خيمت على مؤتمر بون للفصائل الافغانية خلافات هددت بفشله، بعد انسحاب العضو الذي يمثل البشتون في وفد تحالف الشمال الذي قد يتجه الى تعليق مشاركته في المؤتمر، فيما أبدى الوفد الممثل للملك السابق محمد ظاهر شاه اصراراً على تولي الملك منصباً يليق به وهو "رئاسة أفغانستان"، على ما قال رئيس الوفد عبد الستار سيرت ل"الحياة". وفي تطور يدل على عدم التجانس بين تكوين وفد التحالف وصيغته التمثيلية، قرر عضو الوفد حاجي عبدالقادر، الحاكم السابق لولاية ننغرهار، الانسحاب من المؤتمر. ولم يتمكن مسؤولو الاممالمتحدة فوراً من إعطاء أي تفسير لقرار عبدالقادر، لكن اوساط المؤتمر اعتبرت انسحابه "امراً طبيعياً ومتوقعاً، خصوصا انه اعرب سابقا، واكثر من مرة، عن عدم ارتياحه الى طبيعة تمثيل العرق البشتوني ونسبته في تشكيلة وفد تحالف الشمال. ويذكر ان حاجي عبدالقادر هو شقيق القائد عبدالحق الذي اعدمته حركة "طالبان" قبل ايام من سقوط كابول. وهو انضم الى وفد تحالف الشمال "لضمان حقوق البشتون"، لكن الخطوة فسرت بانها "انتهازية"، مما كان يثقل كاهله، ويدفعه للبحث عن اي مبرر للانسحاب. واللافت ان انسحاب عبدالقادر من الوفد ومن المؤتمر تصادف مع البحث في تشكيل الاطارين الدستوريين اللذين تحاول الاممالمتحدة ارساءهما في مؤتمر بون، وهما: "المجلس الاعلى الشورى الموقت" و"الادارة الموقتة". وفي وقت قللت اوساط الملك من اهمية هذا التطور، واكدت "ان ما كان يفترض ان يقرر في بون سيقرر سواء كان عبدالقادر موجوداً أم لا"، اعتبر مراقبون ان الخطوة ستكون لها آثار سلبية على الارض اذا اخذ في الاعتبار موقع عبد القادر، واعتراضات مشابهة ابداها الجنرال عبدالرشيد دوستم على تشكيلة وفد التحالف وضعف تمثيل الاوزبك فيه. موقف الملك على صعيد آخر اكد عبدالستار سيرت رئىس وفد "مجموعة روما" التي تمثل الملك السابق "إن توجهنا الاساسي هو التوصل خلال اليومين المقبلين الى الاعداد النهائي للائحتي عضوية الاطارين الدستوريين اللذين سيتوليان ادارة شؤون البلاد للفترة الانتقالية المقبلة وصولاً الى تحقيق مجلس لويا جيركا موقت يتولى شؤون البلاد واقرار حكومته والاعداد لانتخابات شاملة". وقال سيرت ل"الحياة" ان قضية تأسيس الاطارين الدستوريين اصبحت في حكم المقرر وما نعمل عليه في هذه الساعات هو لائحة الاسماء وآلية التمثيل فيها، وهو ما يحتاج الى بعض الوقت سيما واننا نسعى ان يكون التمثيل شاملاً لجميع الاتنيات والتوزيع الجغرافي والثقافي للبلاد". وأضاف: "ما نسعى اليه ليس من اجل تقاسم السلطة، وندرك جيداً ضرورة الحاجة الى انتخابات ديموقراطية في البلاد، الا ان حال الطوارئ التي تمر بها افغانستان تفرض علينا التعامل مع الامور وكأننا ننطلق من الصفر، لذا فإن الواقعية ستكون شعارنا من اجل التمكن من حل مشاكل الشعب الافغاني ومصائبه". وعن الدور الذي يمكن ان يلعبه الملك السابق وما اذا كانت عودته ستعني عودة الملكية، قال سيرت: "ليس في حسابنا اعادة النظام الملكي، بل اعادة الملك ككبير العائلة وضمانة لمستقبل ديموقراطي في البلاد. ان الملك هو ممثلنا الوحيد لترؤس المجلس الأعلى للوحدة الافغانية ولدولة افغانستان. اما شكل الحكم وطبيعته المقبلة، فإن ذلك يظل من صلاحيات الشعب الافغاني واللويا جيركا". وأكد سيرت "ضرورة وجود قوة حفظ سلام دولية في افغانستان لضمان سير عملية سيادة الأمن والاستقرار واعادة اعمار افغانستان". وطمأن الدول المجاورة الى "رغبة افغانستان في التعايش المسالم مع الجيران على اساس مبدأ الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ومحاولة حل الخلافات بالحوار الايجابي"، مشددا على "العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين الافغاني والايراني" وان "عودة محمد ظاهر شاه لن تعني على الاطلاق التأثير على تجربة الشعب الايراني" التي وصفها ب"الديموقراطية والاسلامية". وكشف سيرت عن احتمال التوصل الى تخفيف التوتر بين التحالف وباكستان. وأشار "إن اللقاءات الثنائية الجارية في اروقة المؤتمر، سواء الافغانية - الافغانية منها او الافغانية - الدولية، تحقق خطوات ايجابية جيدة".