تتخوف أوساط خبراء الشؤون الأمنية في الجزائر من أن تساهم الضربات الأميركية على معاقل "القاعدة" في أفغانستان إلى تحويل نشاطات هذا التنظيم الذي يتزعمه أسامة بن لادن إلى القارة الإفريقية. وتعتقد هذه الأوساط بان افريقيا قد تكون "وجهة مفضلة" للتنظيم في إطار "التحضير للخلافة الإسلامية العالمية" خلال السنوات الخمس المقبلة. وتقول مصادر موثق بها ان هذه المخاوف ترتكز على معلومات سابقة عن تحركات عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة في بعض دول القارة وعلاقاتهم ببعض شبكات التهريب التي انتشرت بقوة خلال السنوات الأخيرة بسبب الفقر والنزاعات. وتميّز المصادر الجزائرية بين ثلاثة عوامل أساسية تعتقد بأنها تشجع عناصر الجماعات المسلحة على تفضيل هذه القارة دون غيرها، وهي: 1 الحروب والنزاعات التي تُعرقل مساعي تتبع الجماعات التي تتخذ من بعض المناطق في القارة مجالاً لنشاطها، و2 طبيعة القارة التي تتقاطع فيها شبكات تهريب السلاح والمخدرات وحتى السلع، و3 الطبيعة الجغرافية الملائمة لقربها من أوروبا والدول العربية والتضاريس التي تعرقل عمليات شل مثل هذه النشاطات. وتشير معلومات أمنية في الجزائر إلى أن مختاري بن مختار، "أمير" المنطقة التاسعة ل "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" يتزعمها حسان حطاب، وهو من قدامى المشاركين في الحرب الأفغانية، لا يزال يتنقل بحرية على الحدود الجزائرية مع مالي والنيجر. ويصعب التحكم في نشاطه خصوصاً بسبب التضاريس الصحراوية للمنطقة.