واصلت السلطات الاردنية حملة اعتقالات في اوساط متشددين اسلاميين يشتبه بوجود علاقات لهم مع تنظيمات متطرفة، بما فيها تنظيم "القاعدة" التابع لأسامة بن لادن. وفي الاثناء تواصل محكمة امن الدولة النظر في قضية المتهم رائد حجازي الذي كان حكم عليه غيابياً بالاعدام قبل ان تبعده السلطات السورية الى الاردن حيث تتم اعادة محاكمته حالياً بتهمة التخطيط لتفجيرات في الاردن خلال احتفالات الالفية. وذكرت مصادر رسمية ان السلطات الاردنية اعتقلت ما يزيد عن 300 شخص منذ احداث 11 ايلول سبتمبر الماضي، وأنه تم إطلاق غالبيتهم بعد التحقيق معهم، فيما بقي عدد منهم قيد الاعتقال تمهيداً لمحاكمتهم في حال توافر ادلة لتقديمهم الى القضاء. من جهة اخرى، أعلن في مانيلا أ ب ان السلطات الفيليبينية اعتقلت اردنيين اثنين وعراقياً في وقت مبكر صباح امس للاشتباه بعلاقاتهم بجماعات ارهابية دولية. وعُثر على مواد لصنع متفجرات وجوازات سفر محوّرة ومزورة بحوزة الاشخاص الثلاثة، وفقاً لمعلومات الشرطة. واعتقلت السلطات الامنية يوم الاثنين الماضي شخصين للإشتباه بعلاقتهما بمحاولة فاشلة لتفجير فندقين في منطقة البتراء السياحية في جنوب المملكة. وتعتقد السلطات الاردنية ان الشخصين ينتميان الى تنظيم "القاعدة" وان البحث مستمر عن ثلاثة آخرين لعلاقتهم بالمحاولة ذاتها. وقالت المصادر ان التحقيقات لا تزال جارية مع الشخصين، إلا انها رفضت اعطاء تفاصيل عن المحاولة بإستثناء تأكيد أنها استهدفت فندقين في مدينة البتراء. وامتنعت المصادر ايضاً عن تأكيد أو نفي ما نشرته مجلة "تايم" الاميركية الاسبوع الحالي من ان السلطات الاردنية افشلت مخططاً لتنظيم "القاعدة" الشهر الماضي استهدف تفجير السفارات الاردنية والبريطانية والاميركية في بيروت. وكانت السلطات اللبنانية نفت النبأ لدى اعلانه من عمان الشهر الماضي، إلا أنها لم تعلق على النبأ ذاته بعد اعادة نشره في المجلة الاميركية. وذكرت المجلة ان الاجهزة الامنية الاردنية رصدت مكالمة هاتفية جاء فيها اشارة الى "عرس كبير"، وهو ما افترضت السلطات انه يشير الى عملية ارهابية. وذكرت "تايم" ان الاردن اصبح من اهم مصادر المعلومات الاستخبارية لمكافحة الارهاب بالنسبة الى الولاياتالمتحدة. ونقلت مصادر اردنية موثوق بها عن الرئيس الاميركي جورج بوش قوله اخيراً ان واشنطن تعتبر الاردن "أهم حليف لها في العالم بعد بريطانيا" في ضوء الموقف الواضح والصريح الذي تبناه العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى جانب الحملة الدولية ضد الارهاب بعد الاعتداءات التي تعرضت لها نيويوركوواشنطن. وتمكن الاردن خلال العقد الماضي من تفكيك اكثر من خمس شبكات وخلايا ارهابية تمت محاكمة عدد من اعضائها. وعقدت محكمة امن الدولة جلسة يوم الثلثاء الماضي للإستماع الى شهادة خبير للمتفجرات في قضية مجموعة "الخلايا" التي يحاكم فيها 13 شخصا تم العثور على متفجرات في بيوت بعضهم. واكد الخبير ناجح عزام من دائرة المخابرات العامة ان المواد الكيماوية التي عثر عليها تصلح لصناعة "متفجرات البدائية". ويواجه المتهمون وهو 12 اردنياً ومواطن مصري اتهامات بحيازة المتفجرات والتآمر للقيام بأعمال ارهابية ضد المملكة. وكان تم اعتقال افراد المجموعة العام الماضي. المعتقلون في الفيليبين وفي الفيليبين اعلنت الشرطة ان الاردنيين اُعتقلا في مانيلا، فيما اعلن الجيش ان العراقي اُعتقل في بلدة سلطان قدرات في اقليم مينداناو، على مسافة حوالي 870 كيلومتر جنوب شرقي مانيلا. وقال الناطق المحلي باسم الجيش الرائد خوليتو اندو ان المشتبه به العراقي اسمه محمد صبري سلامة، موضحاً انه اعتقل في منزله الذي طوقه حوالي 80 جندياً وناقلتا جند مؤللتان. وكان سلامة، المتزوج من فيلبينية مسلمة، يدرّس منذ 1998 في "المركز الاسلامي لحفظ القرآن" في قرية سمواي الواقعة قرب احد معسكرات جبهة مورو للتحرير الوطني الاسلامية، حسب عيد قبالو الناطق باسم الجبهة المتمردة. وتجري الجبهة مفاوضات سلام مع الحكومة. وقال اندو ان سلامة سمح للجنود بدخول منزله بصورة مسالمة. واضاف ان الجنود عثروا على مواد لصنع متفجرات وجوازات سفر استخدمها سلامة ليقدم نفسه كفلسطيني او اردني، ومعدات لتزوير وثائق السفر.