نيويورك، كابول، لندن - أ ف ب، رويترز - حذر الرئيسان الاميركي جورج بوش والباكستاني برويز مشرف "تحالف الشمال" الافغاني المعارض من دخول العاصمة كابول، في غياب اي اتفاق على صيغة للحكم بديلة من نظام حركة "طالبان". لكن قوات التحالف التي زحفت بسرعة الى أبواب المدينة أمس، أعلنت أنها قد لا تلتزم هذا التحذير في حال نشوء فراغ سياسي مع انسحاب ا"طالبان" منها. في المقابل، لفت نظر المراقبين تصريح وزير الخارجية الاميركي كولن باول قال فيه إن "كابول يجب إن تتحول منطقة محايدة" إذا نجحت القوات المناهضة ل"طالبان" في طرد الحركة من المدينة. وأشار الى أن كثيرًا من سكان المدينة هم من البشتون و"يخافون المعارضة ولا يثقون بها" كونها تتألف من الطاجيك والاوزبك. وعلى رغم أن باول لم يعط مزيداً من التفاصيل، فان المراقبين اعتبروا تصريحه مؤشراً الى الاستعداد للبحث في صيغة حماية دولية للعاصمة الافغانية، بما في ذلك احتمال نشر قوات دولية فيها إذا أقرت القوى الاقليمية ذلك. وقال بوش، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الباكستاني بعد محادثاتهما على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة مساء أول من أمس: "سنشجع أصدقاءنا في تحالف الشمال على التقدم نحو الجنوب عبر اجتياز سهل شومالي، لكن ليس على الدخول الى مدينة كابول نفسها". وأضاف أن "أي ترتيب للسلطة يجب تقاسمه بين مختلف القبائل في أ فغانستان. والطريقة التي ستعامل بها مدينة كابول ستكون مؤشرًا أساسيًا الى ذلك". وفي الوقت نفسه، ذكر مشرف انه "بعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان كانت المدينة مسرحًا لأعمال وحشية وعمليات قتل وتشويه... واعتقد بانه إذا دخل تحالف الشمال الى كابول، سنرى النوع نفسه من الاعمال الوحشية ترتكب ضد سكانها". لكن وزير الدفاع البريطاني جيفري هون أدلى بتصريح مناقض لذلك، إذ نقلت عنه صحيفة "صنداي تايمز" أمس قوله: "ستغمرني السعادة أن أرى تحالف الشمال وهو يتقدم عبر شمال أفغانستان ليستولي على كابول". وعكس ذلك نقطة ضعف في التنسيق بين لندنوواشنطن، عزاها المراقبون الى التغييرات السريعة على الارض. وأضاف هون أنه إذا أفلح تحالف المعارضة في السيطرة على مناطق من خط يمتد بين مدينة هيرات الغربية وحتى كابول، فسيوجه ذلك ضربة قاصمة ل"طالبان". وقال: "كلما استولوا على المزيد من الاراضي كلما قلت مساحة المناطق التي يمكن لاسامة بن لادن وطالبان الاختباء فيها. كل ما يمكن توقعه منهم هو التقدم صوب هذا الخط. وإذا حدث ذلك فسيمثل إنجازًا مشهودًا. واذا أدى الى وقف الحرب البرية خلال الشتاء لاصبح ذلك امرًا طيبًا". وفي الوقت نفسه، بدا قادة "تحالف الشمال" مترددين في التزام نصيحة واشنطن، إذ قال وزير خارجيته عبد الله عبد الله ان المعارضة "تفضل الانتظار الى حين التوصل الى اتفاق سياسي، قبل الدخول الى كابول، لكننا لا نلزم انفسنا بذلك إذا حصل فراغ سياسي هناك"، مشيراً إلى إمكان استيلاء المعارضة على العاصمة إذا انسحبت "طالبان" منها. وأبدى قادة ميدانيون امتعاضهم من النصيحة الاميركية، وقال أحدهم، ويدعى الجنرال عليم خان: "أنا وجنودي مللنا الانتظار من دون فعل شيء، يتعين علينا الدخول الى كابول، ولا نبالي بما تقوله أميركا أو ترغب به". كذلك قال قائد آخر للتحالف، وهو الجنرال مير الرحمن: "يجب ألا يتدخل أحد في شؤوننا ويملي علينا ما نفعله، إذا وصلنا الى كابول فلن نتوقف على أبوابها". في زموازاة ذلك، نشر مئات من عناصر المعارضة المعززين بالدبابات والمدفعية في محيط قاعدة باغرام الجوية شمال كابول، استعدادًا لشن هجوم للسيطرة على مواقع "طالبان" القريبة التي جعلت من الصعب استخدام المطار، فيما تقدمت قوات المعارضة الى أبواب المدينة من الطريق الشمالية الغربية المؤدية الى بولي خمري عبر ولاية باميان. حواجز ل"طالبان" ولوحظ ان حركة "طالبان" نشرت نقاط تفتيش أمنية عبر كابول أمس، وفتش مقاتلوها السيارات والركاب بحثًا عن أسلحة وهواتف عبر الاقمار الاصطناعية ومعدات اتصال. وقالت مصادر الحركة إن هذه الاجراءات تهدف الى الحفاظ على الامن والنظام والتأكد من عدم تسلل مقاتلي المعارضة الى المدينة". وقال مسؤولون في الحركة أن الطائرات الاميركية قامت ب"عمليات قصف عنيفة" استهدفت شمال العاصمة ومحيط قاعدة باغرام ليلاً.