في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر اسلامية مطلعة ان غالبية الذين اعتقلتهم الشرطة الاسبانية الثلثاء الماضي ينتمون الى "حزب التحرير"، اكدت مصادر قضائية تابعة للمحكمة ان هؤلاء أعضاء في مجموعة "المجاهدين" القريبة الى تنظيم "القاعدة" التابع لاسامة بن لادن، والتي يتزعمها في اسبانيا عماد الدين بركات الملقب "أبو دحدح" ومواطنه جاسم مهبول الملقب أبو محمد اللذان جاءا الى اسبانيا لخلافة مصطفى ست مريم نصر الملقب "أبو مصعب" الذي غادر الى افغانستان. وذكرت ان هذه المجموعة ترتبط بشكل مباشر بعدد من المنظمات المتطرفة الموجودة في أوروبا بأسماء مختلفة. وكانت مصادر أمنية اشارت الى علاقة هؤلاء برفاق لهم في اندونيسيا وماليزيا وتركيا والأردن. وأوضحت ان احد شرائط الفيديو التي تم ضبطها معهم بدا فيها مساعدون لبن لادن كانوا حاربوا في البوسنة والشيشان وزاروا اسبانيا واستعملوا فيها بطاقات ائتمان مزورة أو مسروقة، بينهم عمر الدقيس وايان فروست و"أبو محجن" الذي نزل ضيفاً على "أبو دحدح" في منزله وخضع لعملية جراحية في عينه اليمنى في احدى عيادات مدريد في 16 آذار مارس 1999. ويواجه المحققون الاسبان صعوبات في تحديد هويات بعض المعتقلين بسبب انقطاع علاقاتهم مع بلدانهم الأصلية منذ سنوات عدة واستعمالهم جوازات سفر وبطاقات ائتمان ووثائق مزورة تم ضبطها معهم، اضافة الى عدم خبرة السلطات الأمنية الاسبانية بهذا النوع من المنظمات غير الهرمية. يشار الى ان الاسباني الذي اعتقل بسبب انتمائه لهذه المجموعة لويس خوسيه غالان، كان مندوباً في الانتخابات الأوروبية لعام 1989 عن حزب "هيرري باتاسونا"، الذراع السياسي لمنظمة "ايتا" الباسكية الانفصالية. وأوضح المدير العام للشرطة الاسبانية ان هذا الأمر حصل قبل انتماء غالان الى "المجاهدين"، لكنه يؤكد ان عقيدة التطرف هي واحدة. ونفى ان تكون شرطة اسبانيا كثفت مراقبتها للمسلمين في اسبانيا في الأونة الأخيرة، لكنه أوضح ان المعتقلين كانوا سيسافرون الى باكستان الاسبوع المقبل.