سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كارزاي يحض أميركا على عدم التخلي عن بلاده ودوستم يتعهد عدم عرقلة عملية السلام . الابراهيمي يبحث مع قادة "تحالف الشمال" في انتقال هادىء وسلس للسلطة في افغانستان
إسلام آباد، كابول، باريس - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - زار المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي كابول أمس، وأجرى محادثات مع القادة الجدد في "تحالف الشمال" تناولت انتقالاً هادئاً للسلطة وإجراء ترتيبات أمنية تماشيًا مع اتفاق بون الذي ينص ايضًا على نشر قوة امنية متعددة الجنسيات بتفويض من الاممالمتحدة في كابول وضواحيها. وفي وقت نُقل عن حامد كارزاي رئيس الحكومة الانتقالية المعينة في بون طلبه من الولاياتالمتحدة عدم اهمال افغانستان مجددًا وعدم نسيان وعدها بالقضاء على الارهاب في بلاده، افيد ان الزعيم الاوزبكي الجنرال عبد الرشيد دوستم الذي اعلن سابقا معارضبه لهذه الحكومة، تأكيده للابراهيمي انه لن يعرقل عملية السلام الجارية. واجرى الابراهيمي في كابول محادثات مع القادة الافغان الجدد تناولت تأمين انتقال سلس للسلطة الى الحكومة الانتقالية المعينة بموجب اتفاق سلام تم التوصل اليه في بون الاسبوع الماضي. لكنه لم يتمكن من الاجتماع مع كارزاي، نظراً الى انشغال الاخير في ترتيبات تتعلق بتقاسم السلطة في قندهار في محاولة لحل الصراع بين قبائل البشتون في المدينة. وقال احمد فوزي الناطق باسم الاممالمتحدة للصحافيين، بعد وصول الابراهيمي الى كابول قادماً من قاعدة باغرام الجوية: "اننا في حاجة الى ضمان اجراء حوار شامل عما سيحدث في 22 الشهر" الجاري، موعد تسلم الحكومة الانتقالية السلطة. واضاف ان "اي شيء تتوصل اليه الاممالمتحدة هنا، لن يفرض على الشعب الافغاني"، مشيرًا الى ان الحل يجب ان يكون افغانيًا بنسبة مئة في المئة. ولوحظ ان حافلة صغيرة تقل جنودًا من "تحالف الشمال" مسلحين برشاشات "كلاشنيكوف" ومدافع وقاذفة قنابل، رافقت موكب الابراهيمي من المطار الى المدينة حيث بدأ على الفور محادثات مع وزير الخارجية عبدالله عبدالله. وقال عبد الله في بداية الاجتماع: "كلنا أمل ونشعر بتفاؤل في التوصل الى تسوية سلمية دائمة للصراع في افغانستان". كذلك اجتمع الابراهيمي مع وزير الدفاع الجنرال محمد فهيم قال في مؤتمر صحافي ان القوة الدولية المتعددة الجنسيات المتوقع ان تنشر في كابول ستقتصر على الف جندي فقط. ولم يعرف على الفور ما اذا كان الموفد الدولي سيلتقي الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني. وقال فوزي ان الابراهيمي سيعرب عن "عرفانه بالجميل للسيد رباني وفريقه لمساندتهم المستمرة لاتفاقات بون". واضاف ان الابراهيمي سيناقش انتقالاً سلسًا للسلطة الى حكومة جديدة واجراء ترتيبات أمنية تماشيًا مع اتفاق بون الذي ينص ايضًا على نشر قوة امنية متعددة الجنسيات بتفويض من الاممالمتحدة في كابول وضواحيها. ومن المقرر ان يعود الابراهيمي الى اسلام آباد اليوم لاجراء محادثات مع الرئيس برويز مشرف قبل سفره من هناك الى نيويورك. ومن المتوقع ان يعود الى كابول قبل وقت قصير من موعد استلام الحكومة الانتقالية السلطة ليمكث في المدينة اسابيع عدة. دوستم وقال الناطق باسم الاممالمتحدة ان الابراهيمي استقبل في اسلام آباد مساء اول من امس، موفدًا للجنرال دوستم الذي نقل اليه رسالة تفيد ان الاخير "على رغم انتقاده اتفاق اقتسام السلطة الذي تم التوصل اليه في بون، لن يدعم اي محاولة ترمي الى عرقلة الاتفاق". كذلك اكد دوستم في رسالته الى الابراهيمي انه اتخذ تدابير لتوفير حرية تنقل قوافل المساعدة الانسانية ومنظمات الاغاثة في مناطق الشمال الواقعة تحت سيطرة قواته. كارزاي وفي حديث الى صحيفة "واشنطن بوست" نشر امس، وجه كارزاي تحذيرًا الى الولاياتالمتحدة من تكرار الاخطاء التي ارتكبتها في الثمانينات بعد انسحاب السوفيات من افغانستان. وقال: "ساءت الاوضاع في افغانستان لان الولاياتالمتحدة تركتها". واضاف: "لذا لا تغادروا مرة اخرى". ووعد كارزاي بسحب كل الاسلحة التي تنقل حاليًا بغية اعادة السلام الدائم الى بلاده. وشدد على وجوب ان "تتوقف البندقية عن حكم البلاد". واضاف ان افغانستان لن تكرر اخطاء الماضي وستجنب شعبها المزيد من العذاب. واوضح: "هناك امران يختلفان عن الماضي: اولاً لقد عانى الافغان. لقد رأينا الافغان يذبحون على يدي طالبان كما رأينا كيف امست طالبان ارهابية. ولن نكرر هذه الاخطاء، وثانيًا لقد اعترف المجتمع الدولي بوجوب اعادة بناء افغانستان. ويسود اقرار شامل بضرورة ان تنعم افغانستان بفترات افضل".