أكد مسؤولان بارزان في منظمتين اسلاميتين فلسطينيتين ان الشعب الفلسطيني وقواه المقاتلة لا تنوي فتح صراع مع الولاياتالمتحدة. وقال الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي والشيخ عبدالله الشامي القياديان البارزان في حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" على التوالي ان الحركتين لا ترغبان في "فتح دائرة اعداء، أو جبهة جديدة خارج حدود فلسطين". وشدد الرنتيسي في حديث خاص ل"الحياة" على ان "حركة المقاومة الاسلامية حماس ستدرس الرد المناسب وتقدم الإجابة السليمة، في حال ادرجت الولاياتالمتحدة اسم الحركة على قائمة المنظمات التي تصفها بأنها رهابية". وجدد موقف حركة "حماس" الرافض ل"توسيع دائرة أعداء الشعب الفلسطيني"، لافتاً الى انه "في حال استهدفتنا اميركا وضربت حركة حماس، عندئذ سندرس الأمر ونقدم الإجابة السليمة". أما الشامي فقال ان الولاياتالمتحدة تدرج اسم "حركة الجهاد الاسلامية" في قائمة المنظمات التي تصفها بأنها ارهابية منذ 20 عاماً، مشيراً الى ان هناك "معتقلين في السجون الاميركية ممن يحملون الجنسية الاميركية وينتمون للحركة، تعتقلهم الولاياتالمتحدة تحت مبررات التهم السرية". وكان الرنتيسي والشامي يردان على أسئلة "الحياة" حول ما تردد من أنباء عن ان المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية فوض رئيس الحكومة ارييل شارون اجراء اتصالات مع الادارة الاميركية لادراج اسم الحركتين و"حزب الله" اللبناني على قائمة الدول التي تعتبرها الولاياتالمتحدة "منظمات ارهابية". الشامي واعرب الشامي في حديث خاص ل"الحياة" عن اعتقاده بأن "الرأي العام العالمي يعرف اننا حركة تحرر مشروعة دولياً، وما نقوم به هو من أجل نيل الحرية والاستقلال وطرد الغزاة". وكرر الرنتيسي موقفه القائل بأن من "يقف وراء العمليات التي وقعت في نيويورك وواشنطن هم اليهود الاسرائيليون"، معتبراً ان الهدف من وراء ذلك "اعلان حرب شاملة على الاسلام بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله". واعتبر ان "المشكلة تكمن في حكوماتنا العربية والاسلامية التي تقف عند حدود الدفاع عن حركات المقاومة والجهاد في فلسطين، ولا ننتقل الى مربع الهجوم على العدو الصهيوني الارهابي"، داعياً هذه الدول الى ان "تخطو خطوة الى الامام وان تطالب اميركا بضرب العدو الصهيوني الارهابي". وقال الشامي "لن نستغرب اذا اتخذت اميركا موقفاً عدائياً تجاهنا، ولن نبالي بذلك"، مشدداً على ان حركة الجهاد الاسلامي ستستمر في "تنفيذ العمليات ضد الصهاينة". وفي الوقت الذي لم يستغرب الشامي ان "يسعى شارون الى هذه الغاية ادراج اسم حركة الجهاد على قائمة المنظمات الارهابية وان تنساق وراءه اميركا" فإن الرنتيسي توقع ألا ينجح شارون في تحقيق مبتغاه، وشدد على انه في حال نجح في ذلك "فسيكون هناك تغيير شامل في المعادلات وفي الخارطة السياسية في منطقتنا". هدف شارون وكانت مصادر رسمية اسرائيلية قالت ان خطوة شارون هذه تهدف الى "الزام الرئيس ياسر عرفات بمحاربة هذه الحركات تجنباً لاعتبار السلطة الفلسطينية جهة مساندة للارهاب". واعرب الرنتيسي عن اعتقاده بأن السلطة الفلسطينية "لا يمكن ان تقبل الوقوف في وجه الشعب الفلسطيني ضد حركتي حماس والجهاد الاسلامي"، مشدداً على ان "الشعب الفلسطيني لا يقبل بالتعاون الأمني مع العدو الصهيوني ولا مع اميركا"، في اشارة الى التنسيق الأمني مع اسرائيل، واستعداد السلطة الدخول في التحالف الذي تقوده اميركا ضد ما تسميه "الارهاب". وشدد الشامي من جانبه على ان "حركة الجهاد الاسلامي" لا تسعى الى الصدام مع السلطة "على رغم الممارسات الأمنية التي تدفعنا في هذا الاتجاه".