا العام.