اكتست القاهرة مساء أول من أمس باللون الأبيض بعد فوز الزمالك على الاهلي 2-1 في "دربي" العاصمة، واعتلى الزمالك صدارة الدوري المصري لكرة القدم، في حين خرج الاهلي مبكراً من المنافسة على اللقب. والحقيقة تقال انه لولا الاستهتار والغرور والاستعراض، وهي نقاط الضعف التقليدية لدى لاعبي الزمالك، لتمكنوا من احراز نصر تاريخي على الاهلي. إذ لم تعكس النتيجة اطلاقاً مجريات المباراة التي شهدت سيطرة كاملة للزمالك، وصولاً الى تلاعب لاعبيه بمنافسيهم لدرجة انه بدا انه يلقن فريقاً من الناشئين درساً في فنون اللعبة على صعد التمرير والتحرك والانتشار والمهارات الفردية والتكتيك كلها. وفي الشوط الاول هدد لاعبو الزمالك مرمى الاهلي 8 مرات، بينما حل محمد عبد المنصف حارس مرمى الزمالك ضيف شرف. وبدا فارق الخبرة واضحاً في مصلحة الزمالك عبر تشكيلة نموذجية جمعت بين خبرات النجوم حسام وابراهيم حسن وحازم إمام ومدحت عبد الهادي وبشير التابعي وتامر عبد الحميد وحيوية اللاعبين الشباب من امثال محمد عبد المنصف ووائل القباني وطارق السيد ومحمد ابو العلا والصاعد جمال حمزة. في المقابل، أظهرت تشكيلة الاهلي الفشل الكامل في ظل اعتمادها على عناصر اساسية لم تخض اي مباراة في السابق، ما عكس الخيارات الخاطئة للمدرب البرتغالي مانويل جوزيه سيلفا، الذي يتقاضى 100 ألف جنيه شهرياً. وتجلى ذلك باستبعاد جميع النجوم المخضرمين من أمثال وليد صلاح الدين وخالد بيبو وسيد عبد الحفيظ والسيراليوني تشيرنو، واشراك ثلاثة لاعبين في مركز واحد، هم سعيد عبدالعزيز واحمد ابو مسلم والنيجيري صنداي، وكذلك تسعة لاعبين مدافعين مع المهاجم الكسول علاء ابراهيم. وظهر الاهلي بالتالي عاجزاً عن الوصول الى مرمى منافسه، علماً ان مبادراته الهجومية اقتصرت على اثنتين طوال اللقاء، حيث أهدر حسام غالي الأولى برأسه وسجل علاء ابراهيم من الثانية، مستفيداً من الاسترخاء الدفاعي للزمالك في نهاية اللقاء. التاريخ يعيد نفسه وبعد 40 عاماً من ظهور "الثعلب" حمادة إمام في صفوف الزمالك ونجاحه في قلب موازين الكرة المصرية من الاهلي الى الزمالك، عاد نجله حازم إمام ليكرس الواقع ذاته بتسجيله هدفين في مرمى الاهلي في مباراة واحدة، وهو انجاز لم يحققه مع الزمالك طوال هذه الفترة الا الاب وابنه وحسام حسن. واعتبر الهدفان الجديدان لحازم الثنائية الثانية له في غضون اربعة ايام بعدما سجل هدفين الاسبوع الماضي في مرمى الاتحاد، وهو أكد صواب استدعائه مجدداً الى منتخب مصر الذي يستعد للمشاركة في نهائيات كأس ألامم الافريقية العام المقبل في مالي، علماً ان المدرب محمود الجوهري كان استبعده عن كل مباريات تصفيات كأس العالم. وبدوره، خطف الالماني اوتو بفستر، مدرب الزمالك، الاضواء بتشكيلته الجيدة وعكس حنكة الافادة من ضعف دفاع الاهلي على الجهة اليمنى، ومثل محمد ابو العلا الورقة الرابحة في هذا الاطار، واعتبره النقاد اللاعب الافضل في المباراة. المباراة وبالتطرق الى تفاصيل المباراة، هاجم الزمالك مرمى الاهلي منذ الدقيقة الاولى، وكرس لاعبوه الضغط الكامل على نظرائهم في منتصف الملعب، وتألق عصام الحضري حارس الاهلي في إبعاد كرتين خطيرتين نتجتا من تسديدتين لحسام حسن وتامر عبد الحميد، كما خرج من مرماه في توقيت ممتاز لمواجهة انفرادة محمد ابو العلا. واستثمر الزمالك الضغط في الدقيقة 20، حين احتسب الحكم الاسكتلندي كينيث كلارك ركلة جزاء صحيحة ضد حسام غالي، لاعب الاهلي، الذي أعاق محمد ابو العلا داخل المنطقة المحرمة، وترجمها إمام بنجاح الى هدف لترتفع الاعلام البيضاء. وهو الهدف الأول لحازم في شباك الاهلي، علماً انها ركلة الجزاء الاولى التي ينجح الزمالك في ترجمتها الى هدف في البطولة بعد ثلاث اهدرها حسام حسن. وحافظ الزمالك على تفوقه الميداني في هذا الشوط، ولكنه لم يعزز تقدمه بسبب ميل لاعبيه الى الاستعراض. وفي الشوط الثاني، استفاد الاهلي جزئياً من التغييرين اللذين نفذهما مدربه باشراك سيد عبد الحفيظ والسيراليوني تشيرنو بدلاً من وائل رياض المصاب وسعيد عبدالعزيز. وشهدت الدقيقة 53 مفاجأة أهدار حسام غالي هدفاً مؤكداً للاهلي عندما حوّل الكرة برأسه خارج المرمى الخالي تماماً من مسافة 8 ياردات. ورد الزمالك مباشرة على فرصة الاهلي الثمينة المهدورة بهدف التعزيز بعدما ارسل إمام كرة خادعة بعيداً من متناول الحضري. وفي الدقيقة الأخيرة، تخاذل مدافعو الزمالك في تشتيت كرة عرضية تهيأت أمام علاء ابراهيم في منطقة الجزاء وسجل بسهولة هدف الاهلي. تعليقات وعقب المباراة قال بفيستر مدرب الزمالك: "كنت واثقاً من الفوز بعدد وافر من الاهداف، وسهلت تشكيلة الاهلي غير المتوازنة مهمتي. وعموماً عكست المباراة للجميع حجم تفوق الزمالك في كل الميادين الفنية والتكتيكية، الا ان نقطة الضعف الرئيسة في فريقي تبقى الثقة الزائدة، والتي تجلت خصوصاً في الشوط الثاني، ما ادى الى اهدار فرصة اكتساح الاهلي بنتيجة كبيرة. وارى ان الفوز الجديد يجعلنا الاقرب لإحراز اللقب". اما سيلفا، مدرب الاهلي، فقال: "لعب الفريق مباراته الاكثر سوءاً منذ توليت مهمة الاشراف على تدريبه، والغريب أننا خسرنا بهدفين غير ملعوبين اولهما من ركلة جزاء والثاني بضربة حظ من كرة ضالة. ولكنني أؤكد أحقيقة الزمالك بالفوز لأنه كان الفريق الأكثر تنظيماً والأوفر عطاءً على صعيد الروح القتالية العالية. للاسف لم ينفذ اللاعبون تعليماتي على ارض الملعب، وهو امر يجب تدارك سلبياته بسرعة في المرحلة التالية". محطات - توقفت المباراة ثلاث دقائق في الشوط الثاني بسبب القاء جماهير الاهلي للزجاجات على الملعب احتجاجاً على المستوى الهزيل لفريقها، الأمر الذي سيعرض الفريق لخوض مباراته المقبلة امام بلدية المحلة في القاهرة من دون جمهور. - أنذر الحكم الاسكتلندي كلارك خمسة لاعبين، هم طارق السيد ومحمد ابوالعلا وتامر عبد الحميد وجمال حمزة من الزمالك، واحمد ابو مسلم من الاهلي، ونال ثناء واحترام الجميع خلال المباراة وبعدها. - تفاقمت اصابة لاعبي الاهلي وائل رياض وشادي محمد، اللذين غامر المدرب في اشراكهما قبل اكتمال شفائهما، واصبحت مشاركتهما صعبة في مباراة الفريق امام صن داونز الجنوب افريقي في نهائي دوري ابطال افريقيا. - شاهد 80 ألف متفرج المباراة في استاد القاهرة الدولي، وتساوى عدد جمهور الناديين، وكان حسام حسن نجم الزمالك اللاعب الوحيد الذي نال تحية الجمهورين، وهتفت له جماهير الاهلي قبل المباراة بحماسة شديدة. - الفوز هو الثالث للزمالك في خمس مباريات متتالية، وكلها مع الالماني اوتو بفستر، وهو رقم قياسي لعدد مرات الفوز للزمالك في الدوري في هذه الفترة الزمنية المحدودة. مصرع محمد عمر وفي بقية المباريات، فاز غزل المحلة خارج ملعبه على غزل السويس 4-2 والترسانة على بلدية المحلة 2-1، ولقي محمد عمر، لاعب البلدية،مصرعه في حادث سير بعد المباراة مباشرة وهو في طريق عودته من المحلة الى بورسعيد.