دعا عضو الكونغرس الأميركي داريل عيسى قيادة "حزب الله" إلى القيام بعملية "إعادة هيكلة" داخلية و"نبذ الإرهاب"، بعدما أكد "حقه في القيام بعمليات المقاومة في جنوبلبنان"، وان عناصر الحزب لم تقم بأي عمل إرهابي منذ العام 1991. وكان عيسى يتحدث بعد لقائه ووفد من الكونغرس يضم نك رحال وجون كوكسي وبراين كيرنس، الدكتور بشار الأسد في أول لقاء للرئيس السوري مع وفد من الكونغرس الأميركي منذ تسلمه الحكم. وسألت "الحياة" عيسى هل بحث في موضوع "حزب الله" مع الرئيس الأسد، فأجاب: "لم نناقش هذا الموضوع، ولا موضوع وجود الحزب على القائمة الأميركية للمنظمات الارهابية، إذ أن اللقاء الذي استمر ساعتين ركز على العلاقات بين سورية وأميركا وفتح حوار بيننا، وعلى استئناف مفاوضات السلام مع اسرائيل واعادة الجولان الى سورية". وأوضح رداً على سؤال آخر ان المحادثات التي يجريها الوفد في بيروت اليوم ستشمل لقاءات مع "المسؤولين الشرعيين فقط"، مما يعني استبعاد لقاء مع الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله. وفي مؤتمر صحافي عقد في منزل السفير الاميركي في دمشق تيدور قطوف، جدد عيسى تأكيد الموقف الذي اعلنه خلال زيارته بيروت في تشرين الاول اكتوبر، داعياً قيادة "حزب الله" إلى "عملية اعادة هيكلة وان يطور الحزب نفسه وينبذ الارهاب، ويحدد عمله في الأراضي المحتلة"، بعدما لاحظ قيامه ب"نشاطات انسانية في جنوبلبنان". ولفت إلى "حقه في مقاومة الاحتلال بحسب شرعة الأممالمتحدة"، مؤكداً أن عناصر الحزب "لم تقم بأي عمل ارهابي منذ العام 1991". وقال كوكسي: "عندما يستهدف الارهابيون العسكر فهذا هدف مشروع، لكن استهداف المدنيين عمل ارهابي وغير مشروع". وأشار عيسى الى كلام الأسد على "ضرورة فتح حوار بين اميركا وبقية العالم" بعد أحداث 11 ايلول سبتمبر الماضي، مؤكداً أن الوفد "وجد الأسد منفتحاً لاستئناف مفاوضات السلام" المجمدة منذ بداية العام الماضي. وسئل أعضاء الوفد عن احتمال ضرب أي دولة عربية، فأجاب: "بعض المتشددين في أميركا يريد ذلك، لكن نائب الرئيس دك تشيني حسم الموضوع، حين قال إن أي عمل لن يحصل ضد أي دولة اذا لم يتوفر دليل قاطع على تورطها بالإرهاب". قصة مشروع اللقاء وفي بيروت أوقفت المساعي المبذولة لدى "حزب الله" لاقناعه باستقبال وفد الكونغرس، بناء على قرار اتخذه اعضاء "شورى القرار" في الحزب، وبعد مداولات خصصت للنظر في استعداد اعضاء الوفد للقاء نصرالله. وفي معلومات "الحياة" ان المساعي لعقد اللقاء بدأت في أيلول الماضي، عندما زار عضو الكونغرس، اللبناني الأصل، داريل عيسى لبنان وأبدى رغبة في مثل هذا اللقاء، عبّر عنها اثناء اجتماعه بنائب رئيس الحكومة عصام فارس، الذي نقل الرغبة الى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، مشيراً الى امكان حصول اللقاء إما مع نصرالله أو مسؤولين آخرين في الحزب. ونقل عن فارس قوله لرعد انه غير مكلف ترتيب مثل هذا الاجتماع أو القيام بدور الوسيط، بمقدار ما انه شعر بوجود رغبة لدى عيسى، مما دفعه الى نقلها للحزب لدرسها واتخاذ القرار المناسب. ونقل رعد بدوره هذه الرغبة الى نصرالله، الذي بحثها في اجتماع لأعضاء شورى الحزب. لكن الفكرة لم تلق حماسة لاعتبارات أبرزها ان التوقيت غير ملائم وان الجو السياسي المترتب على الحرب الأميركية في أفغانستان لا يشجع على عقد اللقاء، إضافة إلى ان الحزب لا يريد الايحاء بأنه يركض وراء عقده لتخفيف الحملات الأميركية ضده. كما ان قواعد الحزب لا تزال مشحونة ضد السياسة الأميركية، وبالتالي لا تتقبل عقد لقاء مباشر مع الأميركيين. وأفادت مصادر مطلعة عن رأي آخر داخل الحزب يدعمه عدد من نواب الكتلة، ينطلق من ان لا مانع من عقد اللقاء ما دام الحزب باشر منذ فترة حركة ديبلوماسية نشطة، تجلت أخيراً بالانفتاح على المجموعة الأوروبية. واعتبر أصحاب هذا الرأي ان مجرد ابداء عيسى الرغبة في عقد الاجتماع يعني وجود استعداد أميركي ولو محدود لمعاودة النظر في موقف واشنطن من الحزب، من خلال التسليم به كقوة سياسية. ورأى هؤلاء ان اللقاء لن يبدل مواقف الحزب حيال الادارة الأميركية، ولن يعطي انطباعاً بأنه يمهد لصفقة ما دام سيتم علناً، وسيتيح لقيادة الحزب شرح موقفها، دحضاً للاعتقاد السائد لدى الأميركيين بأنه منقسم الى ثلاثة أجزاء، تتوزع بين الأمن والمقاومة والسياسة. وانتهى النقاش عند التوجه الذي حدده مجلس "شورى الحزب" برفض الاجتماع، وأبلغ ذلك الى فارس الذي ذكرت أوساطه أن أعضاء وفد الكونغرس لم يطلبوا رسمياً اللقاء بل ابدوا استعداداً كان وراء مبادرته الى نقل الرغبة.