قالت صحيفة "التايمز" البريطانية أمس ان ريتشارد ريد، الرجل المتهم بإخفاء متفجرة في حذائه خلال رحلة لطائرة "أميركان إيرلاينز" يوم السبت، هو مجرم بريطاني اعتنق الإسلام خلال وجوده في السجن. وذكرت ان إمكان وجود علاقة بينه وبين أسامة بن لادن ظهرت عندما تبيّن ان الرجل الذي حددت الشرطة البريطانية هويته بعدما تلقّت بصماته من مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي اف. بي. آي، يُصلّي في مسجد في لندن كان يؤمه أحد المتهمين بالتآمر في اعتداءات 11 أيلول سبتمبر الماضي في الولاياتالمتحدة. غير ان مصادر أميركية قالت أمس ان المحققين لم يعثروا على أي دليل يشير الى علاقة لتنظيم بن لادن في قضية الطائرة الأميركية. ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول في مسجد بريكستون، غرب لندن، ان ريد ليس قادراً على التصرف بمفرده وانه ربما كان في مهمة إختبارية، عندما حاول إشعال متفجرة محشوة بمادة "سي. 4" اخفاها في كعب حذائه خلال رحلة للشركة الاميركية بين باريس وميامي الأسبوع الماضي. وأضافت ان ريد من زواج مختلط لأب جمايكي وأم انكليزية، ولد في مستشفى فارنبورو في بروملي، جنوب شرقي لندن، في صيف العام 1973. وقالت ان امه لزلي زارت مسجد بريكستون قبل أشهر عندما علمت انه ذهب الى باكستان ولم يعد يتصل بعائلته. وزادت ان والده كولفن من جمايكا تزوج من أمه في منطقة بوبلار، شرق لندن، قبل سنة من ولادته، وان ريتشارد صار راديكالياً بعدما احتك بمتطرفين مركزهم لندن. وقالت انه كان يصلّي منذ بضع سنوات في مسجد بريكستون حيث يُعرف باسم "عبدالرحيم". وذكرت انه يُعتقد بانه دين بجرائم سرقة عدة، وسُجن في مراكز اعتقال، بينها مركز فلثام للأحداث، وانه اعتنق الإسلام في السجن. وقالت انه التحق بصفوف تعلّم العربية في مسجد بريكستون، وانهى الكتب الثلاثة الأولى في تعلّم العربية. وتابعت انه كان مُلماً بالعربية الى درجة سمحت له بالكتابة الى رفاقه المصلّين بالعربية قبل مغادرته بريطانيا أخيراً. وقالت ان زكريا موسوي، الفرنسي المغربي الأصل الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بأنه "الخاطف العشرين" في اعتداءات 11 أيلول، كان من المصلّين في بريكستون خلال فترة تردد ريد عليه. ونقلت الصحيفة عن عبدالحق بكر، رئيس مسجد بريكستون، قوله عن موسوي: "رأينا تغيّراً كبيراً فيه. صار متعالياً لدرجة تثير السخط. كان يحاول ان يُكلّم المصلّين الصغار عن آرائه، ونحن نحاول ثنيه عن ذلك. ظل يكرر السؤال: هل تعلمون مكاناً فيه جهاد ويمكن ان أقاتل فيه؟". وعن ريد، قال بكر ان كان محبوباً، يريد ان يشارك في كل شيء ويقدّم المساعدة و"راغباً جداً في تعلّم أصول الإسلام". وأضاف ان ريد لا يمكنه ان يقوم لوحده بمؤامرة لتفجير طائرة الركاب الأميركية. وتابع انه يعتقد بان محاولة تفجير الطائرة كانت اختباراً لمعرفة هل يمكن ان تنفجر. وقال ان ريد صار في النهاية يتكلّم عن قتال الكفار، وان آخرين في المسجد تجادلوا معه في شأن خطأ بعض التفسيرات لمفهوم الجهاد الذي يعتنقه. وقالت الصحيفة ان احصاءات السجون البريطانية للسنة الماضية تفيد ان فيها: 4298 مسلماً، 25 الف انجيلي، 20 الفاً من دون ديانة، و11 الف كاثوليكي. وفي واشنطن أ ف ب، افادت صحيفة "بوسطن غلوب" الثلثاء ان المحققين يعتقدون بان ريد استعان بمساعدة متآمر معه بسبب تطور المتفجرات التي اخفيت في حذائه. ونقلت عن مسؤول اميركي قريب من التحقيق ان المادة التي عثر عليها في الحذاء هي خليط معقد جداً من المواد المتفجرة وأحد مكوناتها كان ليتسبب بحصول انفجار من دون الحاجة الى وجود صاعق. ولتفجيره، كان ينبغي فقط تسخين هذا الخليط بشعلة. وعثر المحققون على ما بين 200 و250 غراماً من هذا الخليط، مما يكفي على حد قولهم للتسبب ب"كارثة كبرى". واضاف المسؤول نفسه: "نعتقد الان بانه لو كانت هناك قداحة وليس ثقاب كبريت لكان انفجر الخليط. ويحاول المحققون ايجاد عناصر حول هذا النوع في اسرع وقت وقدر الامكان". وذكرت الصحيفة ان مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي الذي يحاول خبراؤه صنع عبوة مماثلة وتفجيرها في مختبر، على قناعة بان ريد لم يكن ليقدر على صنع عبوة متفجرة بمثل هذا التطور بنفسه وان شخصاً على الاقل كان متآمراً معه. واضاف المسؤول ان "الوضع يبدو جدياً اكثر فأكثر مع مرور الوقت". الى ذلك، اعلن مسؤول في هيئة الطيران المدني الاميركية الفيديرالية ان طائرة "بوينغ - 757" تابعة لشركة "كونتيننتال ايرلاينز" كانت تقوم برحلة بين تكساس وكاليفورنيا اضطرت الى الهبوط في مطار الباسو تكساس بسبب "حادث" وقع على متنها. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم كشف هويته ان "اضطرابات حصلت على متن الطائرة وكان وراءها راكب على الاقل". واضاف ان راكباً او أكثر قاموا، بعيد اقلاع الطائرة من هيوستن تكساس، باعمال مخالفة للقوانين ولكنه لم يذكر طبيعتها. واضطرت الطائرة التي كانت متوجهة الى لوس انجليس الى الهبوط في مطار الباسو حيث حطت من دون عوائق. واوضح المسؤول ان "السلطات صعدت الى متن الطائرة التي بقيت على ارض المطار". ولم يعرف بعد عدد الركاب الذين كانوا على متن الطائرة. "هدية مريبة" وفي لوس انجليس رويترز قال ناطق باسم المطار الدولي ان السلطات اغلقت احدى صالات السفر معظم الوقت صباح الثلثاء بعد العثور على هدية مريبة لمناسبة عيد الميلاد ملقاة جانباً. وقال توم وينفري الناطق باسم وكالة المطارات الدولية للوس انجليس التي تدير المطار ان السلطات أخلت صالة توم برادلي بعد الساعة التاسعة صباحاً عقب تلقيها تحذيراً من صندوق غامض عثر عليه في صندوق قمامة. واضاف ان السلطات اخلت المبنى والطريق المحيط به ورفضت السماح باقلاع طائرات الرحلات الخارجية حتى تأكدت الشرطة ان الصندوق ليس فيه ما يؤذي. ووجدت الشرطة ان الصندوق لم يكن سوى هدية عيد ميلاد به اطعمة فضّل صاحبه على ما يبدو الا يأخذه معه على الطائرة. وهذه ثاني حالة يشهد فيها المطار مخاوف من احتمال وجود قنبلة في غضون ثلاثة ايام، كما تأتي وسط تشديد في اجراءات الامن في كل المطارات الاميركية.