} في موازاة التقدم العسكري لقوات "تحالف الشمال" المعارضة، اعلنت حركة "طالبان" انها صدت كل الهجمات واحتفظت بمواقعها على خطوط المواجهة، وانها اعتقلت 20 افغانياً بتهمة التجسس لمصلحة الولاياتالمتحدة. كابول، بيشاورباكستان، أنقرة - رويترز، أ ف ب - أعلن ناطق باسم "طالبان" أمس ل"وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية ان الحركة صدت ثلاث هجمات لقوات "تحالف الشمال" المعارضة في غرغاري على بعد 100 كيلومتر جنوب غربي مدينة مزار الشريف الاستراتيجية، في شمال البلاد. وقال ان "المعارضة تسيطر على منطقة زاري، لكن ما تروجه عن انها سيطرت ايضاً على منطقتي شلغرة وقشنده لا اساس له من الصحة. المعارضة بعيدة جداً عن مزار الشريف وان ما تدعيه هو اكاذيب". وكانت المعارضة أعلنت أول من أمس انها احرزت تقدماً ميدانياً كبيراً في اتجاه هذه المدينة، بعد شهر من الدعم الجوي الاميركي لها، وانها سيطرت على ثلاث مناطق هي زاري وقشنده واك - قبرق في المنطقة التي تشهد معارك عنيفة منذ نهاية الاسبوع الماضي. وتعليقاً على الوضع، قال الناطق باسم التحالف المعارض قاري قدرة الله أمس ان "الوضع هادئ في المناطق الاربع التي استولينا عليها مؤخراً". وأضاف "قبل التقدم الى مزار الشريف سيعقد قادة التحالف، خصوصاً عطا محمد والجنرال الأوزبكي عبدالرشيد دوستم، والحاج محمد، اجتماعاً للبحث في سير هذه العملية". وأوضح الناطق ان خط الجبهة يقع الآن في قرية شيشما - الشفة على بعد 22 كيلومتراً من مزار الشريف. واعتبر ان "الاستيلاء على مزار الشريف لا تمكن مقارنته بالسيطرة على اربع مناطق هذا الاسبوع"، موضحاً ان "هذه المدينة حيوية بالنسبة الى حركة طالبان وبالنسبة الينا". الى ذلك، اعلنت "طالبان" أمس انها اعتقلت عشرين افغانياً متهمين بالتجسس لحساب الولاياتالمتحدة ومحاولة التمرد. وقال مسؤول في اجهزة الاستخبارات في جلال اباد شرق افغانستان ان بين المعتقلين قائدين من المعارضة، هما الكولونيل السابق في الجيش عبد المناف بكروال والآخر يعرف باسم شهراز. وأضاف هذا المسؤول الذي فضل عدم كشف اسمه ان هؤلاء "كانوا يعملون ضد حكومة طالبان وتأليب الشعب على التمرد". ويشار الى ان نظام "طالبان" ينص على عقوبة الاعدام اذا ثبتت تهمة التجسس. وفي بيشاورباكستان، أعلن قائد محلي في "طالبان" شرق افغانستان انه يحضر للانشقاق عن الحركة مع قادة محليين آخرين، ولاطلاق حركة تمرد مسلحة ضدها. وكان هذا القائد البالغ من العمر 40 عاماً من اتنية البشتون الذي رفض كشف اسمه لاسباب امنية، يجري محادثات مع احد القادة السابقين في الجهاد ضد القوات السوفياتية الذي يتخذ من منطقة بيشاور مقراً له. وأعلن امام صحافيين فرنسيين ان 18 قائداً محلياً من منطقته في شرق افغانستان يسيطرون جميعاً على نحو 1600 رجل مستعدون للقضاء على النظام، واطلاق عمل بالتعاون مع مجموعات المعارضة الموالية للملك السابق محمد ظاهر شاه المتمركزة في باكستان. واعلن مسؤول باكستاني ان هذا المبعوث جاء في شكل سري جداً من افغانستان، قبل ايام برفقة قائد محلي آخر، وانهما مكلفان استطلاع فرص التعاون، وسبل اي عمل محتمل باسم القادة المحليين الآخرين. واوضح: "نسمع ان الاميركيين يفكرون في ارسال قوات برية. الناس في افغانستان يعارضون طالبان، لكن في الوقت نفسه لن يقبلوا بأي ثمن حصول اجتياح اجنبي، وقد ينضمون في هذه الحال الى صفوف طالبان للتصدي للاجتياح". وجرت محاولات متكررة خلال الايام الماضية لاقناع قادة محليين من البشتون شرق افغانستان، للتخلي عن "طالبان"، والانضمام الى صفوف المعارضة. لكن هذه الجهود تلقت ضربة قوية مع مقتل القائد عبد الحق بطل المقاومة ضد السوفيات الذي اعتقلته الحركة، واعدمته بتهمة التجسس في 26 تشرين الاول اكتوبر الماضي.