لو اجتمع اليكس فيرغسون وأرسين فينغر مع فابيو كابيلو ومارتشيلو ليبي وفينسنتي ديل بوسكي، وأوتو ريهاغل وأوتمار هيتسفيلد.. وغيرهم من صفوة المدربين في العالم لإنقاذ منتخب مصر في نهائيات بطولة امم افريقيا لكرة القدم 2002 في مالي لن ينجحوا. وكان الله في عون المسكين محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب المصري وهو يسدل الستارة على مشواره الطويل مع الفراعنة في هذه البطولة الصعبة. الجوهري في موقف بالغ الصعوبة على كل الصعد. المعنويات في القاع في اوساط الكرة المصرية بين الجماهير والصحافة واللاعبين بعد الخروج المتكرر من كأس العالم. الاستعدادات محدودة أو نادرة بسبب الانغماس المؤسف في بطولة الدوري ورفض معظم المنتخبات الاوروبية والافريقية اللعب ضد منتخب مصر، ما أدى الى إلغاء 7 مباريات متتالية خلال ستة اسابيع فقط. اللاعبون المحليون في الدوري غائبون عن الوعي، حسام حسن اكبرهم سناً هو الهداف، على رغم انه يلعب مصاباً، وحازم إمام الذي طلب منه الاطباء الراحة واشترك رغماً عنه سجل 4 اهداف في المباراتين الاخيرتين، والسبب انهم بلا أي ضغط من المدافعين في مباريات بطيئة. ولاعبو الاهلي في حال يرثى لها، وكأنهم لا يعرفون شيئاً عن مهارات او خطط كرة القدم، ونجوم الاسماعيلي والزمالك متصدرو الدوري، متذبذبون بين ارتفاع موقت وهبوط دائم، ولم يكن محمد بركات نجم الاسماعيلي إلا شبحاً أمام الاتحاد وجاءت هدية مدافعي الزمالك للاهلي في الهدف الذي سجله علاء ابراهيم انعكاساً لمستواهم المتردي. والاتجاه الى الشمال في اوروبا بحثاً عن المحترفين مسألة أكثر مرارة وألماً وحزناً ويأساً. هاني رمزي لاعب كايزر سلاوترن والاساسي الوحيد من المصريين في ناديه يعاني مرحلة بالغة السوء. وخسر ناديه اربع مباريات من اصل سبع في الاسابيع الاخيرة. ومحمد عمارة ظهير هانزا روستوك - الالماني ايضاً - تحول إلى متفرج يشاهد مباريات ناديه في الدوري الالماني من المدرجات، ومواطنه ياسر رضوان لا يكمل اي مباراة الى نهايتها، وهو اللاعب المقرر استبداله في كل لقاء. وفي هولندا لا يشترك احمد حسام - ميدو - اساسياً في مباريات ناديه اياكس، ونتائج فريقه الاخيرة مؤسفة. والثلاثي المحترف في بلجيكا اصدقاء دائمون لمقاعد الاحتياطيين، طارق السعيد يشترك احتياطياً في مباراة من كل ثلاث مباريات يخوضها فريقه ويشاهد اثنتين من البداية الى النهاية. و47 دقيقة فقط هو مجموع الدقائق التي لعبها محمد اليماني مع ستاندرد لياج في الدوري، ولكنه افضل حالاً من احمد صلاح حسني الذي لعب 14 دقيقة فقط في 14 مباراة، ما يعكس عدم اهميته للفريق. والثنائي احمد حسن وعبدالظاهر السقا تركا دينزلي سبور التركي، وسمير كمونة في خلاف مع ناديه التركي بورصا سبور، ومحمد يوسف انتقل الى ديار سبور بحثاً عن مكان اساس ولم يجده، وعبدالستار صبري الذي تركه بنفيكا البرتغالي بات بلا عمل. ويبقى السؤال... ماذا يفعل الجوهري في مالي؟ الاجابة معروفة... وكم نتمنى أن نكون مخطئين.