تفيد إحصاءات جمعتها منظمة معنية بأوضاع المسلمين في الولاياتالمتحدة أنها رصدت 1452 حادثة إعتداء على مسلمين في الولاياتالمتحدة، منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر على نيويورك وواشنطن. وحذر مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية كير من تردي أوضاع الحقوق والحريات المدنية للمسلمين في أميركا، موضحاً أن البلاغات التي تلقاها في الفترة من 11 ايلول حتى 20 الشهر الجاري شملت 1452 شكوى من أعمال إعتداء على المسلمين، تراوحت بين القتل والتهديد به والتحرش وتخريب الممتلكات واعتداءات رجال الأمن، والتمييز في المطارات والمدارس وأماكن العمل والتهديد بوجود متفجرات وبريد الكراهية. وأكد المجلس أن هذا العدد قد يرتفع بنسبة كبيرة بعد استكمال حصر تقارير مكاتبه الفرعية الاثني عشر في مراكز تجمع المسلمين في الولاياتالمتحدةوكندا. وكان تقرير أولي اصدره المجلس اشار الى نحو 900 اعتداء، لكن الرقم ارتفع الى 1452 شكوى بعد تلقيه تقرير واحد من مكاتبه الفرعية ال12، هو مكتب مدينة لوس أنجيليس في كاليفورنيا. حوادث قتل وبين حالات القتل ال 19 التي وردت في التقرير، سجلت خمسة حوادث يعتقد ان دوافعها دينية على النحو التالي: مقتل عربي أميركي في متجر صغير على أيدي رجلين أبيضين، ومقتل آخر ينتمي الى طائفة السيخ في 15 أيلول لاعتقاد مهاجميه انه احد المسلمين، ومقتل امرأة تعرضت لشتائم وقيل لها أن تعود الى بلادها، ولما واجهت المعتدين دهسها أحدهم بسيارته، ومقتل تاجر خضروات باكستاني بالرصاص في دالاس، ومقتل مصري في لوس انجليس في اعتداء امام متجره. وسجل 418 اعتداء على حقوق المسلمين وحرياتهم في أميركا خلال الأسبوع التالي للحادي عشر من أيلول، وهو رقم يفوق عدد الحالات التي وثقها المجلس خلال العام الماضي بأكمله، والتي بلغت 366 حالة. وارتفع عدد الشكاوى بعد اسبوعين على احداث نيويورك وواشنطن الى 625 شكوى، وبعد مرور ستة أسابيع الى 960 ولا تشمل الاحصاءات سوى الحوادث الموثقة فقط. وتشير تقديرات مسؤولي المجلس الى أن الضرر بمختلف درجاته قد يكون طاول حوالى عشرة آلاف أسرة مسلمة مقيمة في الولاياتالمتحدة، وأوضحوا أن الغالبية العظمى من هذه الأسر لا تتمتع بأي حماية أو مساعدة قانونية. ويعيش في أميركا حوالى سبعة ملايين مسلم، وكانت وزارة العدل الأميركية أعلنت في الثالث عشر من الشهر الجاري انها بصدد استجواب أكثر من خمسة آلاف شخص غالبيتهم مسلمون، في شأن الأحداث الأخيرة. وأكدت تقارير اعلامية وأخرى صادرة عن منظمات لحقوق الانسان في اميركا احتجاز أكثر من ألف شخص بعد هجمات نيويورك وواشنطن، على رغم أن الاتهام لم يوجه بعد الى اي منهم في شأن القضية مباشرة. وأشارت التقارير الى ان هؤلاء حرموا من حقوق كثيرة، وأن بعضهم شكا من معاملة غير قانونية. وقال المدير التنفيذي للمجلس نهاد عوض ان المجلس خصص جزءا أساسيا من موارده لمواجهة الأزمة خلال السبعين يوما الماضية، خصوصا على صعيد الحقوق المدنية والإعلام، لكنه أوضح أن إحتياجات التعامل مع الأزمة تفوق الموارد المتاحة للمجلس. ومن أخطر النتائج التي كشفها تقرير أن الإنتهاكات الموجهة الى المسلمين مستمرة في شكل منتظم، إضافة إلى إرتفاع ملحوظ في عدد حالات التحرش بالمسلمين في الأماكن العامة، إذ وصلت إلى 335 حالة بعدما سجل تقرير أصدره المجلس في 22 تشرين الاول أكتوبر الماضي 177 حالة. وأصبح هذا النوع من الجرائم يمثل الفئة الأولى بين أنواع حالات الإعتداء على المسلمين بنسبة 23 في المئة. وزادت ايضا البلاغات الخاصة بتعرض المسلمين للقتل لأسباب عنصرية فسجلت 19 حالة بزيادة 12 حالة، مقارنة بخمس فقط سجلها التقريرالصادر قبل شهر. وعن توزيع الإعتداءات على الولايات الأميركية، توضح الإحصاءات أن حالات الإعتداء لم تقتصر على ولاية دون أخرى وإنما انتشرت على نطاق واسع، مما يشير إلى أن ظاهرة الإعتداءات كانت عامة في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة. وشهدت ولاية كاليفورنيا أكبر عدد من الإعتداءات 297 حالة أو ما يعادل 4.20 في المئة من مجموع هذه الإعتداءات، مقارنة بثمانية في المئة قبل شهر، في تقرير الثاني والعشرين من تشرين الاول الماضي، والذي إحتلت ولاية نيويورك المركز الاول فيه. وتعود الزيادة الكبيرة في عدد البلاغات الى تزايد التقارير التي استلمها المجلس في شأن الإعتداءات. مسلمو كندا وفي كندا سجلت 110 حالات إعتداء على حقوق المسلمين في كندا وحرياتهم. واعتبر المجلس أن حوادث الإعتداء على حقوق مسلمي أميركا وحرياتهم، تمثل مؤشراً مهماً الى موجة العداء للإسلام التي تجتاح بعض أوساط المجتمع الأميركي منذ الحادي عشر من أيلول، لكنها ليست المؤشر الوحيد. ومن أهم المؤشرات الأخرى مشاعر الخوف والقلق التي تسود أوساط المسلمين في ذلك المجتمع مما يجعل تلك الأوساط أكثر قابلية لتأييد بعض الإقتراحات المتعلقة بإتخاذ إجراءات أمنية مشددة ضد المسلمين والعرب في أميركا، إضافة إلى موجات التشويه التي يتعرض لها الإسلام والمسلمون في الإعلام الأميركي. وتتعرض منظمات مسلمي أميركا الكبيرة الى موجة انتقادات عنيفة، تهدف إلى الطعن في صدقيتها في الدوائر السياسية الأميركية. لكن هذه الحملة تزامنت مع إنفتاح رسمي، خصوصاً من البيت الأبيض، على المنظمات المسلمة الأميركية خلال الأسابيع التالية للهجمات.