} ماذا يحدث لثقافة بلاد ترزح تحت حكم نظام شمولي؟ الباحث والكاتب العراقي المقيم في السويد سلام عبود يعرض في كتاب، يصدر قريباً عن "دار الجمل" كولونيا، ألمانيا، الأعمال الأدبية التي تصدر داخل العراق في هذه الأيام ويقدّم نقداً لها. يقول صدّام حسين: "الكلمة والبندقية فوهة واحدة". لكنه لا يقول لنا الى اي صدر تتوجه هذه الفوهة، ويترك مهمة توضيح ذلك للأدباء، وليس لقادة فرق الإعدام، على رغم ان صدّاماً هو اقدر الجميع في مجال التعبير عن نياته، لا فقط بحكم مسؤوليته، بل حتى بحكم مكانته الأدبية والثقافية المزعومة، التي وصفها حميد سعيد قائلاً: "ان صورة العلاقة بين القائد والمثقف العراقي، تبدو عسيرة على ادراك بعض المثقفين العرب والذين تعودوا ان يروا حكام بلدانهم، اما نحن فلسنا بقادرين على تبين ملامح الحاكم في صدّام حسين، وإنما نعرف فيه الأخ والرفيق والمعلم والقائد ... فللقائد قاموسه الدقيق في توصيف الأشياء حتى كأن علاقته باللغة مثل علاقة الصائغ الماهر بالذهب، وطالما فاجأتنا لغته وصوغه لأفكاره ... فهو يجمع بين دفق الشعر ودقة الفقه ... وباستمرار تكون المفاجأة في اوساط اهل الشعر وذوي الأدب اكبر مما هي عليه في اوساط سواهم" حميد سعيد - اوراق الحرب - ص124. فعلى رغم مواهب صدّام الأدبية الفذة تلك، إلا انه لم يُقدم على وضع تصنيف تفصيلي للأعداء. واكتفى "باختياره للأعداء اختياراً". وقد تنازل عن هذا الشرف ومنحه لمن هم ادنى منه مرتبة: للأدباء، وترك لهم الباب مفتوحاً، مانحاً إياهم حرية خاصة، هي اوسع ابواب الحرية الممنوحة لمواطن في بلادنا. وقد اهتبل بعضهم هذه الحرية البشعة فراح يتفنن في تقديم صوَر للأعداء المفترضين، ورحنا نجد ألواناً من الاعداء لا تخطر على بال او خيال. ومن بين اولئك الأدباء كان القاص عبدالستار ناصر سباقاً في مجال تحديد الأعداء، الذين يستحقون ان "يُصلوا بالنار"، فصنفهم كالآتي: "الغربان والمهرجين والتافهين ... والمرتزقة والطامعين". ومثل هذه التهم يندر وجودها حتى في قوائم الإعدام الموجودة في حوزة فدائيي صدّام. فإذا كنا قادرين على تحديد معنى ما لكلمتي الطامعين والمرتزقة، فمن هم الغربان والتافهون والمهرجون؟ ولماذا يجب ان يُصلوا بالنار؟ ان عبدالستار ناصر الذي دخل الحرب طوعاً، و"لم يرغمه احد على ذلك"، تطوع هنا ايضاً وتوسع وتبحبح في مجال رصد الاعداء، الى الحد الذي أدخل فيهم حتى الغربان. ان قائمة للعداء السياسي والاجتماعي على هذه الدرجة من السعة تجعل حتى جلاّدي مديرية الأمن العامة اقرب الى الملائكة. هذه صورة من صوَر ثقافة الحرب، يقدمها لنا أديب يصرّ دائماً على تذكيرنا بأنه "دائماً ممنوع من الكتابة ولكنه يحتال على الرقابة" الدستورية/ العدد 21 - كانون الأول/ ديسمبر 1996. اما الروائي جاسم الرصيف فيبدو اقل ابهاماً من الناحية السياسية في تحديده للأعداء، فهم في نظره: اضافة الى الإيرانيين طبعاً و"المرتزقة" و"العصاة" و"المخرّبين"، فهناك نجد ايضاً "الفارين من وجه العدالة، والمهربين والجواسيس" و"أصحاب المبادئ الإباحية" و"ذوي الأفكار البعيدة عن كل نظام" و"الهاربين من الخدمة العسكرية". حجابات الجحيم - ص40 وهذا التوسع في دائرة الأعداء يدعو الى الحيرة. فكاتب مثل الرصيف يمكن له ان يجلس يوماً - في اتحاد مفترض للكتّاب - الى جوار بعض اولئك الذين نعتهم بتلك النعوت العدوانية، فيجد انهم اقل إباحية مما ظن، وأكثر وطنية مما حسب. وربما وجد ان بعضهم يحمل اسم زهدي الداوودي او شيركو بيكه س او جنان جاسم او زهير الجزائري او علي عبدالعال او سلام ابراهيم او غيرها من الأسماء. وفي روايته "خط احمر" يضيف الرصيف الى قائمته "الطابور الخامس" و"المأجورين"، الذين يهمسون بالاشاعات المعادية للحرب والسلطة. والذين يحاولون "اثارة القلق في نفوس اهالي الضباط والجنود وذلك باخبارهم ان اولادهم شهداء او اسرى او جرحى، مما دفع هؤلاء لمراجعة دوائر مختلفة بناء على هذه الاخبار الكاذبة. والمطلوب ان ينتبه الجميع الى هذه المحاولات وإلقاء القبض على القائمين بها" ص161، اضافة الى اولئك فهناك "رجال مأجورون من قبل العدو" يقومون باغتيال العسكريين. ص187، يستحقون الاعدام "بشراسة". ولا بد من ان نشير هنا ايضاً، الى ان الرصيف هو الآخر يشكو من انه نال عقوبة السجن والملاحقة بسبب نصوصه الحربية، حتى تلك الفائزة بجائزة قادسية صدّام. ولا يعرف المرء لماذا قامت السلطة بذلك، وفي اي حقل من حقول الاعداء تم تصنيف تلك النصوص؟ والأهم من ذلك لماذا منحت روايته "تراتيل الوأد" الجائزة الأولى عام 1994، بعد ان فازت رواياته الثلاث السابقة بجائزة القادسية؟ وهل هناك عداء بين السلطة التي منحته الجوائز وجهاز الأمن والرقيب الذي حقق معه؟ ألواح - العدد 7 - 2000 - ص24. تلك الصور الأدبية تؤكد لنا ان الحاكم الفاسد ليس هو وحده من يفسد رعيته، فالرعية الفاسدة قد تفسد حكامها ايضاً. وفي ظروف العراق فإن تبادل الإفساد هو سر طول الكارثة. فهذا عبدالرزاق عبدالواحد يخاطب "سيده"، مستصغراً شعبه، الذي نسي انه طالما نعته بالعظيم، مقدماً لنا نموذجاً ثقافياً حياً من نماذج تبادل الإفساد واستمراء العبودية: هل قلت علمتنا "يا سيدي"؟ أبدا! أدري بأنك تأبى ايها الرجل! وأبيت لي ذات يوم أن أقول: صدى كنا ... وقلت العراقيون ما ضؤلوا وكما توسع وتبحبح الأدباء، في ظل الحرب، في مجال صناعة الأعداء، متجاوزين حتى حدود السلطة، فإنهم توسعوا توسعاً مماثلاً، في مجال صناعة وتلفيق الأكاذيب وتزوير التاريخ. فقد تطوع عدد كبير من الأدباء، لغرض إضفاء الشرعية على الحرب، متفننين في سبل ايجاد حجج عقلية ونفسية وأخلاقية وتاريخية تثبت ان العراق كان ضحية لعدوان إيراني ظالم على مر العصور، وهم يدركون جيداً حقيقة ما حدث. وحينما نقارن بيان السلطة الرسمي، المتعلق ببدء الحرب، بالذرائع التي أوجدها الأدباء، ندرك من دون إبطاء، فداحة الضرر الذي مارسته هذه الثقافة على عقول ثلاثة اجيال من ابناء شعبنا، كما نلمس بوضوح الميل المرضي، الأناني، الذليل، الذي تحلى به بعض حملة الأقلام، ممن اندفعوا راكضين امام القذائف، كالأدلاء، يصنعون لها طرقاً من الأحقاد في النفوس والضمائر. "إن أحفاد المجوس الموغلين في حقدهم على العراق والأمة العربية والضالعين بالمخططات المشبوهة استمروا في غيّهم، لذلك قرر مجلس قيادة الثورة الإيعاز الى قواتنا العسكرية الشجاعة بتوجيه ضربات رادعة الى الأهداف العسكرية الإيرانية لإحباط مخططات أسيادهم للنيل من أمن العراق العظيم". صدر هذا القرار في الثاني والعشرين من أيلول سبتمبر 1980، وكان ذلك هو الإعلان الرسمي للحرب. اما قصة "الخيال" لعبدالخالق الركابي، فتقدم لنا بياناً من نوع آخر. إذ تحكي عن مربّ للخيول يعاني مثل غيره من سكان القرية جور الذين يسكنون في الجانب الآخر للحدود، الذين "ازداد تسللهم وكثرت سرقاتهم في الفترة الأخيرة"، وحينما يكبر الحفيد يعود الى القرية بصحبة الفرسان من الجنود ويذهبون الى الجانب الآخر من الحدود ويخرسون المدافع. وفي هذه القصة، التي تجردت من الزمان وأشير الى المكان بغموض، يحاول الركابي إعطاء بُعد تاريخي للحرب، وإيجاد جذور لها في الماضي، او كما يقول سليم السامرائي "فالقاص لا ينظر الى معركة الأمة مع العدو الفارسي باعتبارها حالاً مقطوعة عن السياق التاريخي للوجود العربي، لذلك فقد تعمّد اهمال الزمان كلياً، وأشار الى المكان اشارة مجردة وغير واضحة تماماً، انه يريد ان يقول ان معركتنا اليوم موصولة بمعارك الأمة العربية وأن هذا الحاضر الذي نعيشه بكل تفصيلاته هو امتداد لصوَر الماضي" قصص تحت لهيب النار - وزارة الثقافة، 1981، ص12. وهنا نجد القاص يسعى في شكل جدّي الى ترجمة قرار الحرب ترجمة قصصية، لكنه يضيف إليه بُعداً دعائياً أعمق، لكي يكون للحرب مذاقها التاريخي، وللنص القصصي أثره العميق في نفوس ابناء شعبه. ويبدو ان النجاح الذي حققه الركابي في قصة "الخيال" قد أغراه لكي يعاود الكتابة مرة اخرى، في الموضوع نفسه، فكتب قصة "استراحة المحارب"، التي فازت بالجائزة التقديرية لمسابقة قادسية صدّام لعام 1982. وهنا ايضاً يغيب الزمن وتغمض الأمكنة، لكن المقاصد تظل واحدة: صناعة الأحقاد التاريخية. تصور القصة قرية حدودية يعاني اهلها عطشاً شديداً وجفافاً بسبب قطع الماء عنهم في الجانب الآخر من الحدود. وحينما يعود التلميذ رمز الوعي والتجديد الى قريته يصاب بخيبة أمل شديدة بسبب تقاعس سكان القرية ولجوئهم الى الخرافة والشعوذة الدينية من اجل عودة الماء، فيقرر ان يفتح السد ويفعل ذلك، لكنه يصاب بطلق ناري ويصبح معاقاً. وفي مشهد آخر يظهر المعاق جالساً عند باب دارهم بسبب اعاقته، بينما يتسابق الناس فرحين، مسرعين، ذاهبين لرؤية عودة الماء الى الأنهر العطشى. وبعودة الماء متدفقاً على دمدمات مدافع الجيش، ينهض المعاق بمعونة جندي رمز الحاضر، ومستردّ الحقوق الضائعة ويذهب للاحتفال بعودة الماء. لا جديد في هذه القصة من حيث المضمون. فهي تنويع سلطوي على قضية العداء التاريخي. لقد أثنى د.محسن الموسوي على هذه القصة شأنه شأن السامرائي، مشيراً ايضاً الى بُعدها الانساني، مضيفاً: "وهكذا يكتظ الوصف بالعواطف والانفعالات، التي تثير اضطراب القارئ وتوقعه في مصيدة الأدب الانساني، الذي انتشل الحُمْق من حماقاتهم، والمجرمين من جرائمهم، والبائسين من بؤسهم..."، "ان خرق المألوف بلمسة جديدة هو وحده الذي يرقى بالفنان الى تسام يجعله ينال موقعاً لا يبلغه غيره. ان الفنان الجيد يحمل معه دائماً شيئاً من هبة أعلى" قصص تحت لهيب النار - ج4 - ص20. وفات على الموسوي، هنا، الإشارة الى حق تاريخي آخر مستلب، ونعني به موضوع القصة، الذي هو اعادة حرفية لقصة الشاعرة الرائدة نازك الملائكة "قناديل لمندلي المقتولة"، المنشورة في مجلة الآداب العدد 12 - كانون الأول ديسمبر 1978، مع تحوير طفيف، وتبعيث واضح. وما يميز قصة الملائكة عن قصة الركابي هو ان الملائكة حافظت على الأصل الواقعي للحدث، مشيرة الى مكانه: نهر "السيبة الذي يروي مندلي". ومشيرة الى زمن وقوعه وإلى أجوائه السياسية، من دون لبس او غموض. والأهم من هذا كله، لم تنزلق الملائكة الى لعبة اثارة الأحقاد، بل على العكس، وصفت بمسؤولية وخشية عاليتين صلة القرابة التاريخية التي تربط الشعب العراقي بالإيراني، وألقت بدقة متناهية مسؤولية ما حدث على عاتق حكومة الشاه وحكومة نوري السعيد، واضعة الحدث في اطاره التاريخي المحدد. وذلك اختلاف جدي بين طريقتين للتناول، طريقة تهتدي بثقافة الحرب وتبعيث التاريخ، وأخرى تنبع من ثقافتنا الوطنية القائمة على التسامح. وفي قصة "القتلة" لعدنان احمد الربيعي، وهي قصة تتميز بالمباشرة ووضح مشاعر الحقد العرقي، يجري هذا الحوار بين ضابط إيراني أسير وجندي عراقي "- لن يقتلك احد. - كيف؟ - لأنك اسير. - وهل يمكن؟ - كف عن هذا، الأسير لا نقتله، نحن لا نقتل احداً ... - ولماذا جئتم الى هنا؟ - عجباً ألا تعرف؟ - سمعت انكم دخلتم أرضنا ... - والبقية؟ - يقولون انهم الإيرانيون يريدون اخراجكم. - ولكن ألم تسمع شيئاً آخر؟ ... ألم تسمع اننا لا نريد أرضكم؟ - كيف؟ - ألا ترى اذاً؟ انه ليس احتلالاً. - لماذا دخلتم؟ - لنحمي ارضنا، لنبعدهم عنا..."، ويستمر الحوار على هذه الوتيرة. ويلخص القاص عائد خصباك ذلك الحوار الطويل بكلمات معدودة قائلاً: "جمع الناس رابط موحد لأن المصير كان واحداً، وهم يلمسون مجريات الأحداث الأولى للحرب، التي فرضها العدو على قطرنا، كأعلى صورة من صور التآمر، الذي استهدف الانسان كإنسان اولاً". نسوق هذين المثلين كنموذج يغني عن عشرات الأمثلة المشابهة، التي تبرر الحرب بهذه الطريقة، الموجهة - باعتقاد اولئك الأدباء - الى قوم شديدي البلادة! "في ليلة مظلمة تسللت زمرة مهربين اعاجم، وبمحض الصدفة اصطدموا مع ابي اثناء عودته من نوبة الحراسة، فقتلوه بحقد ... اولاد الزانية ذبحوه مثلما يذبح الكائن بصمت..."، "لقد انتظرت تلك المواجهة طويلاً، سبعة اعوام وأنا قيد الانتظار، أمضي من جبهة الى جبهة ومن حصار الى حصار، أخوض معركة هنا وهناك - متى يا رب يكون اللقاء؟ متى يحين يا مخفرنا الحزين؟ لا يمكن نسيان الماضي والذكرى والصور". هذا مقطع من قصة "المخفر" الفائزة بالجائزة التقديرية في مسابقة قادسية صدّام لعام 1987، وهي واحدة من قصص القاص فهمي الصالح، في مجموعته "معزوفة الحجر"، التي تتميز بلغة عدوانية صريحة. اما حامد الهيتي في قصة "الأحفاد" فانه يجعل الإيراني يهدي طائراً الى الجندي العراقي، قائلاً له بامتنان شديد: "ارجو ان تقبله كهدية متواضعة من سكان هذه القرية التي أرجعتم لها حقوقها التي ضاعت منذ أمد طويل"، وهو يعني احتلالها من قبل العراق. قصص من تحت لهيب النار - 1981، ص435. ومثل هذه الحجج تتكرر على نحو فج في قصص عبدالستار ناصر الكثيرة. ففي قصة "حكاية جندي" من مجموعة "الشهيد 1777" يقول: "انها الحرب التي كنت اريدها انا، وأفكر في حسم كل اموري بها، وأعني الحرب التي تشير الى الأبيض والأسود، وتقول: هذا كان لأجدادي ويرجع الآن". وفي قصة "ليل الخندق" يتقرر دفن الشهيد في ايران: "لن ترجع جثته الى بغداد. اريد ان يكون القبر هنا. سيكون اول شهيد يحتضن عمق الأرض بعد رجوعها إلينا". ويحاول محمد حياوي في قصة "أجنحة خضر لطفل" من مجموعة "غرفة مضاءة لفاطمة" إيجاد صورة تاريخية للعداء القومي مأخوذة من الحياة الشعبية، فيصوّر تاريخ "زهرة العجمية" المشعوذة، ابنة عميل الشرطة الملكية، التي تتعفن جثتها بعد ان يتثبت الناس من شعوذتها وإدمانها اكل الاطفال العراقيين!! "انه الزمن الصعب. حرائق وأشلاء وأرض سرقوها"، جاء هذا في قصة "هدية محارب" من مجموعة "الشهيد 1777" للقاص عبدالستار ناصر، ويضيف القاص: "وعند كل اجازة يتمتع بها جندي من اصدقائي الجنود فهو اختيارهم الهدية ذاتها، يحفرون شبراً من الأرض الايرانية طبعاً ويأخذون حفنة من التراب الذي صار عراقياً". وفي قصة "أشرف ونبيه، سيناريو لما حدث" يضع باسم عبدالحميد حمودي سيناريواً خاصاً جداً، يصوّر فيه لحظة قيام الحرب، التي "بدأت بتقدم الجنود الايرانيين على مقربة من مخفر عراقي، ثم الهجوم على راعية غنم وقتلها بعد اغتصابها". ومثل هذه الذريعة الأخلاقية الجنسية لم تود الحكومة ايرادها في بياناتها، ربما تعففاً. لكن بعض الأدباء يصرّون على ان يكونوا أقل عفة حتى من حكوماتهم.