قال الرئيس العراقي صدام حسين إن حلاً للقضية الكردية ممكن عبر الحوار المباشر، مؤكداً أن بغداد قادرة على إعادة سيطرتها على اقليم كردستان بالقوة غير انها "تفضل الحكمة" في الوقت الذي كانت القوات العراقية عززت انتشارها في المناطق المحيطة بالاقليم الخارج عن سيطرة الحكومة المركزية منذ عام 1991. وندد مساء الاثنين بتصريحات المسؤولين الاكراد الذين رفضوا دعوته السابقة للحوار في تموز يوليو الماضي مشدداً: "لماذا انزعجت أنت أيها البعيد وأصدرت بياناً تقول فيه لا حوار مع السلطات؟ حسناً كما تشاء لا حوار، ان قول لا حوار مع السلطة جهل، ولسنا ممن تنتفض امامه لتقول لا حوار مع فلان صدام لأننا سنقول بدورنا في يوم ما سنقطع لسانك الذي نطقت به هذا الكلام". وزاد خلال استقباله وفداً من "الحزب الديموقراطي الكردستاني" الموالي لبغداد غير الحزب الحاكم في اربيل بزعامة مسعود بارزاني مخاطباً الرافضين الحوار مع حكمه قائلاً: "لماذا تقول لا حوار مع قيادتك، انها قيادتك وشرفك وقد أصبح الناس من الروس والهنود والباكستانيين ومواطنون من الاميركان يرون مواقف قيادتك بما يزيد العراق عزاً، فلماذا تصدر بياناً مستعجلاً لمجرد سماعك كلاماً يصدر من صدام حسين فتقول لا حوار؟". وكان سكرتير الحزب الديموقراطي الكردستاني أحمد محمد سعيد الاتروشي سلم صدام "سيف الحق" و"درع الوحدة الوطنية"، مؤكداً استعداد حزبه و"نخبة من الشعب الكردي" للقتال تحت "راية صدام" من أجل "تطهير منطقة كردستان للحكم الذاتي من رجس الاجانب الخبثاء وعملائهم الاشرار بدمائنا"، في إشارة إلى الحزبين الكرديين الحاكمين في كردستان بزعامة جلال طالباني ومسعود بارزاني". ورأى صدام ان حل القضية الكردية ممكن عبر الحكمة من دون ان يستبعد خيار القوة، إذ قال: "نعتقد ان الحكمة هي المحور الاساسي الذي ينبغي ان يستخدم لحل مشاكل الشعوب وعندما تعجز الحكمة... فعندئذ يستطيع السيف الذي جئتم به أو أي سيف آخر من سيوف العراقيين ان يعمل بالطريقة التي تضع الحق في نصابه، ولكن الوقت هو وقت الحوار ومحاولة الاقناع والعمل". ونفى ان يكون استبعاد بغداد الخيار المسلح لإعادة كردستان "خوفاً من الطائرات الاميركية" التي تفرض حضراً للطيران في شمال العراق وتراقب "المنطقة الآمنة" التي اقامتها واشنطن ولندن وباريس في نيسان ابريل 1991. وقال إن لا أحد يمنعه من زيارة اربيل عاصمة كردستان مشدداً: "لو أردنا ان نزور اربيل لا أظن ان أحداً سيمنعنا لأن الوطن وطننا، ولكنني لا أذهب اليها لظروف نفسية ولأسباب أقدرها". وكانت مصادر الحزب الديموقراطي الكردستاني اشارت الاسبوع الماضي الى تصاعد استعدادات بغداد العسكرية في المناطق المحيطة بأقليم كردستان وتحدثت عن خطة عراقية - تركية لبسط نفوذ بغداد على الاقليم، فيما كانت قوات تركية توغلت عميقاً داخل الأراضي العراقية.