فضلاً عن استعداداتها العسكرية للمرحلة المقبلة من الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة على افغانستان وانطلاقاً من حساباتها انها ستشمل دولاً عربية وفي مقدمها العراق، تولي اسرائيل أهمية قصوى للجانب الاعلامي في مسعى واضح لمحاولة التعتيم بل نفي العلاقة بين العمليات الانتحارية في الولاياتالمتحدة وسياسة واشنطن المنحازة اليها، وأعلنت تل أبيب ان الولاياتالمتحدة ستبلغها مسبقاً إذا قررت شن هجوم على العراق. وعقدت اللجان الأربع الخاصة التي شكلتها الخارجية الاسرائيلية لشن حملة اعلامية اجتماعا ووضعت استراتيجيتها التي تقوم على أن الولاياتالمتحدة تخوض حربها، لا حرب اسرائيل ضد الارهاب، وان "الارهابي بن لادن كان يتذمر دوماً من الوجود الأميركي في الخليج وفي الاونة الأخيرة اقتحم النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني لتبرير عمليات التفجير في الولاياتالمتحدة". وأيدت غالبية الصحافيين الاسرائيليين قرار رئيس الحكومة ارييل شارون في "ان تكون تصريحات المسؤولين على نار هادئة لئلا يثار انطباع ان اسرائيل شريكة في الحرب. وكتب عوفر شيلح في "يديعوت احرونوت" محذراً ان التذمر الاسرائيلي من السلوك الأميركي قد يجلب ضرراً لاسرائيل". الى ذلك اعلنت نائبة وزير الدفاع داليا رابين - فيلوزوف أمس ان الولاياتالمتحدة ستبلغ اسرائيل مسبقا إذا قررت شن هجوم على العراق. وقالت ان "الاميركيين تعهدوا ابلاغنا بهجوم محتمل ضد العراق بشكل مسبق ابكر مما فعلوا عند بدء الهجمات على افغانستان". واضافت: "ليس هناك من شك في أن العراق بين اهداف الولاياتالمتحدة عاجلا ام آجلا، ان الاميركيين سيهاجمون هذا البلد لكن في الوقت الراهن نحن في وضع غير واضح ويجب الانتظار". وكانت الولاياتالمتحدة وجهت الثلثاء تحذيراً قوياً الى العراق من اي محاولة للاستفادة من الهجوم على افغانستان لتهديد الدول المجاورة له او اقلياته. وكان وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر اعلن الاثنين ان بلاده مستعدة للمواجهة في حال توسعت الضربات الاميركية لتشمل العراق. وقال للتلفزيون الاسرائيلي الرسمي غداة بدء الضربات ضد افغانستان "لا نريد المجازفة وقد اخذنا بالحسبان احتمال توسع الحرب الى العراق". واضاف: "الا اننا هذه المرة مستعدون جيدا لاننا استخلصنا العبر" من الماضي. وتواصل اسرائيل سعيها لاستثمار الظرف الدولي الراهن بمطالبة السلطة الفلسطينية بتنفيذ اعتقال ناشطين فلسطينيين وفق القائمة المقدمة اليها. وبثت الاذاعة العبرية ان شارون أبلغ وزير الخارجية الأميركي كولن باول ان الرئيس الفلسطيني غير جاد في تهدئة الأوضاع. والتقت مصادر أمنية في تقديراتها مع رأي شارون وقالت ان عرفات قادر على وقف النار تماماً وهذا ما أثبته خلال معالجته للتظاهرات المؤيدة لبن لادن.