التقى رئيس الوزراء بالوكالة وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس جمعاً من رجال الدين والتجار والسياسيين الشيعة الذين بحثوا معه موضوع ترخيص الحسينيات، وطالبوا بانشاء دائرة أوقاف جعفرية. لكن "التحالف الإسلامي الوطني"، وهو أقوى المجموعات السياسية الشيعية في الكويت، انتقد بشدة هذا اللقاء، واعتبره "قناة غير سليمة لتداول هذه القضايا". وقال القطب في "التحالف" النائب عدنان عبدالصمد إن الذين أثاروا الصخب بين الشيعة حول الحسينيات والأوقاف الجعفرية هم "شتات من طالبي الوجاهة والمزايدين سياسياً ممن لا يستندون إلى أي أساس فقهي أو شعبي معتبر". واجتمع الشيخ صباح إلى الوفد، الذي ضم تجاراً ونشطاء سياسيين، بعد مساجلات استمرت أسبوعين بين شيوخ ونواب من الشيعة وإسلاميين سنّة حول الحسينيات غير المرخصة، والاستجواب الذين يزمع النائب حسين القلاف، وهو رجل دين شيعي، اجراءه مع وزير العدل النائب السلفي أحمد باقر. وذكرت مصادر، حضرت اللقاء، أن الشيخ صباح وعد بالنظر في القضايا والمطالب التي قدمها الوفد. وحض على نبذ الطائفية وتعزيز الوحدة الوطنية، مؤكداً أن الحكومة "لا تفرق بين المواطنين"، وشدد على ضرورة أن "نميت هذه الفتنة". وتابع أن الشيخ صباح أشار إلى أن وزارة العدل، ربما تتصل بوزارات العدل في دول مجلس التعاون الخليجي للاستفادة من تجاربها في هذه المسائل. غير أن هذا الاجتماع لم يكن مقنعاً للمجموعات الإسلامية الشيعية الكويتية، وهي "التحالف الإسلامي الوطني" لا لجهة الشخصيات التي ادعت تمثيل الطائفة فيه ولا لجهة الاسلوب في طرح هذه القضايا أو تحقيق تلك المطالب. وقال ممثل التحالف في مجلس الأمة البرلمان النائب عدنان عبدالصمد ل"الحياة" أمس: "من المؤسف أن يثير هذا الصخب أناس يبحثون عن الوجاهة ويزايدون سياسياً باسم الشيعة، وأن يستدرج بعض رموز الإسلاميين السنة للتورط في المساجلات، ولا يوجد في الكويت من يحق له أن يتحدث باسم طائفة شيعية بالقدر نفسه الذي لا يوجد أحد يحق له أن يتحدث باسم طائفة سنية، لأن في الجانبين توجهات ومشارب ومذاهب مختلفة من ألوان الطيف السياسي لا تجتمع تحت تمثيل واحد". ورفض ما يكتب في الكويت عن "تجمع العلماء الشيعة"، وقال: "ليس لهذا التجمع وجود". وأوضح أنه "لا يوجد في الكويت طائفة شيعية، ومن يستخدم هذا المصطلح يسيئ إلى الشيعة أولاً، فنحن مواطنون لا رعايا في هذا الدولة، وهناك قنوات شرعية رسمها الدستور لأي مواطن لتحقيق المطالب أو رفع الظلم"، وتابع: "هناك من يحاول التكسب وتحقيق المصلحة الشخصية من خلال هذا المصطلح السيئ وبعض من يرفع صوته باسم الشيعة بعيد عن الالتزام الشرعي الديني، بل حتى المبادئ الوطنية والدستورية ويسعى لنيل الوجاهة عن طريق الحديث عن طائفة شيعية كما أن أكثرهم يفتقر إلى السند الشعبي". ولاحظ عبدالصمد أن الوفد الذي اجتمع أمس مع الشيخ صباح "لا يضم ممثلين عن أربعة من أصل خمسة نواب شيعة في مجسل الأمة، الأمر الذي يعكس هذه الحقيقة". ورأى أن مواضيع مثل الأوقاف الجعفرية والحسينيات يجب ألا تطرح إلا من خلال الرأي الشرعي الذي يحدده الفقهاء، مشيراً إلى أن الفقه الجعفري "متنوع في اجتهاداته"، وان "مثل هذه الاجتماعات لا تمثل قنوات سليمة لتحقيق أي مطالب وبعضهم يريدها للوجاهة والتقرب من السلطة، والسلطة من جانبها تحب تعزيز هذه القنوات غير السليمة".