منذ عشرينات القرن الماضي استقطب جبل اللويبدة الارستقراطية الناشئة آنذاك في عمان التي بدأت تعي نفسها عاصمة سياسية لامارة شرق الاردن. بعيداً من صخب السيل وسوقه التي نشأت بدءاً من خط حديد الحجاز الذي يصل دمشق بمكة المكرمة. وتحت تأثير ظروف سياسية وتحول اجتماعي عاصف خلت دارات كثيرة من ساكنيها منذ الستينات... يمر المرء اليوم ببعضها، في هذا الجبل الهادئ الذي عادة ما يستقطب المثقفين والمشتغلين بقضايا الفكر فيراها، وقد نبتت على ادراجها، والتفت على حيطانها الاعشاب البرية وتكسرت شبابيكها الزجاجية، غير انها ما تزال مغلقة باصرار نادر على ماضيها الخاص... ماضي عائلة ما. احدى هذه الدارات المغلقة اشترتها الدائرة الثقافية التي تتبع امانة عمان الكبرى بلدية العاصمة من جهة حكومية كانت جعلت منها مدرسة ابتدائية اسمها "الزهراء"... وفي الاصل تعود ملكية هذه الدارة الى عاهد السخن احد قدامى ساكني جبل اللويبدة. الدائرة الثقافية التي يديرها الناقد عبدالله رضوان، احدى انشط الجهات العاملة في برنامج ثقافي واسع يحظى برعاية الملكة رانيا يبدأ مع اطلالة العام المقبل، لمناسبة اعلان عمان عاصمة للثقافة العربية، تريد ان تجعل من هذه الدارة بيتاً للفن الاردني ومعرضاً دائماً للحرف اليدوية. وقدرت الدائرة ان يفتتح المعرض في الاسبوع الاول او الثاني من شباط فبراير المقبل. والى جوار الدائرة الثقافية في الامانة التأمت مؤسسات معنية اخرى لتوفير محتويات المعرض: مكتبة موسيقية تضم آلات موسيقية تراثية وتسجيلات موسيقية تأليفاً وعزفاً وغناء وبحوثاً في تاريخ الموسيقى وعلومها فضلاً عن مقتنيات شخصية لموسيقيين اردنيين ترقى الى العقد الرابع من القرن الماضي. كما من المقرر ان يحتوي المعرض على رسومات لجيل الرواد في الفن التشكيلي فضلاً عن جناح خاص بالبيت الريفي الاردني تقدمت بمقتنياته للمعرض السيدة وداد قعوار جامعة التحف واللقى الفولكلورية في الاردن وفلسطين. ولانجاز ذلك في الوقت المحدد، يسهم في المشروع عدد من المؤسسات المعنية من بينها وزارة الثقافة والمعهد الوطني للموسيقى ودائرة الآثار العامة والاكاديمية الاردنية للموسيقى وسواها. وتتألف الدارة التي تخضع حالياً الى عملية ترميم وتجهيز من بوابة عريضة وساحتين احداهما امامية واسعة والاخرى جانبية ستنشأ فيها لوحات فسيفسائية وفقاً للطريقة التقليدية الرومانية الشائعة التي استعادتها مدينة مادبا الشهيرة. واحدى هذه اللوحات ستحملها تلك البوابة العريضة بعد اقامة عوارض وأعمدة فيها.