علمت "الحياة" ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ينوي عرض "أفكار مهمة" على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اثناء لقائهما في الكرملين الجمعة المقبل. وليس مستبعداً ان تقترح موسكو اجتماعاً اميركياً - روسياً - اسرائيلياً - فلسطينياً، في جنيف أو باريس. وبدأت بريطانيا تحركاً ديبلوماسياً لبحث امكان تجدد المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. وقالت مصادر مطلعة في موسكو ان الاجهزة المختصة في وزارة الخارجية الروسية تعد للاجتماع المرتقب بين بوتين وعرفات، وتمت استشارة العديد من المختصين والمستعربين والباحثين السياسيين في اقتراحاتهم للتعامل مع أزمة المسار الفلسطيني، وتقويمهم لأسباب فشل قمة كامب ديفيد. وذكرت المصادر ان الخارجية تعد مشروعاً يرجح ان يصاغ على أساس "أكثر من خيار"، على ان يكون القرار النهائي للرئيس بوتين. وأوضحت المصادر ان عمل الخارجية ينطلق من مجموعة أسس أبرزها: أولاً: ان بوتين مصمم على دور روسي فعال في التسوية السياسية، وليس دوراً شكلياً. ثانياً: ان الدور الاميركي، وتفرده في الإشراف على التسوية لم يؤديا الى نتائج ايجابية. ثالثاً: انجاح عملية السلام يحتاج الى جهد جماعي، لا بد فيه من دور للراعيين، الولاياتالمتحدةوروسيا، مع توفر دعم أوروبي كامل، على ان لا يأخذ الأمر شكل مبارزة مع الدور الاميركي، بل شكل المكمل له. وركزت المصادر على ان نقطة الضعف في موقف موسكو تتمثل في غياب الموقف العربي المطالب بدور روسي وجهد جماعي دولي. وقال ل"الحياة" نائب عميد معهد الاستشراق فلاديمير ايساييف الذي يعد من أبرز الخبراء الروس في شؤون الشرق الأوسط، ان "اخفاق" كامب ديفيد أدى الى عرقلة المفاوضات وتعقيدها بدلاً من "حلحلتها". وتابع ان موسكو تدرس اقتراحات لتفادي "الآثار السلبية" لكامب ديفيد، معرباً عن اعتقاده ان "المواضيع الشائكة لم يحن وقت معالجتها". وتوقع ديبلوماسي روسي ان تشمل المحادثات مع عرفات "تبادل آراء" في شأن اجتماع رباعي يعقده الجانبان الفلسطيني والاسرائيلي بمشاركة الدولتين الراعيتين لعملية السلام، في مدينة أوروبية. وذكر ان استضافة باريس هذا اللقاء سيكون تجسيداً للدعم الفرنسي، والأوروبي عموماً لهذه الجهود. ويُعتقد في روسيا ان هذا اللقاء يجب ان يسفر عن تحقيق "اختراق في المواضيع التي يمكن التوصل الى نتيجة سريعة فيها"، على ان يرجأ ولكن ليس حسب الاقتراحات الاسرائيلية أو الأميركية حل مشكلتي اللاجئين والقدس، ريثما تدرس اقتراحات بينها فكرة "عاصمة الدولتين" أو فرض اشراف دولي على المدينة. وشدد فلاديمير ايساييف على ضرورة تفعيل المسار السوري، مشيراً الى ان هناك "وضوحاً" في شأن ضرورة اعادة الجولان، والمطلوب مناقشة "اقتراحات عملية" تتعلق بمصير المستوطنات و"احتمال تسيير دوريات سورية - اسرائيلية - دولية تتحول الى ثنائية سورية - اسرائيلية ثم يجري تقسيم مناطق المسؤوليات". وشدد على ان التوصل الى حلول مقبولة على هذا المسار يتيح العودة الى "المشاكل الكبرى" في الملف الفلسطيني. ويتوقع ان تنصح موسكوعرفات ب"التريث" في اعلان الدولة الفلسطينية في مقابل وعود واضحة بانجاز ما تبقى من القضايا المرحلية والشروع في معالجة عدد من بنود الحل النهائي. وأكد ل"الحياة" السفير الفلسطيني في موسكو خيري عبدالفتاح أبو أيمن ان عرفات سيصل الى العاصمة الروسية ليل الخميس ويلتقي الجمعة بوتين ووزير الخارجية ايغور ايفانوف. وهذا أول لقاء لبوتين مع زعيم عربي، منذ توليه الرئاسة. تحرك بريطاني الى ذلك، يبدأ اليوم تحرك بريطاني لبحث امكان تجدد المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية باتجاه الحل الدائم. ويقوم اللورد ليفي المبعوث الشخصي لرئيس الوزراء توني بلير بجولة على المنطقة يبدأها بلقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك، ثم بلقاء عرفات لنقل رسائل من الزعيم البريطاني. واكدت الخارجية البريطانية ان اللورد ليفي سينقل رسالة من بلير الى كل من الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله. ولن يزور ليفي سورية هذه المرة. وتقتصر مهمته على المسار الفلسطيني، وأوضح انه سيثير مع عرفات مسألة اعلان الدولة.