بلفاست - أب - فشل البروتستانتي ديفيد تريمبل في اعادة انتخابه رئيساً لحكومة ايرلندا الشمالية ما يهدد بضرب اتفاق السلام بين الكاثوليك والبروتستانت. ولم يستطع تريمبل ان يحظى بدعم البروتستانت الذين صوتوا ضده، فيما ايده الكاثوليك بالاجماع في نظام انتخابي يفرض دعم الاكثرية من الطرفين. وكان تريمبل استقال من منصبه في تموز يوليو لأن الجيش الايرلندي رفض تسليم السلاح، وبعدما عدل الجيش عن قراره، اعاد ترشيحه الى المنصب نفسه. اما بريطانيا التي اعطت صلاحيات واسعة للتحالف المحلي فتواجه الآن خياراً صعباً: الغاء الصلاحيات او اجراء الانتخابات، وكلا الحلين يؤدي الى عرقلة عملية السلام. فتعليق الحكم لمدة محدودة يسمح بإعادة فتح مجالات التفاوض بين الفرقاء للتوصل الى حل المسائل المهمة واعادة احياء تقاسم الصلاحيات الادارية في وقت لاحق. غير ان زعماء حزب "شين فين" نبهوا مؤيديهم الى انهم لن يقبلوا حكماً بريطانياً آخر عليهم واقترحوا ان يتوقف الجيش الايرلندي عن تسليم السلاح. واذا اختارت بريطانيا اعادة اجراء انتخابات جديدة، سيتأزم الوضع. فالبروتستانت المتشددون يأملون في ان يحصلوا على الدعم الكافي ليقفوا في وجه تشكيل ادارة جديدة، في حين يرغب "شين فين" الكاثوليكي والحزب الديموقراطي الوحدوي البروتستانتي باجراء انتخابات، فهما يعتقدان ان الناخبين سيجعلونهما اكبر حزبين على الاطلاق. وتوعد الحزب الاخير ان يصد اي محاولة لتقاسم السلطة مع "شين فين" اذا تمتع الحزب البروتستانتي بالغالبية. ومن جهة اخرى، يحرص حزب "اولستر" الوحدوي الذي يتزعمه تريمبل على المطالبة بمركز رئيس الوزراء كونه اكبر احزاب التحالف. ولكن فشل تريمبل في الانتخابات يعني انه فشل ايضًا في شغل ثاني اعلى منصب وهو نائب رئيس الوزراء. فهذا المنصب مخصص لمارك دوركان الكاثوليكي المعتدل في حزب العمل الاجتماعي الديموقراطي. وفي هذه الظروف يتعثر عمل التحالف الذي لا يمكن ان يستمر من دون مشاركة الاحزاب الكبيرة.