طوكيو - رويترز - دخلت وزيرة الخارجية اليابانية ماكيكو تاناكا معركة مع البيروقراطيين وخصومها في الحزب الحاكم الذين يحاولون منعها من تمثيل بلادها في الاجتماعات السنوية للجمعية العمومية للامم المتحدة. ولجأت تاناكا الى رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي في محاولة للحصول على دعمه، طالبت منه الا يتجاوب مع طلب خصومها منعها من التوجه الى نيويورك في العاشر من الشهر الجاري لتمثيل بلادها في الاجتماعات. وراهنت تاناكا التي تتمتع بشعبية واسعة على ان ينقض رئيس الوزراء قراراً في هذا الشأن اتخذه اعضاء بارزون في البرلمان. وقالت في مؤتمر صحافي "القرار النهائي هو لرئيس الوزراء". واضافت انها ستتابع استعدادها للمشاركة حتى يقول كويزومي كلمته الاخيرة. وألقت وزيرة الخارجية الكرة في ملعب كويزومي معتبرة ان عليه الاختيار بينها وبين خصومها. واعترض بعض المشرعين التابعين للحزب الحاكم والمعارضة على سفر تاناكا، وقالوا انه يجب عليها البقاء في اليابان لتبرر المصاريف الاضافية في موازنة وزارتها للسنة المالية الحالية. ولكن محللين رأوا ان هذه الخطوة هي جزء من حملة كبيرة لعزل تاناكا اول امرأة نجحت في شغل منصب بهذا الاهمية في بلادها. وقالت تاناكا: "اما ان تعطى الاولوية للموازنة او للشؤون الديبلوماسية". ورد الامين العام لمجلس الوزراء ياسو فوكودا وهو احد اقرب مساعدي كويزومي ومن اشرس خصوم تاناكا قائلاً: "يبقى للجنة البرلمانية ان تقرر". ويرفض المشرعون في البرلمان التراجع عن قرارهم. وادت تاناكا التي تتمتع بشعبية واسعة لانها تنتقد زعماء الاحزاب، دوراً بارزاً في وصول كويزومي الى السلطة في نيسان ابريل الماضي، ولكنها اشعلت نار الضغينة بين مسؤولي الوزارة من الحزب الليبرالي الديموقراطي الحاكم عندما اقسمت انها ستنظف الوزارة الغارقة في الفساد وسوء استخدام الاموال العامة. واعتبرت تاناكا ان حضورها اجتماع الاممالمتحدة مهم للغاية خصوصاً انه ستتم مناقشة الضربات الاميركية لأفغانستان. وقالت: "بما اننا من الدول الصناعية الثماني يجب ان نحضر الاجتماع، فهي فرصة مؤاتية لتبادل وجهات النظر حول افغانستان". وازدادت شعبية تاناكا ابنة السياسي القدير كاكوي تاناكا علماً انها لا تنتمي الى الفصائل القوية الحاكمة في الحزب الليبرالي الديموقراطي. وجعلها ذلك اكثر شعبية بين الناس ولكن في الوقت نفسه ازداد كره البيروقراطيين لها. ومثل امس مسؤولان سابقان في الوزارة امام القضاء بتهمة اختلاس اموال عامة بقيمة 172 الف دولار وتقديم فواتير مزورة عن ايجار سيارات ليموزين لمناسبة انعقاد قمة الدول الصناعية الثماني. وقال كويك ماسايوشي وهو ديبلوماسي سابق: "تحظى تاناكا بدعم الشباب في الوزارة ولكن لا سلطة لديهم، اما اصحاب النفوذ فلا يريدونها ان تكشف اسرار كهذه". اما كويزومي الذي يعتمد على شعبيته الواسعة فرفض مناقشة الموضوع ولكنه لا يزال يتخبط في هذا الصراع، فهو اذا اقال تاناكا سيسخط الناخبين وان ابقاها سيعرض نفسه لانتقادات.