القاهرة - "الحياة" - تعيش الفنانة مريم فخر الدين حالياً بمفردها في شقة مكونة من أربع غرف. وكل ما يشغل وقتها بعيداً من المشاركات الفنية، كما تقول، رعاية "الحمام" الذي يشغل أحد أركان منزلها إضافة الى انها تمضي معظم وقتها في النادي. وهي تعيش راضية بزمانها لأنه من وجهة نظرها مناسب جداً بالنسبة لها، وهي لا تبكي على أي شيء في الحياة يضيع منها او يغتصب لأن "البديل سيأتي ما دامت الحياة تسير" والطفلة في داخلها "تلهمها أحلام اليقظة" ولأنها واقعية تحقق هذه الاحلام غير عابئة بتقدم السن لايمانها بأن الشباب شباب القلب والنشاط، وهذان ليس لهما أي علاقة بالعمر الانساني. "الحياة" التقتها. وبدأت الحوار بسؤال عمن صاحب الكلمة الاولى في حياتها قبل أن تتزوج: هل كان الأب أم الأم؟ - الكلمة الاولى والأخيرة كانت لوالدي. وعندما تزوجت محمود ذو الفقار أصبحت له الكلمة الأولى والأخيرة. والشيء نفسه مع كل رجل تزوجته. انا طوال حياتي لم أملك غير كلمتي "حاضر" أو "نعم". أنت من أب مصري جذوره تركية وأم هنغارية فهل كان للجذور تأثير عليك؟ - انا مولودة في الفيوم وعشت طوال حياتي في مصر، ولذا فإنني أشعر بأني مصرية مئة في المئة. تزوجت أربع مرات. الزوج الأول كان المخرج محمود ذو الفقار والثاني كان الدكتور عبدالحميد الطويل والثالث الفنان فهد بلان والرابع رجل الاعمال شريف فضالي وأنجبت من الاول ابنتي ايمان ومن الثاني ابني محمد. وأعتقد أن جميع زيجاتي كانت سريعة بل متسرعة، لذلك لم تستمر طويلاً، بدليل أني الآن غير متزوجة وربما أكون أنا السبب، ويكفي أن أذكر ان الفترة بين أي زيجة وما تلاها لا تزيد على ثلاثة شهور. وللاجابة عن سؤالك أقول لم يعد لجذوري الاجنبية أي تأثير على حياتي بدليل أن ابني محمد هو الرجل المسؤول عن بيتي الان وأنا بلا زوج. هل احببت كل أفلامك؟ - طبعاً وإلا ما كنت مثلت فيها، فلم يكن هناك ما يدعوني لأقبل العمل فيها تحت شعار "هذا هو الموجود". فارق كبير لكن هناك فارقاً كبيراً بين أفلامك القديمة والحديثة؟ - اعود فأقول، لأن هذا هو الموجود حالياً، هذه هي السينما الحالية التي لا اتفق مع مواضيعها ولا مع رؤيتها، لكن هذا هو عملي الذي أحبه ولا أرضى بديلاً عنه. وتحت هذا الشعار أعمل ايضاً في مسلسلات التلفزيون، وعلى رغم التطور الهائل الذي حدث على مستوى العالم، فإن السينما عندنا توقفت بل تدهورت. ويكفي أن تشاهد فيلماً قديماً من الافلام التي يعرضها التلفزيون كي تتضح لك الحقيقة، وهذا بسبب الدخلاء الذين تسللوا الى الصناعة. ثم أن السينما لا ينبغي أن يحكمها موظف ولوائح وروتين. شاركت حتى الان في أكثر من 400 فيلم، ادواري في معظمها كان أدواراً رومانسية مارست تأثيراً كبيراً في حياتي. الآن لا أجد من الكتاب من يهتم بكتابة ادوار تناسب الكبار، لا في السينما ولا في التلفزيون. والأدوار المتاحة، اما دون المستوى وإما هي أدوار تاريخية باللغة الفصحى العربية. وأنا خريجة مدرسة المانية وقد قمت بكتابة حلقات تناسبني لكني لا استطيع ان اعرضها حتى لا أبدو كمن يتسول العمل. ومع ذلك لا يوضع اسمك على الافلام الجديدة في شكل يليق بتاريخك الفني كما يحدث مع كمال الشناوي وغيره؟ - أنا طول عمري لم اسأل أي مخرج عن اسمي. ففي أول أفلامي "ليلة غرام" وكان يشاركني فيه عباس فارس وتحية كاريوكا، تصدر اسمي "الافيش" ولم أكن أتوقع ذلك. والآن يضعون اسمي في المؤخرة ولم أتوقع ايضاً ذلك. لقد أصبحوا يزاحمونني على وضع الاسم. وعموماً هذا شيء لا يعنيني فأنا لست في حاجة الى مزيد من الشهرة. لأن هذا ليس زمن الرومانسية والجمال، فالبطلة الآن باتت في حاجة الى أن تضرب وتخرق عين الرجل أو تذبحه او تروج الحشيش والمخدرات كي تصبح بطلة، لهذا فالرومانسية ليس لها وجود، وأصبحت انا بالتالي بضاعة غير مطلوبة في السينما أو حتى التلفزيون. هل تستعيدين زمن السينما الجميل بوضعك لأغنية "نار" على جهاز هاتفك؟ - استعيد فعلاً هذه الايام الجميلة وأشعر بحنين كبير اليها وهذه الاغنية أغنيها من وقت لآخر. احياناً اضع "بتلوموني ليه" أو"أنا وأنت" لفريد الاطرش، وحين اقول "ارجوك اترك الرسالة - بعد سماع الصفارة" يعرف اصدقائي اني أعاني حال اكتئاب. وأحياناً اضع اغنية لليلى مراد التي احبها جداً، وحينما افعل ذلك يؤكد هذا حنيني الى زمن بأكمله، فأنا افتقد هذا الزمن "الاخلاقي" واعيش زمن "لا أخلاقي". هل تمارسين الرياضة؟ - انا حريصة على الذهاب الى حمام السباحة يومياً اذا لم أكن مرتبطة بعمل. فهذه هي رياضتي الجميلة التي أرجو ألا أتخلى عنها لأي سبب. وسألت الطبيب: هل أستطيع ان اعود الى السباحة فقال: وتستطيعين الزواج. هل تفكرين في الزواج مرة أخرى؟ - لا، توبة. فأنا "ما صدقت" خلصت من الزواج. كما أن سني لا يسمح و"بعدين" ماذا سيضيف إليّ الزواج؟ هل انتظر من العريس الشقة أو الشبكة؟ ان تجارب زواجي مُرة، ففي المرة الاولى كنت صغيرة جداً، كان عمري 17 سنة وكان من الضروري ان أتزوج حتى يوافق والدي على عملي في الفن. ثم اكتشفت ان فارق السن بيني وبين محمود ذو الفقار هو سبب عدم اتفاقنا ومع هذا انجبت منه ابنتي ايمان. وفي المرة الثانية اكتشفت ان الرجل يغار من شهرتي. ما أجمل شيء في حياتك؟ - أحفادي والأفلام وحب الجمهور. فأنا حالياً لا استطيع أن اقود سيارة فأستقل تاكسي وفي كل مرة لا بد من أن تحدث مشكلة بيني وبين السائقين فهم يرفضون أن يحصلوا على مقابل لتوصيلي ويقولون: "كفاية انك شرفت التاكسي"، وألح عليهم كي يأخذوا الأجر فيرفضون بإصرار. ابنك متزوج وابنتك متزوجة، الى أي مدى تتدخلين في حياتهما؟ - انا لا أزور أولادي أبداً. لأني لو زرتهم سأصبح حماةً وعلشان كده "اتركهم لحالهم" هم اللي يزوروني لأني "في الحال دي" أصبح ماما وأنا أحب كلمة ماما وأكره كلمة حماة. ويكفيني شعوري بالأمومة بعدما حققت أكثر مما كنت أحلم به وكل ما أتمناه الآن حسن الختام.