قالت مصادر في "لقاء قرنة شهوان" الذي يضم عدداً واسعاً من القيادات المسيحية المعارضة، ان البيان الذي أصدره أول من أمس، وأكد فيه ثوابت مواقفه من الوجود السوري في لبنان ومطلب ارسال الجيش اللبناني الى الجنوب، بعد طول غياب، هدفه التذكير بأنه لا يزال على مواقفه الأساسية، بعدما كانت الظروف التي شغلت لبنان والعالم إثر احداث 11 أيلول سبتمبر الماضي ركزت الاهتمام على قضايا أخرى. وذكر مصدر قيادي في "لقاء قرنة شهوان" ل"الحياة" ان "موضوعي اعادة الانتشار السوري وإرسال الجيش، لن يكونا المادة الأساسية التي سيبني عليها اللقاء سياسته في المرحلة المقبلة، بل انه سيركز على الانتقال من موقع الاعتراض والمعارضة، الى موقع لعب دور فاعل في دعوة المسيحيين في لبنان والمنطقة العربية الى لعب دور اساس في تغيير نظرة الغرب الى المنطقة والمسلمين، والى ان يساهموا في ايجاد سبل تطوير العلاقة الغربية العربية في اتجاه المزيد من الحداثة". وأضاف ان "اعضاءه لن يقوموا بمعركة حول المسائل القديمة الآن، بل يعطون الأولوية لأهمية دور لبنان كنموذج للعيش المشترك المسيحي الاسلامي من اجل التأكيد للغرب ان تداعيات 11 أيلول يجب ان تدفع المجتمع الغربي الى التعاطي مع المسلمين كمساحة واسعة تتوق الى العدالة والتفاعل الحضاري بدليل تجربة مسيحيي لبنان والمنطقة، وان على الغرب ان يتخلى عن نظرة التعاطي مع مسلمي العالم والعرب على انهم منبع الارهاب". وذكر القيادي نفسه ل"الحياة" ان بيان قرنة شهوان تناول مسألة الوجود السوري وإرسال الجيش الى الجنوب لأسباب محلية صرفة لأن بعض الوسط المسيحي اخذ يشيع ان اللقاء تراجع عن مواقفه وآرائه وان الدولة استوعبت بعض قادته وانها تسعى الى ايجاد بدائل له. وبالتالي فإن التشديد على الثوابت هدفه الرد على "بعض التهويل الاعلامي" ضد اعضاء اللقاء. وكان البيان الطويل الذي صدر عن اللقاء تضمن عشر نقاط، تناول في الجزء الأول منه دوره في الدفاع عن الديموقراطية والحريات في لبنان وأشار الى استمرار توقيف احد اعضائه الدكتور توفيق الهندي، ثم تناول التطورات على الصعيد العالمي فأبدى خشيته "من تحول الحرب على الارهاب الى صدام بين مجموعات بشرية كبرى". ودعا البيان "المسيحيين في لبنان والشرق العربي الى مواجهة النزعة المستجدة في الغرب، والتي تنظر الى المسلمين كأنهم يشكلون تهديداً، وتؤدي الى رسم حدود دامية بين المسلمين والمسيحيين". ودعا "المسلمين في لبنان والعالم العربي، الى التصدي لنظرية الحرب الدينية التي يدعو اليها بعض المتطرفين". كما طالب بتجديد دور لبنان الذي استطاع أن يكون قسمة مميزة كنموذج يحتذى به في اغناء الحضارة العربية والانسانية". ورأى ان "الحرب الأميركية على الارهاب تحمل أخطاراً كبيرة، ولعل الخطر الأكبر الذي قد تتمخض عنه هو احتمال انزلاقها لتتحول الى صراعات قد تحدث فرزاً جديداً في العالم يحل مكان الفرز الذي كانت احدثته الحرب الباردة". وأضاف ان "اللبنانيين يتخوفون من ان تتحول الحرب على الارهاب الى صدام بين مجموعات بشرية كبيرة"، مؤكداً "التمييز بين الارهاب والمقاومة التي ناضلت لتحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي". وجدد "اللقاء" مطالبته ب"ضرورة تصحيح العلاقة اللبنانية السورية واخراجها من دائرة الجدل كي لا تفسح في المجال أمام أحد وخصوصاً في هذا الظرف الخطير، لاستغلال المشكلة القائمة بين البلدين، من خلال اعادة انتشار الجيش السوري". ودعا السلطة اللبنانية الى "الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية، وتوحيد الموقف من تداعيات الاحداث الأخيرة ووضع خطة متكاملة لمواجهتها، واعادة تأهيل نفسها والتصدي لعناصر الفساد، ورفع اليد عن القضاء لجعله سلطة مستقلة وفقاً لأحكام الدستور، واعادة مؤسسات الدولة الى الجنوب وخصوصاً الجيش، حماية للشعب والأرض وتجسيداً لعودة الجنوب الى رحاب الوطن، والعمل مع سورية على ترسيم الحدود في منطقة مزارع شبعا وايداعه الأممالمتحدة وفقاً للأصول الدولية المتبعة". واعتبر ان "استقرار المنطقة رهن بقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس، واستعادة الجولان ومزارع شبعا وقيام سلام عادل وشامل وفقاً للقرارات الدولية".