تحت عنوان مهرجان "الحب للأرض والإنسان"، وتكريماً للريادة والابداع الشعريين، أقيمت في مدينة القطيف بالسعودية، مساء الأربعاء الماضي حفلة تكريم للشاعر عبدالله الشيخ علي الجشي، في حضور حشد من أدباء المملكة والبحرين، ليتحول المهرجان ملتقى للأحبة والأصدقاء، وفرصة للتواصل الأدبي الذي أضعتفه انشغالات الناس ومتطلبات الحياة. بدأت الحفلة بكلمة للشيخ حسن الصفار، تطرق فيها الى أهمية تكريم المبدعين. وتحدث الشيخ عبدالكريم الجهيمان الذي حضر الحفلة على رغم كبر سنه عن علاقته بالجشي وذكرياتهما أثناء عملهما في شركة الخط للطباعة والنشر واصدارهما جريدة "أخبار الظهران"، التي كانت منبراً جريئاً للفكر الوطني والحر. وتحدث في الحفلة الدكتور علي عبدالقادر، ويوسف الشيخ يعقوب حول ذكريات شخصية مع الجشي الصديق ومحمد رضي الشماسي عن الجشي الشاعر والناثر، معدداً نتاجاته وسارداً شيئاً من تاريخه وبعض الدراسات والكتب التي تناولته بالذكر والنقد. وقدم الدكتور عبدالله الغذامي شهادة ألقاها بالنيابة عنه حسن المصطفى، تحدث فيها الغذامي قائلاً: "حينما نتكلم عن عبدالله الجشي فنحن لا نتكلم عن شاعر يكتب الشعر الجميل ليطربنا، ولكن نتكلم عن حلم وطني يحمل وطناً في قلبه، ويمتلك حلماً كبيراً لهذا الوطن، وكم هو عيب كبير في حقه وحق الوطن وحقنا ان نتكلم عنه حينئذ بلغة النقد البارد، والمتنطع بالعلمية والموضوعية. ان محبتي لهذا الرجل هي محبة لهذا الوطن، لأن ما يحمله الجشي في قلبه، وما يقوله في شعره، وفي لقاءاته هو ما أجده في نفسي، ولذا فالجشي ضميرنا غير المستتر". هو ضميرنا الناطق، وهو سعي لتجسيد حلمه في الكلمة، وفي التسمية، وفي الحس الحي المتحرك". وتحدث محمد رضا نصرالله عن ذكريات لقائه ببنت الشاطئ في مكتب توفيق الحكيم وسؤالها عن الشاعر البارع الذي ألقى عليها نصاً شعرياً هي والوفد المصري الذي زار القطيف، مسترجعاً ذكريات تعود للعام 1951 حينما زارت بنت الشاطئ وزوجها أمين الخولي القطيف. وكانت هناك نصوص شعرية للشاعرين حبيب محمود وثريا العريض التي شاركت بنص حمل عنوان "سبعة ايقاعات لتغريبة ابن القطيف"، ألقاه بالنيابة عنها الشاعر شفيق العبادي، وجاء فيه: نسغ هذا الكون مرهون بخطو الشعراء نبضاتٌ من رؤاهم لفحات من هواهم نفحات من غناء حيثما تختلج الأحلام شوقاً ورواء فتحيل القفر زهراً والمسافات ضياءَ كما ألقى الشاعر مصطفى أبو الرز نصاً شعرياً، اضافة الى نص شعري بعنوان "قطيف"، للشاعر البحريني حسين السماهيجي، جاء فيه: قطيْفُ... قطيْفُ... ما الذي تحلمينَ به...؟! شاعرٌ يتماثل للبوح عن جسدٍ صرعته النبوءة... بحر يرش بملح المحارة نهديك... يا بنة عشتار...!! قطيف...!! تمددت بالقرب منك فأرخي قليلاً ومدي على جسدي بردتين يا بنة عشتار...!! أرخت في مقلتيك لغاتي فأرخي قليلاً... أميطي اللثام عن الأفق واحكي... وفي الختام ألقى الشاعر كلمة شكر فيها الحضور قبل ان يتسلم دروعاً تقديرية وهدايا.