يتابع القاضي الاسباني في المحكمة الوطنية بالتاثار غارثون تحقيقاته مع المعتقلين المشتبه في انتمائهم الى "الخلايا النائمة" التابعة لمنظمة "القاعدة" التي يتزعمها أسامة بن لادن. وقال ان عملية الاستنطاق الأولية ستنتهي خلال 24 ساعة على ان يُحال من يثبت ضلوعه بنشاطات ارهابية على المحاكمة السبت المقبل. وذكرت وكالة رويترز ان الشرطة تطارد ثلاثة اخرين من المجموعة هم ابو محجن قاتل في الشيشان والبوسنة وخضع لعملية تجميل في مدريد سنة 1999 وعمر دغيث وايان فروست. وافيد ان رئيس الشبكة التي فككت صباح الاربعاء تضم عماد الدين بركات الملقب "ابو دحدح"، وهو عامل بناء سوري الأصل، يحمل الجنسية الاسبانية شأنه شأن سبعة من مواطنيه. والباقون تونسي وجزائري واسباني اعتنق الاسلام كان تزوج مواطنة مسلمة طلقها قبل مدة قصيرة ويعلن بشكل مستمر تأييده لنظام "طالبان". وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر اسبانية مطلعة ان عملية "التمر" الأمنية التي أدت الى اعتقال 11 شخصاً في مدريد وغرناطة ما زالت مفتوحة، أكدت مصادر سورية مطلعة ان بركات مطلوب من اجهزة أمن بلاده نظراً الى نشاطاته مع المتطرفين الاسلاميين منذ سنوات، وانه لم يزر سورية ولم تكن له أي علاقة مع سفارة بلاده منذ قدومه الى اسبانيا. وعلقت قائلة: "ان اوروبا اصبحت ملجأ آمناً للذين تلاحقهم عدالة بلادهم من دون ان تتحقق اجهزتها الأمنية من نوعية نشاطهم ودرجة مسؤوليتهم. وقد تأكد هذا الأمر أخيراً في المانيا وبريطانيا وحتى اسبانيا وهذا ما ينطبق على عدد من السوريين الذين يعيشون على أراضي هذه البلدان". وتعتقد مصادر التحقيق بأن بين الموقوفين من لا علاقة له بكل الاتهامات التي يوجهها القاضي غارثون للموقوفين الذين يلاحق بعضهم منذ العام 1996 عندما كان يحقق في عمليات قامت بها "الجماعة الاسلامية المسلحة" الجزائرية وكان على وشك اعتقالهم عام 1998. لكن الخبراء الأمنيين آثروا مراقبتهم لمدة أطول لاعتقال أكبر عدد منهم. وتضيف ان هذه التحقيقات أوصلته الى اكتشاف وجود أحد اعضاء منظمة "حماس"، وهو فلسطيني كان يرأس مجموعة اسمها "التحالف الاسلامي" انقسمت على بعضها لاحقاً. واتهم الشبان فيها من يكبرهم عمراً بأنه أصبح من "الاسلاميين المعتدلين" بعد مطالبته بالتروي، وآثروا تأسيس مجموعة تهدف الى القيام بأعمال عنف تحت اسم "جند الله". وكان هؤلاء نواة لمنظمة "المجاهدين" التي ينتمي اليها معظم المعتقلين. وتشير مصادر التحقيق إلى أن تهمة الدعم اللوجستي الذي قدمه "أبو دحدح" لمنظمة "القاعدة" ثابتة نظراً الى انخراطه في وقت سابق في منظمة "نكات ول الكرامات" الافغانية التي تعتبر نواة ل"القاعدة" عندما زار بيشاور.