دعا الناطق باسم منظمة العفو الدولية كمال السماري إلى محاكمة دول التحالف الغربي وقوات "تحالف الشمال" الافغانية بتهمة ارتكاب جرائم حرب لمسؤوليتها عن قتل الأسرى في قلعة جانغي قرب مزار الشريف. وقال السماري في حديث الى "الحياة" في إسلام آباد أمس، بعد تحريات أجراها وفد من المنظمة في ملابسات مجزرة قلعة جانغي: "نحن نصر على إجراء تحقيق عاجل في المجزرة. وثمة آليات في الأممالمتحدة يمكنها القيام بهذا العمل الآن، من خلال لجنة إثبات الحقائق، عبر جمع الادلة المتوافرة، وذلك كي تشكل لجنة من خبراء دوليين يستندون إلى هذه الادلة". وقارن ذلك بالتحقيقات التي حصلت في البوسنة والهرسك حيث اكتشفت مجازر على رغم مرور خمس سنوات عليها. واتهم الأممالمتحدة ورئيسة مفوضية حقوق الانسان الدولية ماري روبنسون ب"التهرب من مسؤولياتها في إجراء التحقيق في هذه المجزرة وإلقائها اللوم على منظمتنا علماً أننا لا نقوم بمثل هذه التحقيقات". وذكر ان منظمته بعثت برسالة إلى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي تدعوه فيها إلى تعيين مقرر لحقوق الانسان في أفغانستان "لوقف التعديات الفاضحة التي تحصل على حقوق البشر هناك". وقال السماري ان منظمة العفو لم تحصل على التعاون اللازم في جمع الأدلة على مجزرة قلعة جانغي، وأوضح أن "واشنطن رفضت السماح لمصور وكالة اسوشيتد برس الأميركية الذي التقط صوراً للمجزرة بأن يتحدث إلينا، خصوصاً أن الصور التي التقطها هي لأسرى موثوقي الأيدي، مما يشير إلى أنهم قتلوا وهم أسرى ولم يتمردوا". وأضاف "أن كلمة الفصل في هذه القضية هي لاتفاق جنيف الذي ينص على أن الأسير لا يفقد حصانته ولو تمرد". وتساءل: "هل يخمد التمرد بقاذفات أميركية؟". وخلص الى أن "جميع المسؤولين عن ذلك ينبغي أن يحاكموا في محاكم جرائم الحرب على غرار سلوبودان ميلوشيفيتش" الرئيس اليوغوسلافي السابق. اللاجئون وعن أوضاع اللاجئين الافغان في المخيمات، قال المسؤول في منظمة العفو الدولية: "آسف لاستخدم تعبير لاجئين، فهم لم يعودوا لاجئين بل فقدوا آدميتهم". وأوضح: "رأيت عجوزًا تطبخ في طنجرة وحين اقتربت منها ورفعت الغطاء لم أعثر على شيء في الداخل، وسألتها، فأجابت: حتى أسكت الأولاد". ودعا السماري إلى تفعيل التحالف المعادي لانتهاك حقوق الانسان والذي وصفه بأنه رد على التحالف الدولي المناهض للإرهاب. وهاجم المحاكم العسكرية التي ينوي الرئيس جورج بوش أن يقيمها لقادة تنظيم "القاعدة" واعتبرها مخالفة لحقوق الانسان. وأضاف أنه في وجود محاكمات عادلة، لا ضرورة لمحاكمات سرية . وعن لقاء المنظمة مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف يقول السماري: "تطرقنا إلى اللاجئين الأفغان ورجوناهم ألا يطردوا أويضايقوا، وأكد لنا الرئيس أن العودة ستكون طوعية وبعد توافر الأمن في داخل البلاد".