تحت مظلة التكنولوجيا المتسارعة.. التي يحمي بها الانسان نفسه من ذرات التأخر المعلوماتي..... وفي خضم التقدم اللامتناهي ..يسعى الجميع ليواكب هذا التطور وان كان بأقل الامكانيات.... الكل يعلم مدى تطور علم البصمات وان في كل مرة تنطلق بوادر اكتشاف بصمة جديدة.. بصمة الاصبع ثم بصمة الرائحة وبصمة الصوت وبصمة الشعر وبصمة العين. سأتوقف هنا حيث بصمة العين.. مالا تعلمونه أن العين من أدق الاجزاء في جسم الانسان وتحتاج الى تعامل دقيق في كل الحالات..تركيبة العين تستوجب الاهتمام بها بشكل يومي.... وتقنية بصمة العين .. التى أذهلت عقول الكثير.. وكيف استطاعوا ان يصلوا الى أصغر نقطة في العين الدقيقه لتحديد فروقها عن العين الأخرى.. فقد قام العالم *دوغمان* باجراء 30 مليون عملية.. بين صفات القزحية للعيون.. وصورها الى بيانات رقمية فلم يعثر على قزحيتين متطابقتين حتى في الشخص نفسه.. ومن المثير للعجب ان نظام توزيع الألياف للعين تختلف حتى بين عيني التوائم من هنا تتجلى حكمة الخالق جل جلاله... فقد استطاعت التكنولوجيا المتسارعة ان تحقق نجاحات باهرة في بصمة العين والدقة في التعامل مع *بصمة اماميه* قزحية العين * Iris * *بصمة خلفية* وشبكية العين *retina* لكل بصمة هنا .. صفات مثيرة.. - بصمة قزحية العين: (Iris Scanning) فهي تعتمد على تصوير الحدقة وهو الجزء الملون في العين البشرية وتختوي على أكثر من 200 خاصية وتبقى ثابتة لا تتغير مدى الحياة ..وكذلك تتميز بأنها لا تستغرق أكثر من ثوان معدودة للتعرف على الشخص. علما بأن العدسات اللاصقة او النظارة الطبية لا تؤثر اطلاقا على دقة الصورة ..وهذا ما يجعلها أكثر دقة وأمنا من بصمة الشبكية..... أما بصمة الشبكية : (Retinal Scanning) تأتي مباشرة بعد بصمة القزحية من حيث الدقة والتمييز..شبكية العين في غاية التعقيد.. وتعتمد على تصوير خارطة الاوعية الدموية الخارجة من العصب البصري الى الشبكية.. حيث أثبت علماء التشريح أن مسار الأوعية الدموية يختلف من شخص لآخر في شكلها ومكانها وتفرعاتها الأربعة وتفرعاتها الثانوية بل إن مسارها في الشخص الواحد تختلف في العين اليمني عن العين اليسرى..وتظل خارطة االأوردة والعروق في الشبكية متغيرة خلال حياة الانسان.. وعلى الرغم من تغير أنماط الشبكية من خلال اصابتها بمرض السكري او المياه الزرقاء *Glacoma* او الاضطرابات للشبكية تضل ثابتة لا تتغير منذ الولادة حتى الموت.. ويتم التعرف على الشخص نظرا لطبيعتها الفريدة..كما ان لشبكية العين تطبيقات طبية من خلالها تكشف الأمراض المصاب بها الانسان من اول وهلة للعين.. ويمكن رؤية بصمة العين عن طريق جهاز يسمى "المصباح الشَقِّي"، والذي يستخدمه أطباء العيون، حيث إنه يصدر حزمة ضوئية تخترق العين بصورة مائلة لمعرفة الطبقات المكونة للعين، ويمكن لهذا الجهاز تكبير بصمة العين 300 مرة بل ورؤية القزحية الملونة، ومجمل التفاصيل التي يراها الطبيب مكبرة على الشاشة التليفزيونية هي البصمة. وأخيرا.......ينتهي الانسان من حيث بدأ.. والتقنية تبتدئ حيث تنتهي.. تلك معادلة بسيطة.. يجب ان نعيها جيدا.. .. إعجاز إلهى بديع..سبحانك يا مصور الخلق.. * جامعة الملك سعود