حضر عدد كبير من ابناء الجالية العربية لقاء حول كتاب "سياج الملكة" دعت اليه مساء أول من أمس البارونة هيلينا كينيدي في مبنى دار "الأهرام"، لندن. تناول المؤلف احمد ذكرى قصة اعتقال زوجته، السيدة ناديا، بتهمة المشاركة في تفجير السفارة الاسرائيلية في لندن صيف 1995 وسجنها اشهراً والامتناع عن اسقاط التهم عنها الا بعد نحو سنتين على رغم وضوح براءتها. ممثل السلطة الفلسطينية في بريطانيا تحدث عن "ولادة كاتب" وتمنى ان يكمل السيد ذكرى مشواره الأدبي. قال ان ما عانته ذكرى "عقاب بلا جريمة لسيدة كانت دائماً صخرة السكينة والهدوء". وأشاد بالبارونة المحامية كينيدي التي رافعت عنها وبرهنت على ان "العدالة البريطانية تستطيع ان تكون عادلة". كينيدي التي ترأس أيضاً المجلس الثقافي البريطاني اشارت الى الألم الذي أصاب أسرة ذكرى بعد اسقاط التهم وتساؤلها عما اذا كان يمكن مقاضاة الشرطة البريطانية من جراء اصرارها على لصق التهم على رغم الاخطاء التي شابت الاعتقال والسجن منذ البداية. "يجب سماع هذه القصة في بريطانيا لنتذكر كم هي ثمينة الحريات المدنية وكم تسهل خسارتها بسبب اخطاء الشرطة. على الحكومة تغيير القوانين المتعلقة بما يماثل حال السيدة ذكرى تجنباً لظلم الأبرياء. كان ظلماً رهيباً وأدركنا ذلك منذ البداية". وقرأت كينيدي مقاطع ترجمت الى الانكليزية من رواية "سياج الملكة" التي صدرت عن دار بيسان، بيروت، وصمم غلافها احسان عنتابي. أبدت اعجابها بالأسلوب الشعري وأشارت الى ان الرواية كانت بمثابة "تطهر" للمؤلف الذي خشي ان يستخدم تاريخه النضالي ضد زوجته، وعانى مع اسرته من ابتعاد البعض الذي خشي ان يصبح هو أيضاً أسير الشك في حين دعمها البعض الآخر حتى النهاية. المحامي نيل اوماي قال ان المحامية العربية التي قدمتها الشرطة لناديا ذكرى كانت شبه عمياء ولم تهتم بمتابعة اجراءات الشرطة لكي تمنعها من التلاعب وإلصاق التهمة بالسيدة البريئة. وذكر ان "سياج الملكة" يظهر عجز السجين عن التفكير السليم والدفاع عن نفسه، ويقوي دور الشك في حياتنا. عندما يسلّط الضوء على متهم ما، قال، يصبح سلوكه العادي عرضة لشك يكبر ويكبر حتى يصعب التعامل معه.