تناول الصائمون في مصر اشهى إفطار لهم مساء أول من امس، بعدما قدم لهم لاعبو فريق الأهلي تعادلاً ايجابياً بمذاق الفوز 1-1 في مباراتهم الصعبة خارج ارضهم امام فريق صن داونز الجنوب افريقي في ذهاب دوري ابطال افريقيا لكرة القدم. وترك عشاق "المستديرة الساحرة" منازلهم وجلسوا في المقاهي والشوارع في توقيت الإفطار لمشاهدة المباراة، واكتفى أنصار الأهلي بتناول حبوب التمر ومشروب قمر الدين حتى صافرة نهاية المباراة التي اطلقها الحكم البنيني الكفي كوديغا كوفي، وهم تناسوا لاحقاً عدم تناولهم الطعام، وانطلقوا في تظاهرات فرح عارمة في شوارع القاهرة، قبل ان يدركهم الجوع وتنفض التظاهرات بسرعة. وعكست النتيجة تحقيق الاهلي للمرة الثانية على التوالي تعادلاً ثميناً بالنتيجة ذاتها خارج ارضه في المسابقة وبالسيناريو ذاته ايضاً عبر تقدم المضيف عليه بهدف في الشوط الأول يعجز عن تعزيزه في بقية فترات المباراة، قبل ان يرد عليه المتخصص سيد عبدالحفيظ بهدف التعادل للأهلي، الذي نجح في الحفاظ على النتيجة حتى النهاية. وكان الاهلي حقق هذه النتيجة الايجابية في مباراة الإياب من الدور نصف النهائي امام الترجي على ملعب المنزه في العاصمة تونس. يذكر انها المباراة الثالثة للأهلي خارج ملعبه من دون هزيمة في دوري الأبطال بعدما انهى لقاءاته في الدور الثاني بالفوز على شباب بلوزداد في الجزائر 1-صفر. أداء رائع وبالتطرق الى تفاصيل المباراة، لم تكن البداية جيدة للأهلي بغياب الأساسيين الأربعة ابراهيم سعيد المصاب وخالد بيبو ووائل جمعة ووائل رياض الموقوفين، ومعاناة اللاعبين من تأثيرات خوض المباراة على ارتفاع 6000 قدم عن سطح البحر- ما يقلل من كمية الأوكسجين في الجو، وكذلك من خوضهم المباراة صائمين لمدة 14 ساعة كاملة. وتدخل الحارس عصام الحضري للتصدي لتسديدة سيمبا مارومو وبعدها تعاطف القائم مع الأهلي ورد هدفاً مؤكداً لكارلو سكوت المنفرد تماماً، ولكن الضغط المستمر لصن داونز أسفر عن هدف مستحق في الدقيقة 26 سجله الزامبي غيفت كامبامبا بمجهود فردي رائع انتهى بتسديدة ارضية بعيدة المدى. وشكل الهدف نقطة تحول في المباراة لمصلحة الأهلي، الذي بادر بعده الى الضغط بقوة على مرمى الخصم بقيادة عبدالحفيظ، نجم المباراة الأول. ولم يحتسب الحكم لعبدالحفيظ ركلة جزاء واضحة بعدما دفعه ماثيو بوث من الخلف داخل المنطقة المحرمة اثر انفراده بالمرمى. وتألق الحارس الجنوب افريقي جون تلالي في انقاذ مرماه من هدفين مؤكدين لعبدالحفيظ وأبو المجد مصطفى. واثمر التفوق الصريح للاهلي في الشوط الثاني عن احراز هدف التعادل المستحق في الدقيقة 58 من كرة عرضية لمحمد فاروق اخطأ المدافع جيثرو موهلالا في تقديرها وحولها عبدالحفيظ برأسه في الشباك بعيداً من متناول الحارس تلالي. ومنح الهدف ثقة زائدة لنجوم الأهلي، الذين سيطروا على وسط الملعب وتبادلوا الكرة بطريقة ممتازة حتى وصل عدد التمريرات في احدى المرات الى 31 تمريرة متتالية من دون ان يتمكن لاعبو صن داونز من انتزاعها. وجاءت مشاركة وليد صلاح الدين، قائد الأهلي المخضرم، ايجابية، وأهدى زملاءه ثلاث تمريرات سحرية امام المرمى من دون استثمار. ولأن الحظ يقف دائماً مع من يستحقه، رد قائم مرمى الأهلي هدفاً مؤكداً لصن داونز في الدقيقة 84 من تسديدة لاكي كابا، وانتهى اللقاء بإهدار عجيب من موهلالا بعد انفراده الكامل بمرمى الأهلي في الوقت المحتسب بدل الضائع. ويكفي الأهلي التعادل سلباً في القاهرة لإحراز كأس البطولة، علماً ان سجله على ارضه يعتبر الأفضل بين كل فرق القارة، بعدما حقق 40 فوزاً و5 تعادلات وهزيمتين في 47 مباراة خاضها منذ عام 1976، وسجل 127 هدفاً في مقابل 20 هدفاً فقط دخلت مرماه. ولكن لغة الأرقام وحدها لا تنفع بدليل ان الأهلي فشل في الفوز في مباراتيه الأخيرتين على ملعبه بتعادله السلبي مع الترجي وهزيمته الثقيلة 2-4 امام بيترو اتليتكو الأنغولي. داسيلفا وعقب المباراة، وصف البرتغالي مانويل جوزيه داسيلفا، المدير الفني للأهلي، النتيجة الايجابية بانها خطوة عملاقة نحو إحراز اللقب الافريقي الكبير والحصول على جائزة المليون دولار. وأشاد داسيلفا بالروح القتالية العالية للاعبين والتزامهم الكامل بتنفيذ التكتيكات الفنية الموضوعة. ونوه داسيلفا بالمستوى المرتفع للمباراة على الصعد كافة، واشاد بحسن استضافة صن داونز وجمهوره لفريقه، وكذلك بكفاية الحكم كوفي، الذي نجح في تكريس مبدأ العدالة في القرارات على رغم ارتكابه بعض الاخطاء القليلة. وأكد البرتغالي صعوبة مباراة الإياب لأن الفريق الجنوب افريقي سيخوضها مهاجماً منذ البداية.