سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أكدل "الحياة" ان حكومة شارون اتخذت قراراً استراتيجياً بإطاحة عرفات في كل الاحوال . البرغوثي يقترح تفاهماً فلسطينياً عاماً يؤكد حق المقاومة في حدود 67 ووقف العمليات الاستشهادية والاعتقالات
دعا امين سر اللجنة العليا لحركة "فتح" كبرى الفصائل الفلسطينية مروان البرغوثي السلطة الفلسطينية الى التعجيل في اجراء حوار شامل وسريع مع كل القوى الاسلامية والوطنية لوضع استراتيجية ورؤيا واضحة في مواجهة الحملة العسكرية الاسرائيلية المتواصلة تستند الى "حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال في حدود الاراضي المحتلة عام 1967 ووقف العمليات الاستشهادية ووقف عمليات الاعتقال و التحاور ب"لغة الامن" بين الفلسطينيين انفسهم". وقال البرغوثي في مقابلة خاصة مع "الحياة" ان اسرائيل "اتخذت قراراً استراتيجياً وليس تكتيكياً بإنهاء السلطة الفلسطينية وقيادة الرئيس ياسر عرفات والاطاحة به وانهاء الانتفاضة وذلك بموافقة وغطاء كامل من اميركا في ظل صمت عربي مريب وغياب وعجز اوروبي" وذلك كله يتطلب اجراء حوار فلسطيني حتى "لا يجر الشعب الفلسطيني الى القبول بسلطة تسلم بكل المطالب الاسرائيلية والاميركية وتفريغها من مضمون برنامجها الوطني وفي كلا الحالتين يريدون ازالة هذه السلطة". وحدد البرغوثي الذي وصف الوضع الفلسطيني بانه "الاخطر الذي يواجهه الفلسطينيون منذ انطلاقة الانتفاضة بل ربما منذ سنوات طويلة ويهدد الكيانية الفلسطينية" اربعة بنود اساسية يجب ان تتفق وتتفاهم حولها السلطة الفلسطينية والقوى الوطنية والاسلامية نتيجة حوار "سريع وعميق لا يتحمل بضعة ايام"، وتشمل ان المصلحة الوطنية "تقضي بحماية الكيانية الفلسطينية ممثلة بالسلطة الفلسطينية والحفاظ على الوحدة الوطنية وان المقاومة والانتفاضة هما خيارانا الاستراتيجيان واخيرا ان نتجنب ما يحرج السلطة الفلسطينية امام الرأي العام العالمي". واوضح ان ذلك يعني "ولو بشكل موقت وقف او تعليق العمليات الاستشهادية لتنفيس الرأي العام العالمي ولرفع السكين عن رقاب الشعب الفلسطيني". وقال ان "العمل المقاوم بكل اشكاله وفي كل مكان هو عمل مشروع للفلسطينيين لانه يأتي كرد فعل على وجود الاحتلال الاسرائيلي وان المصنع الذي ينتج المقاومة والعمليات الاستشهادية ويؤدي اليها هو وجود الاحتلال... الاحتلال هو السبب وهو المسؤول عن ذلك والفلسطينيون في حال مقاومة ولكن طالما ان هناك هجمة دولية ويخرج علينا مرجعيات دينية في العالم العربي والاسلامي وضغط اميركي وعسكري اسرائيلي، فإن من المفترض ان نتصرف بما يحمي الانتفاضة والكيانية الفلسطينية والسلطة الفلسطينية". واوضح البرغوثي في المقابل ان حملة الاعتقالات التي تقوم بها الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية "لن تفضي الى النتائج المرجوة التي تريدها السلطة وهذا لن يعفيها من الضغط الاسرائيلي - الاميركي، لان شارون والحكومة الاسرائيلية اتخذا قراراً استراتيجياً بالاطاحة بالرئيس الفلسطيني في كافة الاحوال". واشار الى انه "لا يجوز ان نتعامل مع بعضنا البعض بلغة الأمن بل يجب ان تحكمنا لغة السياسة والحوار، وعلى السلطة ان تدعو كل القوى الى حوار سريع والخروج بوثيقة تفاهم، فلا يضير المقاومة ان تغير من تكتيكاتها او نعدل هنا وهناك بما يحافظ على هذه المقاومة، ولا يمكن القبول بوضع المقاومة في خانة الارهاب". وقال البرغوثي ان "هناك اتجاهاً داخلياً يمارس ضغوطاً على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ومواجهة هذه الضغوط ايا كان مصدرها يتطلب ايضا من القوى السياسية الفلسطينية ان تخفف الضغط على عرفات". واضاف: "نحن أمام هيجان دولي تقوده الولاياتالمتحدة وهي قوة ليست منفلتة من عقالها فقط بل من عقلها ايضا ويجب ان نحافظ على وحدتنا الوطنية في مواجهة ذلك كله". وفي رده على سؤال آخر قال البرغوثي ان "كافة القوى أبدت التزاماً بوقف اطلاق النار الذي شددت عليه السلطة الفلسطينية وحاولت مساعدة الرئيس عرفات وان الذين دمروا وقف اطلاق النار هم الاسرائيليون". واوضح ان "وقف النار مستحيل في ظل ابقاء الاحتلال والقصف والاغتيال والاجرام، وقلنا منذ مؤتمر شرم الشيخ قبل اربعة عشر شهرا، ان الانتفاضة ستستمر الى ان يتم تحديد جدول زمني وبرنامج الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة". واشار البرغوثي الى وجود مخاطر وقلق شديد من فتنة داخلية، لكنه اكد ان الشعب الفلسطيني بكل قواه وفئاته "بقي ممسكا بالبوصلة باتجاه انهاء الاحتلال والكفاح ضده، وانا واثق ان كل القوى ملتزمة بعدم الدخول في احتكاك مسلح بأي شكل من الاشكال وتحت اي ظرف من الظروف".