لاس فيغاس الولاياتالمتحدة - أ ف ب - يشهد علم دراسة تطور الانسان البيولوجي انتشارا واسعا منذ اعتداءات 11 ايلول سبتمبر، اذ باتت المطارات ترغب في التمكن من التعرف بدقة الى الارهابيين عبر بصمة الاصبع وقزحية العين بينما تود الشركات ضمان اكبر قدر من الامان في مبانيها وانظمتها المعلوماتية. ولا يشكل صالون "كومديكس للمعلوماتية" المنعقد بين 12 و16 تشرين الثاني نوفمبر في لاس فيغاس نيفادا، غرب الولاياتالمتحدة استثناء لذلك. فالزوار يتدفقون بكثافة الى جناح عرض تقنيات التعرف عبر بصمات الاصابع او قزحية العين. وقال فلا كوترابا في منصة الشركةالسويدية "برسايز بايومتريكس": "قبل بضعة اشهر كان علم دراسة تطور الانسان بايومتريكس يعتبر هواية مسلية. ولكن منذ 11 ايلول بات ينظر اليه بمزيد من التقدير". وبدت الملاحظة نفسها لدى "ساجيم مورفو"، وهي الفرع الاميركي لمجموعة "مورفو" الفرنسية. وقال ممثل الشركة بيل كاليتن: "تلقينا طلبات من حكومات وبلديات وسلطات قضائية". ويتناول علم دراسة تطور الانسان كل المميزات الفيزيولوجية الخاصة بالشخص كالصوت وقزحية العين وبصمات الاصابع وكف اليد وملامح الوجه بغية التعرف اليه باكبر قدر ممكن من الدقة. واشار اشر ليفي المسؤول التجاري في شركة "سيكيوجان": "تسرق بطاقة هويتي وكلمة السر الخاصة بي ولكن بصمات اصابعي، لا". وبالتالي سيتمكن المسافرون في المطار من وضع اصبعهم على آلة لقراءة البصمات كلما وصلوا الى بوابة مغادرة. كذلك الامر بالنسبة الى الموظفين الراغبين بالدخول الى مكاتبهم وكمبيوتراتهم. وسيدخلون في الوقت نفسه بطاقة تحمل اسمهم ونسخة من بصمات اصابعهم في آلة الكترونية لوحة المفاتيح في حال تشغيل كمبيوتر لاثبات هويتهم. وسيبدا مطار أوهير الدولي في شيكاغو بتجربة نظام مماثل لمراقبة دخول موظفيه الى المناطق الحساسة كالمنطقة اللوجستية في محيط الطائرات وآلات نقل الامتعة. وقال رئيس مجلس ادارة مجموعة "اي. دي. اس." للخدمات المعلوماتية ديك براون: "ستتمكنون من التأكد من ان من يجلس بقربكم في الطائرة هو حقا من يدعي ان يكون". غير ان علم دراسة تطور الانسان ما زال يلاقي بعض التحفظ في ما يختص باحترام الحياة الخاصة. غير ان 86 في المئة من الاميركيين يؤيدونه بعد اعتداءات ايلول، بحسب ما افادت مجلة "نيوزويك". ولاحظ كاليتن من "ساجيم مورفو" ان "سوق علم دراسة تطور الانسان انبثق لتوه". واضاف احد زملائه فضل عدم كشف اسمه: "لا يحب الناس اعطاء بصمات اصابعهم فذلك يعطي انطباعا جرميا ويشعرون وكأنهم مشبوهون. كما ان شركات الطيران تخشى خسارة الزبائن اذا وضعت انظمة مماثلة". وتزود مطار شيبهول في امستردام مؤخرا بنظام تعرف عبر قزحية العين. بالتالي يستطيع رعايا الاتحاد الاوروبي الذين يخرجون غالبا من شيبهول الحصول على بطاقة تحمل "هوية" قزحيتهم. ويقفون في قسم الهجرة امام كاميرا تقارن قزحيتهم بمعطيات البطاقة ما يسمح لهم بالمرور بسرعة اكبر. ويرى بول موريس مستشار شركة "ايريديان تكنولودجيز" التي ركبت جهاز شيبهول ان "هذا النظام قد يكون اقل احراجا من بصمات الاصابع حيث انه لا يتطلب الاحتكاك باية آلة او لمسها".