في آخر المستجدات عن الاعتداءات التي يتعرّض لها المسلمون والعرب في الولاياتالمتحدة، إثر اعتداءات 11 أيلول سبتمبر، دعا "مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية" CAIR، جميع المساجد إلى فتح ابوابها على مدار الساعة، واستقبال اشخاص من معتقدات أخرى، لمساعدتهم على فهم الاسلام والمسلمين. واطلق المجلس، الذي أنشئ العام الماضي في واشنطن لاعطاء صورة ايجابية عن الاسلام، دعوته هذه بعدما اتّضح له أن "المعتقدات الاخرى في هذا المجتمع تحتاج إلى معلومات دقيقة عن الاسلام"، على ما قال المدير التنفيذي نهاد عوض. وطلب عوض من ائمّة المساجد إلى تنظيم جدول زمني للقاءات مفتوحة، في أقرب وقت ممكن. ونشر المجلس هذه الدعوة في موقعه على الإنترنت cair-net.org، في شكل "بلاغ رقم 311"، وكان ملخّصها في مطلع صفحة الاستقبال، حيث افيد عن وقوع 625 حادث اعتداء على مسلمين. لكن يبدو أن لا الصلوات المشتركة، ولا الشجب الرسمي، ولا دعوات الرسميين وعموم رجال الدين إلى الامتناع عن العنف بحق اشخاص "متساويين في المواطنية"، ولا تحاشي الصحافة استخدام عبارات مربكة من قبيل "ارهابي مسلم"... استطاعت لجم ردود الفعل العنيفة التي يواجهها راهناً المسلمون والعرب في اميركا. ويتّضح من الممارسات التي تناقلها الاعلام، أن المعتدين خلطوا ذوي الملامح والملابس الشرقية بعضهم ببعض. فكان من أول ضحايا العنف رجل من أصل هندي من طائفة السيخ. وهذا أمر يدعو إلى التساؤل هل كان ذلك الفعل متعمّداً أم مصدره جهل مطبق، منع الفاعلين من التمييز بين عمامة هندية وعمامة افغانية؟ ولا يتّسع هذا المقال لاستشراف أسباب الجهل. ثم كرّت سبحة الاعتداءات. ولخّص مقال نُشر في الموقع الذكور، بعنوان "غضب الامة وتأثير في أماكن العمل"، الحال العصيبة التي تمر فيها البلاد. وأعاد إلى الاذهان الممارسات التي عاناها اليابانيون الاميركيين إبان الحرب العالمية الثانية، عندما تم تجميعهم في معسكرات. ثم أشار إلى حال التوتّر التي تسود وستسود أماكن العمل بين الموظفين المسلمين أو الذين من أصول عربية وزملائهم. ودعا ارباب العمل إلى إيلاء المسألة عناية خاصة. كذلك، سجّل الموقع المذكور حوادث الاعتداء على مكتبة اسلامية في فرجينيا. وممارسات عنصرية بحق مسافرين جوّاً، أبرزها: تذمّر طاقم طائرة تابعة لشركة "دلتا" من وجود 4 أردنيين على متنها ورفض الطيّار الاقلاع بهم، ومنع امرأتين صوماليتين من السفر على متن طائرة تابعة لشركة "نورث ويست"، وغيرها من حوادث مشابهة. الامر الذي حدا بمجلس العلاقات إلى فتح صفحة خاصة لتسجيل الاعتداءات والتمييز، ونشر مجموعة ارشادات ونصح تتعلّق بالسلوك المتّبع في حال التعرّض لمعاملة مسيئة، أبرزها: "المحافظة على الهدوء والانتباه إلى ما تقوله"، فضلاً عن الاستفسار عن أسباب الإساءة وتدوين اسماء مرتكبيها، وتقديم شكوى إلى السلطات المختصّة. لا شك في أن ما حدث فاجأ الجميع في أبعاده المأسوية، وقبل توزيع الاتهامات والتصرّف، ينبغي التدقيق في المعلومات والاشخاص. وربما كان تسرّع الاعلام واستباقه نتائج التحقيقات من أسباب العنف على عرب ومسلمين في أميركا. لكن الاعلام نفسه نقل مقابلة مع ولد صغير مسلم، قبل أن تسجّل اعتداءات على مسلمين، حاول فيها أن يؤكّد لزملائه في المدرسة أنه "غود غاي" أي شخص صالح مثلهم. ليس المقصود هنا تبرئة أي شخص أو طرف أو بلد يتبيّن يقيناً أنه قام بهذا العمل، لكنّ على ممارسي العنف، على غرار Kill Arabics في الصورة التي نشرها الاعلام، أن ينتبهوا لوجود احتمال أن يكون ال"أرابيكس" من مواطنيهم على الأقل، براء من تلك الأعمال ... والاتهامات.