أول الكلام: ما دُمتِ لي فحدود الشمس: مملكتي والبر... والبحر والشطآن... والجُزر!! 1 أيتها الحياة... "البقية": تنطلقين في عمري: سهماً يغور في كبد السنين. هجائي لسنوات العمر: يتَّخذ له ألوان الطيف/ قوس قزح. لأنني أنتصر "للحب" دائماً في كل المواقف.. فلا يخذلني الحب، ولكن الناس هم "الخاذلون" غالباً! كأنَّ الذين يفرحون بتعدد الألوان في مشاعرهم للآخرين... لا بد أنهم يجهلون معنى كل لون على حدة، ومعنى اللون واللون الآخر عندما يتَّحدا! وها هو "الحب" أبداً: شعاري، وسنوات عمري التي يواصل الجحود هجاءها! 2 أجلس في الصمت... أحدق في "الظلال" وأرتقب! كيف نمتلك تلك القدرة الرائعة التي تتجاوز بنا أنانية الذات، وترتفع بنا فوق الغرض... فنرى الدرب الى اعطاء الآخرين: مكافأتهم، وقيمتهم كإنسانيين؟! ها هي ليلة من البعيد قادمة من جديد: تتخلَّل من أعطافها وظلالها: ذكريات يصعب غمطها، وأمنيات تتواصل في النفس ولا تنهزم، وأحلام تنتشر على امتداد مساحة العمر ولا تبهت! وكيف تعود الليالي القديمة في العمر؟! بالتذكُّر، أم بالوفاء، أم... بالحنين الطاغي؟! العودة دائماً الى: ما أفرحنا، وأسعدنا... وما عشنا به زمناً رغداً! فكيف - إذن - صارت هذه الأيام هي: "الحياة/ البقية"؟!! 3 ها هي ليلة... تأخذني من منتصفي، وأتدلَّى في فراغ العمر، وأتبدَّد من انسرابها كالصدى! ها أنذا أهمس في تجويف الليالي... أنادي التذكر والوفاء!! وتبرعم سنوات عمري... وأخاف - في هذه الحياة البقية - أن تهرب الأشواق! إنَّ أقسى ما يكون: أن يفرض عليك الناس - بادّعائهم للحب - منطق الاستسلام لاحتقار شيء أو شعور... والتشبث بأكذب الابتسامات، وبأكبر الوهم، و... بحنان يأتي به خوفك من الموت، لا من الطموح... ومن الحقد، لا من التسامح!! 4 لقد ملأتُ شقوق شبابي بالرمل! وسكبت على الشقوق والرمل: ماء بارداً. ثم... زرعت زهرة تفتَّحت وأنكرتني! إنها معاناة المجانين الذين لا بد لهم من الخضوع للعلاج، حتى يهبطوا الى عالم العقلاء المُملِّين جداً... بدعوى: رؤية القيم، والمثل، والحقيقة المحزنة... ويحسون بالخوف وبالحذر... ويجاملون: التعود والضرورات، وكل سياج يبنيه العقل المدجن، ليبدو الانسان مؤهلاً لتابعية هذا العصر!! وإذا كان الشاعر "كامل الشناوي" يرحمه الله أحد المعجبين جداً بالمجانين، فلست أطيق إعجابه... ولكني مثله عندما يمتلئ الانسان في لحظة من حياته بالغربة، وبالوحدة، وبالملل... فيبحث عن: مخاطبة انسانية عفوية، تحاكي اللحظة المتيقظة في الوجدان!!