قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح انه تم الاتفاق بين الولاياتالمتحدة واليمن على تعقب تنظيم "القاعدة" في كل مكان وان اليمن "شريك مع الولاياتالمتحدة في مكافحة الارهاب". وقال صالح في مقابلة خاصة مع "الحياة" على متن طائرته قبيل مغادرتها الولاياتالمتحدة، إنه لمس لدى الادارة الاميركية "جدية للعمل على دفع عملية السلام في الشرق الاوسط"، وان المسؤولين الاميركيين اكدوا له انه "لم يتخذ قرار بضرب العراق". واجرى صالح لقاءات مع الرئيس جورج بوش في حضور نائبه ريتشارد تشيني ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس ووزير الخارجية كولن باول. كذلك عقد محادثات مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ورئيس الاستخبارات المركزية جورج تينيت ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالية، اضافة الى رئيسي البنك الدولي وصندوق النقد. وكان ملفتاً حضور تشيني الى جانب الرئيس بوش بعد غيابه عن اللقاءات الرسمية لاسباب امنية احترازية منذ احداث 11 ايلول. وقال صالح ان لقاءه مع الرئيس بوش كان جيداً وتركز على العلاقات الثنائية بين البلدين "ومنها مكافحة الارهاب، وأكدنا اننا شركاء معهم في مكافحة الارهاب، وكان هناك اتفاق"، واضاف: "ان الشق الثاني من الاتفاق هو التعاون مع الولاياتالمتحدة على تعقب تنظيم القاعدة في كل مكان". وحين سئل إذا كان اليمن يؤيد العمليات العسكرية في افغانستان كرر صالح: "نحن شركاء في مكافحة الارهاب". وبالنسبة الى الجهود اليمنية للمساهمة في مكافحة الارهاب قال صالح: "تم القاء القبض على عدد من المشتبه بأنهم ينتمون الى تنظيم القاعدة وهم رهن التحقيق. ومنهم من كان مشاركاً في احداث المدمرة "يو اس اس كول" وعناصر اخرى مشتبه بها ويقال ايضا انها تنتمي الى القاعدة، وهم رهن التحقيق". وفي هذا المجال كشف صالح انه تم الاتفاق مع الولاياتالمتحدة "على تعقب من هم مشتبه بهم ومتهمون بالانتماء الى تنظيم القاعدة للتحقيق معهم". وعن امكان تسليم المتهمين او اي متهم مدان الى الولاياتالمتحدة قال الرئيس اليمني ان "تسليم المتهمين في حال تمت ادانتهم الى الولاياتالمتحدة أمر لا يجوز، واذا ثبتت التهم عليهم فإنهم يحاكمون وفقاً للدستور والقانون اليمني". وعن المواضيع الاخرى التي تتعلق بالمنطقة في محادثاته مع المسؤولين الاميركيين، تحديداً العراق وأزمة الشرق الاوسط، قال صالح: "لمسنا جدية كاملة من الادارة الاميركية بأكملها، وكانت الآراء متطابقة بشأن ضرورة السير قدماً في عملية السلام بجدية. كما اكدنا للادارة انه لا بد من البحث عن آلية ووقت زمني محدد لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية 242 و338 وتوصيات ميتشل، لأن هذا يعيد تأكيد المصداقية". وعن السبب الذي دفعه الى الاعتقاد بوجود جدية اميركية، قال صالح: "يقول الرئيس الاميركي ان مبعوثه في المنطقة مع الجنرال زيني عاكفان على وقف اعمال العنف للوصول الى تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتوصيات ميتشل". واضاف عن العراق: "سألناهم عن التقارير الصحافية التي تقول بأن هناك ضربة قادمة للعراق فأكدوا لنا ان هذا غير صحيح، وانه لم يُتخذ اي قرار بعد، ولكنهم قالوا انهم يريدون من العراق ان يقبل بعودة المفتشين الدوليين". وعن وضع الجالية اليمنية في الولاياتالمتحدة ومصير الموقوفين منها بعد احداث 11 ايلول، قال صالح: "عندنا 23 موقوفاً رهن التحقيق في الولاياتالمتحدة وتم البحث عنهم، واكد لنا مسؤول "اف. بي. اي" انه سيعمل على متابعة هذا الامر من اجل اطلاق سراحهم". وقالت مصادر اميركية ان معظم اليمنيين أوقفوا بسبب مخالفات قانونية تتعلق بقوانين الهجرة، لكن يشتبه بأن بعض الموقوفين له ارتباط بتنظيم "القاعدة". واضافت مصادر ديبلوماسية ان الطرفين بحثا في الدعم الامني الذي يمكن ان تقدمه الولاياتالمتحدة لليمن.