واشنطن، نيويورك - أ ف ب، رويترز – على رغم مقتل أسامة بن لادن والإمام الأميركي اليمني أنور العولقي فإن تنظيم «القاعدة» ما زال «خطراً حقيقياً على الولاياتالمتحدة»، كما أعلن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في مقابلة تلفزيونية. وبثت محطة «سي بي إس» مقاطع من المقابلة التي أجرتها مع بانيتا والتي ستنشر الأحد المقبل، وتحدث فيها عن استراتيجية الولاياتالمتحدة للتخلص من التنظيم الإرهابي.وقال: «نطارد أعضاء القاعدة أين ما كانوا». وأضاف: «من الواضح أننا نواجه القاعدة في باكستان. نواجه أيضاً تشعبات القاعدة في اليمن والصومال وأفريقيا الشمالية. ويبدو أن كل الذين لهم ارتباط بالقاعدة ضالعون في أفغانستان». ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كانت الولاياتالمتحدة هزمت التنظيم المتطرف، أجاب بانيتا: «ليس بعد»، مشيراً إلى أن «أعضاء القاعدة ما زالوا يشكلون تهديداً حقيقياً. ما زالوا طليقين ويجب أن نواصل ممارسة الضغط عليهم أين ما كانوا». واعتبر بانيتا، مع ذلك، أن القوات الأميركية «وجهت ضربة قوية إلى رأس» التنظيم. الظواهري ووفق لائحة القادة العشرة الرئيسيين في «القاعدة» التي وضعت بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، فإن واحداً منهم ما زال على قيد الحياة وهو أيمن الظواهري الذي أصبح زعيم التنظيم بعد مقتل أسامة بن لادن خلال عملية قام بها كومندوس أميركي في باكستان في أيار (مايو) الماضي. وكذلك قتل أنور العولقي في اليمن بصاروخ أطلقته طائرة أميركية من دون طيار في 30 أيلول الماضي. مسلمون في أميركا على صعيد آخر، طالبت جماعات أميركية مسلمة معنية بالدفاع عن الحقوق المدنية باستقالة قائد شرطة نيويورك راي كيلي وسط جدل حول فيلم مسيء للمشاعر. وأعلن كيلي أسفه للتعاون مع منتجي فيلم (الجهاد الثالث: رؤية إسلامية متطرفة لأميركا) والذي يعرض لقطات لهجمات انتحارية ويقول إن «الأجندة الحقيقية لمعظم قيادات المسلمين في أميركا» هي «اختراق» البلاد و «السيطرة عليها». وتعرّض كيلي لانتقادات شديدة بعد ظهور تقارير عن عرض الفيلم لعدد من المرات أكبر مما تم الاعتراف به من قبل. وحين خرج إلى النور منذ سنة، قالت الشرطة إنه لم يعرض إلا لبضع مرات. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الثلثاء أن الفيلم عرض على 1400 ضابط على مدى أشهر، وفق ما كشفت وثائق تم الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات. وقال مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية وهو منظمة بارزة معنية بالدفاع عن الحريات المدنية إن كيلي لا يصلح ليرأس أكبر وأبرز قوة شرطة في البلاد. وقال نهاد عوض المدير التنفيذي للمجلس في بيان الأربعاء: «بوصفهما قياديين بأكبر قسم للشرطة في البلاد فإن تصرفات المفتش كيلي ونائب المفتش (بول) براون تحدد نبرة العلاقات مع أجهزة إنفاذ القانون تؤثر في المسلمين الأميركيين على مستوى البلاد.» وقال المجلس وعدد من جماعات الحقوق المدنية الأخرى إنهم سيعقدون مؤتمراً صحافياً في مبنى بلدية مدينة نيويورك. وثار الجدل فيما كان كيلي المرتبط بصلات وثيقة برئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ يحاول تحسين العلاقات المتوترة بين الشرطة والأقلية المسلمة. وقال بلومبرغ للصحافيين الثلثاء في إشارة إلى الفيلم: «هناك من أساء الحكم بشدة. وبمجرد أن اكتشفوا الأمر أوقفوه». وقال بول براون الناطق باسم كيلي ونائبه إن فيلم (الجهاد الثالث) كان يعرض في شكل مستمر على شاشة تلفزيونية في مقر للشرطة في بروكلين. وتابع أن الفيلم لم يستخدم في الدورات التدريبية ولم يعرض في أكاديمية الشرطة قط. إضافة إلى ذلك اعترفت الشرطة بأن ناطقاً باسمها ساعد في ترتيب مقابلة أجراها منتجو الفيلم مع كيلي وعرضت خلاله. وكانت الشرطة أعلنت في السابق أن كيلي لم يتعاون في صناعة الفيلم وأن المقابلة مأخوذة من الأرشيف. وقال براون الأربعاء إن المفتش يجد المنتج النهائي «بغيضاً» ويأسف للمشاركة.