كابول، إسلام اباد، لندن، شيكاغو - رويترز، أ ف ب - أعلن سفير حركة "طالبان" في إسلام آباد عبدالسلام ضعيف أمس أن أسامة بن لادن لم يعد في منطقة خاضعة لسيطرة "طالبان"، لكنه أكد في وقت لاحق أن بن لادن "ضيفنا وسنحميه حتى اللحظة الأخيرة"، على رغم قوله إن الحركة "لا تعرف مكانه". وكان ضعيف قال في مقابلة مع الوكالة الأفغانية للأنباء، التي تتخذ من باكستان مقراً لها: "لا أعرف أين هو، ولا أعرف إذا كان في مناطق أخرى من البلاد، أو هل غادر أفغانستان. لكنني أعلن أنه ليس في منطقة تقع تحت سيطرتنا". وفيما أكدت "طالبان" مقتل الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة" محمد عاطف أبو حفص المصري، أعلن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أن الضربات العسكرية على أفغانستان تثير شقاقاً بين الحركة والتنظيم الذي يتزعمه بن لادن. ولدى عودته من كويتا غرب باكستان إلى إسلام آباد أمس، قال سفير "طالبان": "بن لادن ضيفنا وسنحميه حتى اللحظة الأخيرة، ولا نعرف مكانه". وتشير تصريحات ضعيف إلى أن بن لادن ربما تسلل من مناطق سيطرة الحركة ليحاول الهرب من القوات الأميركية الخاصة التي تتقدم نحو المعاقل المتبقية ل"طالبان". وأعلن وزير داخلية "تحالف الشمال" يونس قانوني أمس ان بن لادن لا يزال في أفغانستان على بعد نحو 130 كيلومتراً شرق مدينة قندهار الجنوبية. وقال: "لديه مخيمات تدريب هناك وتحصينات تحت الأرض". وتوجد بلدة ماروف على بعد نحو خمسين كيلومتراً من الحدود الباكستانية في أقصى شرق ولاية قندهار. وكان قانوني يرد على إعلان مسؤولي "طالبان" أن بن لادن لم يعد موجوداً في المناطق التي تسيطر عليها. ورأى أن الحركة "تحاول عبر بث هذه المعلومات خداع المجتمع الدولي ليوقف قصفه الجوي". وكشفت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أمس أن القوات البريطانية والأميركية الخاصة ضيقت نطاق البحث عن أسامة بن لادن إلى مساحة 78 كيلومتراً جنوب شرقي أفغانستان. وأضافت ان هذه القوات نقلت بمروحيات إلى المدخل الجنوبي لتلك المنطقة قرب قندهار معقل "طالبان"، لمنع بن لادن من الهروب إلى باكستان. ونقلت عن مصدر في الاستخبارات العسكرية البريطانية ان بن لادن "قابع" في مكان ما جنوب شرقي قندهار. وأضاف: "لأسباب مختلفة بإمكاننا أن نكون واثقين من أنه لا يمكنه التحرك بعيداً". وقال وزير الدفاع البريطاني جوف هون إن "الخطة كانت ولا تزال تقضي بتقليص المنطقة التي يقيم فيها بن لادن". أما وزارة الدفاع البريطانية فأكدت أن ليس بإمكانها تأكيد تقارير عن أن القوات الخاصة ضيقت نطاق البحث عن بن لادن. إلى ذلك، أكد عبدالسلام ضعيف مقتل محمد عاطف، أحد أقرب مساعدي بن لادن. وقال إن الرجل الثالث في تنظيم "القاعدة" توفي متأثراً بجروح اصيب بها خلال قصف استهدف كابول. وأقرت الوكالة الأفغانية للأنباء بأن "طالبان" لم تعد تسيطر سوى على أربع ولايات في أفغانستان من أصل 32 وهي هلمند جنوب وزابول جنوب شرق وأوروزغان وسط جنوب وقندهار جنوب. رامسفيلد إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الأميركي ان الحملة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان تثير شقاقاً بين "طالبان" وشبكة "القاعدة"، على رغم الاتفاق في الرأي بين بن لادن وملا محمد عمر زعيم الحركة. وقال رامسفيلد في مقابلة مع صحيفة "شيكاغو صن تايمز": "التنظيمان لم يعودا على وفاق، فعندما تكون الأمور صعبة مثلما هي الآن، تؤدي إلى توتر في العلاقات... وهي توترت فعلاً". ونقلت الصحيفة عن رامسفيلد قوله إن تصريحات ملا عمر تبدو مشابهة أكثر لآراء بن لادن المتطرفة والمهددة للعالم. وسُئل هل هناك زعماء غير أفغان في "القاعدة" يقولون إن الهجمات تسبب توتراً، فأجاب: "إن هذه القضية ظاهرة في شكل واضح، وبعض الأفغان لا يحب ذلك". وأفادت الصحيفة ان رامسفيلد امتنع عن تحديد هل يفضل اعتقال بن لادن حياً، ورجح أنه لا يزال موجوداً في أفغانستان، لكنه سلم بأنه لا يعرف مكانه، أو حتى ما إذا كان حياً. وزاد: "ربما كان في نفق قصفناه، ولم نكن نعرفه".