تدخل رئيس مجلس الامة البرلمان الكويتي جاسم الخرافي امس لوقف سجال يدور في الكويت منذ اسبوعين حول وضع الحسينيات الشيعية وتطور اخيراً الى شتائم متبادلة بين اسلاميين من السنّة والشيعة لجأ بسببها احد النواب الى القضاء. ودعا الخرافي في حديث الى الصحافيين الى "عدم طرح اي قضايا من شأنها اثارة الفتنة"، وقال: "يجب على الجميع ان يكونوا على مستوى المسؤولية وان نعرف كيف نختلف، واذا اختلفنا لا نخرج على مبدأ الوحدة الوطنية". وحذّر من ان "اي خلافات طائفية او قبلية تخرج عن النطاق المسموح به ستحرق الاخضر واليابس، وان استغلالها لامور سياسية فيه خطورة كبيرة". وكان موضوع الحسينيات طرح اولاً من جانب رئيس الوزراء بالنيابة الشيخ صباح الاحمد خلال حديث صحافي منتصف الشهر الحالي، فقال ان الحكومة بصدد اغلاق حسينيات غير مرخصة. ويعتقد ان سبب اثارة موضوع الحسينيات اساساً هو ان الاسلاميين السنّة من اتجاهي "الاخوان المسلمين" و"السلفيين" يردون على خطط الحكومة لاغلاق بعض اللجان الخيرية غير المرخصة بأن عليها اولاً ان تغلق الحسينيات غير المرخصة وهي بالعشرات. وأثار تصريح الشيخ صباح ردود فعل من الشيعة دعا بعضهم خلالها الى انشاء دائرة اوقاف جعفرية مستقلة في حين انتقد بعض رموز الشيعة مثل الشيخ محمد المهري الاسلاميين السنّة، وهاجم خصوصاً النائب مبارك الدويلة بألفاظ قاسية ما حمل الاخير على رفع دعوى شتم وتشهير ضده امام المحاكم. ولا يسمح النظام المدني الكويتي بالفروقات المذهبية بين المواطنين المسلمين وتقدر نسبة الشيعة بين الكويتيين بنحو 20 في المئة. ويُعتقد ان في الكويت اكثر من 150 حسينية معظمها اقيم من دون ترخيص. وكتب ليبراليون من الشيعة مقالات يدعون فيها الى تنظيم الحسينيات مشيرين الى ان التسابق نحو انشائها يتم بدوافع اجتماعية عائلية او سياسية لا للحاجة الدينية. وقال الخرافي امس: "احذر من ان بداية احداث كثيرة قد تسيء الى الكويت تبدأ بشرارة وعلينا الا نتيح المجال لاي كان لان يلعب بالنار او ان يحرق جزءاً من وطننا"، وعاتب الصحافة المحلية على انها تلعب دوراً في تأجيج الخلافات بغرض الاثارة الصحافية.