بلفاست - رويترز - بدأت الاحزاب السياسية المختلفة في ايرلندا الشمالية درس خطة عمل بريطانية - ايرلندية قد تمهد الطريق لإحلال السلام في الاقليم للمرة الاولى منذ 30 عاما. وبعد خمسة ايام من المفاوضات في بلفاست كشف رئيسا الوزراء البريطاني توني بلير والايرلندي بيرتي اهيرن عن خطة تدعو أطراف الصراع في الاقليم للموافقة على تشكيل هيئة لاقتسام السلطة بحلول 15 تموز يوليو والبدء في نزع اسلحة منظمة الجيش الجمهوري الايرلندي خلال أيام. وتباينت الآراء بشدة داخل طرفي الصراع، اذ لا يزال الشك يساور الوحدويين المؤيدين لاستمرار الحكم البريطاني في الاقليم حيال استعداد الجيش الجمهوري الذي يشن حملة مسلحة ضد الحكم البريطاني لتسليم ترسانته من الاسلحة. وأبدى حزب اولستر الاتحادي القوي رد فعل فاتراً على الخطة التي وصفها عضو متشدد في الحزب بأنها مليئة بالثغرات. وقال ديفيد تريمبل زعيم حزب "اولستر" انه لم يتلق بعد ضمانات مؤكدة بأن الجيش الجمهوري الايرلندي سيسلم أسلحته. وقال كين ماغنيس المتحدث الامني باسم الحزب "طلبوا منا ببساطة ان نقفز حفاة على الزجاج... ولان الجيش الجمهوري الايرلندي لم يوافق على تسليم أسلحته فقد حصلوا على مخرج للهرب". ولكن رد فعل جيري ادامز زعيم شين فين الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي كان أكثر ترحيباً بالاتفاق، وقال: "سنحاول التنفيذ". واضاف: "اعتقد ان من المهم ألا يقول أحد منا ما من شأنه بث القلق في شعبنا". وهناك خلاف كبير بين حزب اولستر الاتحادي والجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي منذ توقيع اتفاق سلام في العاشر من نيسان ابريل العام الماضي بسبب المسائل الرئيسية الخاصة بنزع السلاح وتشكيل حكومة ائتلافية للاقليم. ويرفض الاتحاديون الجلوس مع شين فين في مجلس وزراء واحد إلا بعد ان يسلم الجيش الجمهوري أسلحته. وقال شين فين ان موقف الاتحاديين يمثل انتهاكا للاتفاقية وشدد على انه يتمتع بحق تلقائي في الحصول على مقاعد في الهيئة التنفيذية. ووضعت خطة العمل الجديدة بعدما تلقى بلير واهيرن تقريراً من الجنرال جون دي شاستيلين رئيس لجنة نزع السلاح في الاقليم. ويتوقع ان يوافق الجيش الجمهوري الايرلندي على وعد قدمه شين فين الخميس بأن نزع السلاح قد يكتمل بحلول ايار مايو عام 2000. وترى الحكومتان البريطانية والايرلندية ان الخطة هي السبيل الأوحد لإبقاء قوة الدفع الخاصة باتفاق السلام. ولكن تفاوت ردود الفعل الاولية من شين فين وحزب اولستر الوحدوي تكشف هوة الخلاف بينهما، بل وتثير شكوكا في ما اذا كان الحزب الوحدوي نفسه سيدعم خطة العمل المقترحة. وتقضي الخطة تشكيل مجلس وزراء خلال اسبوعين. ولكن المجلس قد لا يستطيع العمل اذا لم يكن الوحدويون على استعداد للمشاركة فيه الى جوار ممثلي شين فين. واذا رفض الوحدويون الخطة فسيحكم على عملية السلام من جديد بالركود، وستعود الكرة مرة اخرى الى ملعب الحكومتين البريطانية والايرلندية. وتنص الخطة المقترحة على تعيين وزراء يتمتعون بسلطات الحكم الذاتي المحدودة التي ستنقلها لندن الى بلفاست بحلول 18 تموز. وستقوم لجنة دي شاستيلين "بتأكيد البدء" نزع السلاح. وقال بلير انه اذا تم تنفيذ الاقتراحات "فإن انتقال السلطة سينفذ فوراً، وبعد هذا بقليل تبدأ عملية نزع السلاح". وفور اعلان بنود الخطة بدأ الكاثوليك والبروتستانت في الحديث عن مستقبل الاقليم وانعكست على أقوالهم أجواء عدم الثقة السائدة بين الاطراف المتصارعة. وقال ستانلي 64 عاما وهو من الوحدويين "لا أتوقع ان تتعايش الطائفتان في المستقبل لأن الكراهية مزروعة في نفوس الناس". وتساءل "اذا لم يوقع الجيش الجمهوري الايرلندي على اتفاق نزع اسلحته العام المقبل فماذا سيكون الوضع؟". وقال جون 54 عاما الذي خدم 24 عاما في الجيش البريطاني "لا يوجد اتفاق لوقف اطلاق النار في البلاد" مشيرا الى قتل رجل الجمعة بالرصاص. وأضاف ستانلي "ليس لدي عداء تجاه الكاثوليك ولكنهم يريدون السطو على ميراثنا".