تعهد الرئيس الافغاني برهان الدين رباني تشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة في أسرع وقت ممكن، نافياً ان يكون ينوي التشبث بالسلطة. وأعلن ذلك في مؤتمر صحافي عقده في كابول التي دخل اليها امس للمرة الاولى منذ طردته "طالبان" منها عام 1996. وفي غضون ذلك، اخذت مصادر الملك الافغاني السابق ظاهر شاه على تحالف الشمال الذي يقوده رباني مماطلته في الموافقة على المشاركة في لقاء بين الجانبين دعا اليه المبعوث الدولي الاخضر الابراهيمي للاتفاق على تشكيل حكومة موسعة. لكن رباني حمل الأممالمتحدة مسؤولية التأخير في المشاورات لتشكيل الحكومة المقبلة. وقال: "اذا كان هناك تأخير بسبب الاممالمتحدة لا ينبغي ان نلام نحن عليه". واضاف: "سنسعى الى تشكيل حكومة ذات قاعدة واسعة بأسرع ما يمكن، ان هذا مرتبط بمدى جدية الشعب الافغاني والاممالمتحدة. نحن أيدنا دائماً عقد لويا جيركا مجلس قبلي موسع لانتخاب قادة البلاد". وكانت المنظمة الدولية ومصادر الملك السابق اتهمت التحالف بأنه يعرقل التقدم الذي تسعى الى تحقيقه في شأن اجراء محادثات عاجلة لمناقشة الحكومة الجديدة بعد سقوط "طالبان"، وذلك باصراره على الحفاظ على سيطرته على كابول. وكان الرئيس المخلوع دخل كابول في موكب كبير قادماً من بنجشير، معقل القائد الراحل أحمد شاه مسعود شمال العاصمة الافغانية. وتوجه الى وسط المدينة حيث بادر الى عقد اجتماعات مع شخصيات محلية ومبعوث الاممالمتحدة فرانسي فندريل قبل ان يدعو الاعلاميين الى المؤتمر الصحافي الذي اكد فيه: "لم نحضر الى كابول لتوسيع حكومتنا، حضرنا من أجل السلام ونحن نمهد الطريق امام توجيه الدعوة إلى جماعات السلام وكل المثقفين الافغان في الخارج الذين يعملون من أجل السلام. ونرحب بتشكيل حكومة موسعة بأسرع وقت ممكن". ظاهر شاه الى ذلك، دعا الملك الافغاني السابق الى "التضامن والعمل المشترك من أجل إعادة الاستقرار والقانون في افغانستان، البلد النبيل الذي كان ضحية أكثر من عشرين سنة من الحروب والصراعات". وأكد ضرورة "احترام الحقوق الشخصية لكل مواطن". وحض شعبه على "الحذر للحيلولة دون المخططات الخارجية التي قد تتسبب في معاناة جديدة للشعب الأفغاني". وأعرب عن أمله في ان يتوقف القصف الجوي على افغانستان، معتبراً ان الحل الوحيد يمكن ان يخرج من رحم الشعب الأفغاني وعبر "المجلس الأعلى للوحدة الافغانية" ودعوة ال"لويا جيركا" إلى الاجتماع. وأكد مصدر افغاني مطلع انه "لم يحدد بعد موعد الاجتماع المرتقب عقده في دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن الوضع الأفغاني" الذي كان دعا إليه الابراهيمي. وعزا عبدالستار سيرت كبير مستشاري الملك السابق عدم تحديد الموعد إلى "عدم اعلان تحالف الشمال حتى الآن عن استعداده للمشاركة فيه". وسألته "الحياة" هل يعتبر هذا الموقف لتحالف الشمال من اللقاء اعتراضاً أم رفضاً، فأجاب: "اعتقد بأنه نابع من التطورات السريعة والمتلاحقة على الارض التي هي السبب في عدم اعلانهم حتى الآن الموقف من الاجتماع". وأكد مستشار الملك انه "لم يحدد بعد موعد جديد بين الملك ظاهر شاه ومبعوث الأمين العام السيد الأخضر الابراهيمي. لقد التقيناه قبل وقت قصير وكانت النتائج ايجابية وتطابقت وجهات نظرنا إلى المستقبل الافغاني، وتأكد ذلك في القرار الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي بالشأن الافغاني". وعن مخاوف بعض البلدان المجاورة لأفغانستان إيرانوباكستان من عودة ظاهر شاه، قال سيرت: "في ما يختص بالعلاقة مع باكستان، التقيناهم مباشرة وتبادلنا وجهات النظر والأوضاع تسير على نحو جيد. اما ايران فلا توجد اي اتصالات معها وليس من جانبنا اي اعتراض على علاقة مع طهران التي لا ينبغي ان تخشى عودة الملك محمد ظاهر شاه وهو في السابعة والثمانين، لأن جلالته سيعود الى البلاد ليس كملك بل، كما اشرت في احاديثي السابقة، ككبير للعائلة وكرمز للوحدة الوطنية ليساهم في رأب الصدع بين ابناء الشعب. ويفترض ألا يواجه هذا الموقف بأي ممانعة وألا يخيف أي طرف". واعتبر سيرت ان تحالف الشمال "تسرّع كثيراً في الخطوات التي جاءت بعد دخول كابول، وقد اتخذ من دون التشاور معنا". وعن اصرار التحالف على عدم إيراد اي شيء عن دور الملك، قال سيرت: "لا يشيرون الى الملك لأنهم يعتبرون وجودهم الحالي مشروعاً وأنهم حكومة قائمة ويحظون باعتراف الأممالمتحدة، في حين ان هذه، حتى في قرارها الذي صدر اول من امس، لم يذكر اسم حكومة افغانستان بل أكد على الجبهة المتحدة فقط". وأكد مستشار الملك ان تحالف الشمال "يواجه الآن صعوبات ميدانية في كابول، وفي الكثير من المحافظات اصوات تؤيد الملك". وعن الموقف من حركة "طالبان" قال: "لم يعد للحركة اي وجود سياسي يُذكر وكل ما بقي لديهم بعض جيوب المقاومة في قندهار وقندوز، وثمة صدامات وهناك غارات جوية على قندوز وسيكون الشعب الأفغاني هو الحكم الفصل في الموقف ممن كان يقف على تلك الجبهة"