لندن - "الحياة"، رويترز - تحاول الولاياتالمتحدة خفض اعتمادها على النفط الوارد من دول "اوبك" في حين استعاد خام القياس "برنت" بعض خسائره امس وارتفع الى 18.02 دولار للبرميل في عقود كانون الثاني يناير التي جرت بعد ظهر امس في بورصة النفط الدولية في لندن. وكان الخام خسر نحو 4 دولارات بين الجمعة في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر والخميس، اول من امس، في حين كان خسر اكثر من 14 دولاراً بين 11 ايلول سبتمبر ونهاية عقود تشرين الثاني. وحقق البرميل من "سلة اوبك" اول من امس سعر 16.19 دولار بخسارة تصل الى نحو دولارين عن اقفال الاربعاء وخسارة نحو 11 دولاراً عن المستوى الذي تحقق في 11 ايلول الماضي. وكان روبيرت بريدل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية رفض التحذيرات والتوقعات التي اطلقها وزير النفط الكويتي عادل الصبيح عن انهيار متواصل لاسعار النفط في ضوء استمرار المخاطر التي تهدد الامدادات النفطية. وقال ل"رويترز": "ان وكالة الطاقة الدولية تعتقد ان السوق تتمتع بإمدادات جيدة وتتوقع شتاء عادياً مع فرصة لخفض السحب من المخزونات عن المعدلات المعتادة. الا انه اشار الى ان المخاطر التي تكتنف الامدادات الى الاسواق لا تزال كبيرة وان موجة برد شديدة او توقف صادرات النفط العراقية عند انقضاء اجل اتفاق النفط مقابل الغذاء قد يُغيران الصورة العامة للموقف في السوق وهى عوامل من شأنها ان تحد من تدهور الاسعار. وقال: "لا احد يعرف معرفة يقينية وسط هذا الوضع السياسي الغامض الكيفية التي سيرد بها الذين يملكون مخزونات... فربما يريدون الاحتفاظ بمخزوناتهم ولا يمكننا التأكد من طريقة عمل السوق". وسجلت المخزونات النفطية للدول الاعضاء في منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي في نهاية ايلول زيادة قدرها 47.7 مليون برميل مقارنة مع مستوياتها العام الماضي، كما انها تقترب من اعلى نطاق لها في خمسة اعوام في تحول كبير عن العام الماضي عندما تسببت الامدادات الهزيلة لوقود التدفئة في صعود اسعار النفط الى اعلى مستوياتها في عشرة اعوام. وحسب محللين لشؤون النفط في لندن قد يعقد وزراء النفط في دول "اوبك" مشاورات هاتفية خلال رمضان تمهيداً لاجتماع قد يُعقد مطلع كانون الثاني او بعد عيد الفطر للنظر في اتخاذ خطوات لدفع الاسعار الى الاعلى من بينها تشديد الالتزام بالحصص الانتاجية وعدم خرقها. ويُعتقد ان الولاياتالمتحدة تشجع شركاتها النفطية العملاقة على التنقيب عن النفط واكتشاف الآبار خارج منطقة الخليج لانها لا تريد ابقاء اعتمادها على الواردات الخليجية 2.489 مليون برميل يومياً عند حدودها الحالية البالغة نسبتها 25 في المئة من الواردات. يُشار الى ان الولاياتالمتحدةوبريطانيا خفضتا منذ عام 1980 اعتمادهما على النفط الذي تنتجه دول "اوبك". وكانت الولاياتالمتحدة تستورد 62 في المئة من حاجاتها من النفط من المنظمة لكن النسبة انخفضت عام الفين الى 46 في المئة. كما خفضت بريطانيا نسبة استهلاكها من نفط "اوبك" بين التاريخين من 60.4 الى 12.6 في المئة العام الماضي. ومع ان الصادرات الروسية الى الولاياتالمتحدة لا تزيد حالياً على 72 الف برميل يومياً الا ان الشركات الروسية المتحالفة مع شركات غربية في مشاريع الطاقة في الدول التي كانت تشكل سابقاً الاتحاد السوفياتي تطمح بالحصول على حصة قد تصل الى مليون برميل يومياً في اسواق الولاياتالمتحدة. ويصل الاحتياط في دول الشرق الاوسط والخليج الى 649 بليون برميل مقابل 69 بليوناً في وسط اميركا وجنوبها و66 بليوناً في روسيا وشرق اوروبا و59 بليوناً في الشرق الاقصى و28 بليوناً في مكسيكو و22 بليوناً في الولاياتالمتحدة و18 بليوناً في غرب اوروبا و6 بلايين برميل في كندا.