قالت مصادر رسمية في بيروت، ان الطلب الأميركي تجميد الأرصدة المالية ل"حزب الله" يتجاوز لبنان الى ايران للضغط عليها لتقديم تسهيلات أمنية وعسكرية تحتاج اليها في الحرب التي تشنها على أفغانستان. وأضافت المصادر ل"الحياة" ان السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل كان أكد في تصريح له، أن اسم "حزب الله" غير مدرج في لائحة المنظمات الارهابية في رده على ما أشيع عن ادراج اسمي الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله والشيخ صبحي الطفيلي، ثم عاد فتراجع ناقلاً طلب بلاده الى الخارجية اللبنانية تجميد أرصدة الحزب المالية. ولفتت المصادر الى ان للتراجع الأميركي أهدافاً تتعلق بسعي واشنطن الى الضغط على طهران من خلال الحزب، تماماً كما تضغط على سورية من خلاله وبعض الفصائل الفلسطينية المعارضة. وأضافت: "انه في السابق كان باتل يتحدث عن مدى التعاون الايجابي بين بيروتوواشنطن التي كانت ترى أن همها الأول والوحيد يتمحور حول معرفة إذا كان هناك اتصال بين حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" من جهة، والمجموعات المتطرفة التي أوقف معظم عناصرها في الشمال وبيروت والبقاع ويخضعون الآن للمحاكمة ولم تتناول حزب الله". ولم تستبعد المصادر ان تكون للطلب الأميركي علاقة مباشرة بالأجواء التي سادت المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مع الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وكبار المسؤولين السوريين الذين رفضوا طلب الغرب وقف نشاط المنظمات الفلسطينية، اضافة الى الاتصالات غير المباشرة بين واشنطنوطهران عبر عدد من الوسطاء الأوروبيين. وذكرت المصادر ان واشنطن تحاول ايجاد أجواء ضاغطة عشية اللقاء المرتقب بين الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والأميركي جورج بوش الأسبوع المقبل ويتوقع ان يقترح شيراك والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عليه ضرورة تحريك العملية السلمية في الشرق الأوسط لأن الظروف مواتية لذلك، في مقابل احتمال تردد واشنطن في طرح مبادرة متكاملة تتخطى دعوة بوش الى اقامة دولة فلسطينية. وأوضحت المصادر ان سبب الالحاح الأميركي على طهران للحصول على تسهيلات في الحرب على أفغانستان هو رغبتها في احداث تقدم قبل حلول رمضان في السابع عشر من الشهر الجاري تجنباً لتعرضها الى ضغوط من دول عربية واسلامية لا تحبذ مواصلة الحرب، يمكن ان تستفيد منها حركة "طالبان" لكسب الوقت من أجل اعادة ترميم صفوفها وتجميع قواتها.