نفى مدير الديوان الرئاسي في روسيا نيكولاي بورديوجا امس الخميس احتمال إقالة حكومة رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف، لكنه اعترف بوجود محاولات "للايقاع" بينه وبين الرئيس بوريس يلتسن. واعرب عن "قلقه" من حملة ضارية، قال انها تشن ضد الحكومة، فيما أكد بريماكوف ان "المغرضين" يسعون الى استغلال التعثر في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. وبثت قنوات التليفزيون الروسية صباح امس نبأً نسبته الى مصادر رفيعة المستوى ذكرت ان يلتسن طلب من رئيس الوزراء اقصاء نائبيه اليساريين يوري ماسليوكوف وغينادي كوليك في غضون عشرة أيام. ولمحت الى ان رئيس الدولة سوف يقصي بريماكوف نفسه اذا لم يمتثل لإرادته. وعلى الفور، صدر نفي الدائرة الصحافية، ثم عقد مدير الديوان مؤتمراً صحافياً طارئاً قال فيه انه "لا يعرف عن أي تغييرات في الحكومة". وشدد على ان يلتسن لم يكلفه بأي اجراء في هذا السياق. ومن دون ان يذكر اسم البليونير بوريس بيريزوفسكي الذي كان تحدث عن "خلاف راديكالي" بين بريماكوف ويلتسن، قال بورديوجا انه "لا توجد تناقضات جدية" بين الرئيسين. وأضاف انه يشعر بالقلق بسبب تزايد المواد التي تنشر في وسائل الاعلام وتتضمن انتقاداً للحكومة، ولكنه زاد: "لا استطيع ان أقول من أي مركز توجه هذه الحملة وما إذا كان هناك مركز". وما لا يعرفه مدير الديوان أصبح مكشوفاً للجميع في موسكو، اذ ان بيريزوفسكي وأنصاره من الاصلاحيين "الراديكاليين" يسيطرون على كل وسائل الاعلام ويديرون منذ اسبوع حملة منظمة واسعة النطاق ضد بريماكوف وحكومته عبر قنوات التليفزيون... الحكومية. وكشف بورديوجا تفاصيل مثيرة عن لقاء يلتسن وبريماكوف عشية نقل الرئيس الى المستشفى. وأوضح انهما رصدا "محاولات للايقاع بينهما" ولذا قررا مخاطبة الشعب عبر التليفزيون للتأكيد على وحدة مواقفهما. ولكنه أضاف ان مقطعاً "حذف لأسباب تكتيكية" من حديث الرئيسين وكان يلتسن أكد فيه ان "الحكومة تبذل أقصى الجهود للخروج من الأزمة". وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان ابنة الرئيس كاتيان كانت وراء حذف هذا المقطع وعبارات أخرى انتقد فيها يلتسن الاعلام المناوئ للحكومة. ومن جهة اخرى، أكد الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف ان حزبه "لا يتشبث" بالكراسي الحكومية، ولكنه حذر من احتمال ان "يتكرر مع بريماكوف ما حصل للرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف الذي نحيّ عن منصبه حينما كان يقضي اجازته. واكد ان "مجموعة بحرية" يقودها بيريزوفسكي تسعى الى "الانتقام" واغتصاب السلطة مستغلة مرض رئيس الدولة و"عجزه" وتعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي. ومن مصيف سوتشي أدلى بريماكوف بتصريح اعترف فيه بأن المفاوضات مع الصندوق في شأن منح روسيا قرضاً لتسديد ديونها الخارجية "ليست سهلة". وقال ان موسكو تقدم تنازلات "ولكن هناك حدوداً" وشدد على ان المفاوضات "تجرى في خط متصاعد" وأشار الى ان محاولات "تضخيم" العثرات التي تواجهها، تستهدف "أغراضاً معينة". وأشار رئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف الى حملة منسقة لزعزعة الاستقرار وكسر التوازن السياسي، ودعا الى اجتماع عاجل عقده مساء أمس قادة الكتل البرلمانية لبحث الأوضاع في البلد.