سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"المارينز" يعززون انتشارهم في جنوب افغانستان رباني يمهد لتقارب مع اسلام اباد والتوتر يتصاعد بينه وبين الاوزبكيين مؤتمر بون يتعثر واعدامات بالجملة قرب قندهار و"طالبان" تستعيد سبين بولداك
عززت قوات مشاة البحرية الاميركية وجودها وجهوزيتها جنوب شرقي افغانستان، بهدف محاصرة معقل "طالبان" في مدينة قندهار وتعقب قادة الحركة وتنظيم "القاعدة"، فيما اعترفت وكالة الاستخبارات المركزية سي اي اي بأن احد رجالها قتل خلال تمرد الاسرى في قلعة جانغي قرب مزار الشريف. وتصاعد الجدل امس حول ملابسات مقتل مئات من هؤلاء الاسرى بنيران تحالف الشمال وقذائف الطائرات الاميركية، وبدأت منظمات واجهزة اعلام غربية تتحدث عن "مجزرة جماعية" وقعت في القلعة. وعلى الصعيد ذاته رويترز اعترف أحد زعماء البشتون بأن قواته أعدمت 160 أسيراً من قوات "طالبان" أمام أنظار نحو ثمانية من القوات الأميركية كانوا يصورون القتال قرب قندهار. وقال القائد العسكري الموالي لغول آغا، الحاكم السابق للمجاهدين في قندهار، إن قواته أنذرت "طالبان" بالاستسلام لكنهم رفضوا. ولما أسروا أوقفهم ستة مقاتلين في طابور ثم رموهم بنيران الرشاشات وقتلوهم. وأشار القائد العسكري إلى أن الأميركيين حاولوا منع قواته من إعدام الأسرى. في غضون ذلك تقلصت أجواء التفاؤل في مؤتمر الفصائل الافغانية في بون بسبب اختلاف شديد بين التصورات التي اعدتها الاممالمتحدة ووجهات النظر التي يتبناها وفد "الجبهة المتحدة" تحالف الشمال بشأن صيغة الحكم المقبلة في افغانستان. اذ تركز الاممالمتحدة على "ادارة موقتة"، فيما يتحدث وفد "الجبهة" بصفته يمثل حكومة الجمهورية الاسلامية الأفغانية برئاسة برهان الدين رباني. وبدأ ممثل الامين العام للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي جولة محادثات منفردة مع الوفود. وظل الدور الممكن للملك السابق ظاهر شاه وانصاره احدى أهم العقد التي يفترض ان يحلها هذا المؤتمر. الى ذلك، أكدت مصادر باكستانية مطلعة ل"الحياة" أمس أن الرئيس الأفغاني رباني ابدى في اتصالات غير مباشرة مع القيادة الباكستانية استعداده للانفتاح على اسلام آباد وارضائها باشراك شخصيات بشتونية ترشحها في حكومة مستقبلية. ويأتي ذلك في وقت بلغ التوتر ذروته بين معسكر رباني والاقلية الاوزبكية بزعامة الجنرال عبد الرشيد دوستم الذي قاطع مؤتمر بون بعد رفض الرئيس الافغاني أن يضم وفد تحالف الشمال الى المؤتمر ثلاث شخصيات اوزبكية وإصراره على حضور شخصية واحدة. وفي بون، عقد يونس قانوني وزير الداخلية في حكومة تحالف الشمال مؤتمراً صحافياً جدد فيه تأكيد التحالف رفضه انتشار اي قوات اجنبية على الاراضي الافغانية في مهمة سلام، كذلك رفض التحالف اشراك شخصيات من "طالبان" في اي حكومة مقبلة، فيما ظلت عقدة الدور الذي سيلعبه الملك السابق ظاهر شاه من دون حل رغم المشاورات المكثفة في هذا الشأن بين المشاركين في المؤتمر. تعزيزات "المارينز" واعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان اكثر من 750 من جنود مشاة البحرية الاميركية "مارينز" انتشروا امس، في جنوبافغانستان حيث يقيمون قاعدة عمليات قرب مدرج للطائرات جنوب قندهار. وقالت الناطقة باسم البنتاغون فيكتوريا كلارك ان "انتشار هذه القوات مستمر" من دون حوادث تذكر. وأكدت مصادر في البنتاغون ان انتشار قوات المارينز تدعمها مروحيات هجومية من طراز "كوبرا" سيستخدم لقطع الطريق امام فرار قادة "طالبان" من قندهار في اتجاه باكستان او ايران او كابول. سبين بولداك وفي انتكاسة للقبائل البشتونية المناهضة ل"طالبان"، استعادت الحركة السيطرة على منطقة سبين بولداك الاستراتيجية قرب الحدود الباكستانية، فيما جدد زعيم الحركة ملا محمد عمر دعوته انصاره الى الصمود. وكانت "طالبان" سلمت منطقة سبين بولداك الى قبائل بشتونية متناحرة، ما ادى الى نشوب صراعات على السيطرة على المعبر الحدودي المؤدي الى باكستان في منطقة أوج الافغانية. وعلمت "الحياة" ان سبب الصراع بين القبائل وجود أكثر من خمسة بلايين روبية أفغانية في خزينة الجمارك الافغانية في المنطقة، ما دفع القائد العسكري الذي تسلم المعبر إلى إعادته للحركة تجنباً لإراقة الدماء. وفي أعقاب ذلك، نقل مصدر عن زعيم الحركة الملا محمد عمر دعوته أنصاره عبر اللاسلكي إلى عدم إخلاء أي موقع يتحصنون فيه والقتال حتى الرمق الأخير، مشيراً الى ان جوهر الصراع بين الحركة واعدائها "ليس قبلياً بل دينياً". رباني وباكستان ويصل وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي الى اسلام آباد اليوم، ويتوقع ان يركز في محادثاته مع المسؤولين الباكستانيين على إقناعهم بفتح قنوات اتصال مع الرئيس رباني ومساعدة الاخير على تشكيل حكومة موسعة في أفغانستان ورفض وجود القوات الأجنبية المتعددة الجنسيات في افغانستان، وهو امر اتفق التحالف مع إيران على رفضه. ويسعى رباني إلى اعطاء باكستان ضمانات في شأن بقائه في السلطة، خصوصاً أنه ضمن تأييد دول مهمة وفي مقدمها روسيا و إيران والهند، لذا ابدى استعداده للقاء الرئيس الباكستاني برويز مشرف، ولا يستبعد المراقبون أن يحصل هذا اللقاء في القريب العاجل. وفي المقابل، سعى انصار الملك السابق الى اثبات وجودهم على الارض، اذ سيروا تظاهرات في مدينة جلال آباد وولاية بكتيا شرق وجنوب شرقي وفي هيرات غرب، حمل المشاركون فيها صور الملك داعين إلى عودته. على صعيد آخر، نقلت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية عن سفير "طالبان" السابق لدى باكستان عبد السلام ضعيف قوله إن الملا محمد عمر سليم بعد غارة أميركية على مجمع للحركة جنوب غربي قندهار. وقال: "لا نعرف شيئاً عن مكان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، وهو لا يوجد في أراضي طالبان". وجاءت تصريحات ضعيف، بعدما أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد أن الطائرات الاميركية قصفت مجمعاً جنوبأفغانستان يستخدمه قادة "طالبان" و"القاعدة".