كشف تقرير نشرته صحيفة "الاتحاد الاشتراكي" التي يديرها رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي امس معلومات عن هوية مغربي "جنّدته" الاستخبارات المغربية للعمل في تنظيم "القاعدة" الذي يتزعمه اسامة بن لادن. وافادت انه كان "في صورة الهجمات" على نيويوركوواشنطن في 11 ايلول سبتمبر الماضي وابلغ الاستخبارات الاميركية معلومات بهذا الصدد، "لكنها لم تأخذها بجدية"، وجاء في التقرير الذي نشر امس باتفاق مع مجلة "ماكسيمال" الفرنسية التي رصدت تطورات في ضوء إفادات العميل المغربي حسن دابو ان الاستخبارات المغربية جندته مخبراً صغيراً في صفوف الحركات الاسلامية، لكنه تمكن خلال فترة وجيزة من ان يصبح مصدر معلومات مهماً بعد انشائه علاقات مع ناشطين اسلاميين ساعدته في التنقل بين المغرب والجزائر وايران حيث درس في احدى الجامعات في قم. وانتقل من ايران الى افغانستان ضمن هجرة "الافغان المغاربة" الذين زادت اعدادهم خلال مواجهة السوفيات في الثمانينات. وذكر تقرير الصحيفة ان حسن دابو الذي يعيش حالياً في ضواحي واشنطن وينتقل بهوية جديدة وفق اتفاق بين الاستخبارات المغربية والاميركية يعتبر واحداً من اهم العناصر الذين تستعين بهم الاستخبارات الاميركية لرصد تنظيم "القاعدة"، وأمكن بفضل افاداته التعرف الى بعض العناصر المتورطة بهجمات ايلول. ونقلت الصحيفة المغربية معلومات شملت كشف هوية الطيار الجزائري لطفي الرايسي المعتقل في بريطانيا، نتيجة افادات العميل المغربي الذي نقل عنه القول ان خمسة انتحاريين فقط بين العناصر المشتبه في ضلوعها بالتفجيرات كانوا على علم بالطابع الانتحاري للعملية. وتعتقد الاستخبارات الفرنسية التي وُضعت في صورة هذه التطورات ان "خطأ قاتلاً" ارتكب من خلال ابعاد العميل المغربي عن تننظيم "القاعدة" قبل فترة وجيزة من تفجيرات 11 ايلول، خصوصاً انه نقل معلومات عن عزم "القاعدة" على تنفيذ هجمات ضد المصالح الاميركية في الصيف او الخريف هذه السنة. وتشير معلومات "الحياة" ان وزارة الخارجية الاميركية وضعت المغرب ودولاً خليجية قبل هجمات 11 ايلول في قائمة "مناطق خطرة" قد تتعرض فيها المصالح الاميركية لهجمات ارهابية. لكن ذلك كان بمثابة تمويه للمعلومات التي توافرت للمخابرات الاميركية لاتخاذ اجراءات احترازية. وقالت مصادر مغربية ان لا علم لها بالمكان الذي يختبئ فيه سعيد بهاجي المتحدّر من اصول مغربية وأحد المتهمين بالضلوع في تفجيرات نيويوركوواشنطن. لكن افراداً من عائلته خصوصاً والدته التي تحمل الجنسية الالمانية وتقيم في وسط المغرب، تأمل بأن يسلم ابنها الهارب نفسه الى مراكز ديبلوماسية المانية، كونه يحمل الجنسية الالمانية وكان يعيش في المانيا. ويُعتقد انه توجه الى بلد آسيوي لاجراء تدريب في نظم المعلومات لكنه لم يعد الى المانيا وانقطعت اخباره.